أيها الأب الكريم .. أيتها الأم الحنون .. أنتم النماذج لأولادكم، وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .. الحديث " ومنهم ولد صالح يدعو له .. فليكن هدفنا أن يكون أولادنا صالحين واذكروا معي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أعطي بيت الرفق إلا نفعهم ولا منعهوه إلا ضرهم"
الصلاة نور
فلنستمع معا بقلوبنا قبل آذاننا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وجعلت قرة عيني في الصلاة" ويبين لنا أن "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة" وأنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله.
ولنذكر جميعا وصية النبي صلى الله عليه وسلم عند الوفاة: "الصلاة وما ملكت أيمانكم"
كيف نعود أولادنا على الصلاة ؟
قال تعالى: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها"
أيها الأب .. أيتها الأم
* لقد علمنا مكانة الصلاة في الإٍسلام لذلك يجب علينا أن نعلم أن تعويد الطفل الصلاة هدف حيوي في التربية الإيمانية للطفل.
*ونذكّر بأن الطفولة ليست مرحلة تكليف وإنما مرحلة إعداد وتدريب وتعويد للوصول إلى مرحلة التكليف عند البلوغ فيسهل على الطفل أداء الواجبات والفرائض.
مراحل تعليم الصلاة : أولا : مرحلة تشجيع الطفل على الوقوف في الصلاة
ففي بداية وعي الطفل يطلب منه الوالدان الوقوف معهما في الصلاة، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة" ولنعلم جميعا أن الأبناء في بداية طفولتهم قد يمرون من أمام المصلين أو يجلسون أمامهم وقد يبكون، فلا حرج على الوالد أو الوالدة في حمل طفلهم في الصلاة حال الخوف عليه، خاصة إذا لم يكن في البيت من يلاعبه.
ويجب ألا ننهر الطفل في هذه المرحلة عما قد يحدث منه للمصلي.
ثانيا : مرحلة ما قبل السابعة
1- تعليم الطفل بعض أحكام الطهارة البسيطة مثل أهمية التحرز من النجاسة كالبول وغيره وكيفية الاستنجاء وآداب قضاء الحاجة، وضرورة المحافظة على نظافة جسمه، وملابسه، مع شرح علاقة الطهارة بالصلاة.
2- تعليم الطفل الفاتحة وبعض قصار السور استعدادا للصلاة.
3- تعليمه الوضوء، وتدريبه على ذلك عمليا كما كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم مع أبنائهم.
4- وقبل السابعة نبدأ تعليمه الصلاة وتشجيعه أن يصلي فرضا أو أكثر يوميا مثل صلاة الصبح قبل الذهاب إلى المدرسة، ولا نطالبة في سن السابعة بالفرائض الخمس جملة واحدة.
5- نذكر بأهمية اصطحاب الطفل إلى صلاة الجمعة بعد أن نعلمه آداب المسجد، فيعتاد الطفل إقامة هذه الشعائر ويشعر بداية دخوله المجتمع واندماجه فيه.
ثالثا: مرحلة ما بين السابعة والعاشرة:
ففي الحديث : "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع" يتعلم الطفل هذا الحديث، وهو الآن يعرف أنه قد بدأ مرحلة المواظبة على الصلاة ولهذا ينصح بعض المربين أن يكون يوم بلوغ الطفل السابعة من عمره حدثا متميزا في حياته.
لقد خصص النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنوات متواصلة لتأصيل الصلاة في نفوس الأبناء، ونكرر طلب الصلاة من الطفل باللين والرفق والحب وبنطرة حسابية نجد أن عدد التكرار قد يصل خلال هذه الفترة إلى أكثر من 5000 مرة في الثلاث سنواتز
أي أن الوالدين يذكّرون أولادهم ويدعونهم إلى الصلاة في هذه الفترة ومع أول حياتهم، وهذا يوضح لنا أهمية التكرار في العملية التربوية بما يناسب من بشاشة الوجه وحسن اللفظ وهذا هو الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول: "حافظا على أبنائمن في الصلاة، وعودوهم الخير فإن الخير عادة" فكل الخير يكتسب بالتعود.
وينشأ ناشء الفتيان منا.. على ما كان عوده أباه
وخلل هذه الفترة يتعلم الطفل أحكام الطهارة وصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الأدعية الخاصة بالصلاة وسيظل الوالدان القدوة العملية أمام الطفل دائما.
رابعا : مرحلة الأمر بالصلاة والضرب على تركها :
من الضروري أن نكرر دائما -في مرحلة السابعة- على مسمع الطفل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حدد مبدأ الضرب بعد العاشرة تحذيرا من التهاون في الصلاة، فإذا ما أصر بعد ذلك على عدم المداومة على الصلاة فلا بد أن يعاقب بالضرب، ولكن يظل الضرب معتبرا بالشروط التي حددها لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
إذا نشأ الطفل في بيئة صالحة واهتم والداه بكل ما ذكرنا وكانا قدوة له في المحافظة على الصلاة، فإنه من الصعوبة ألا يرتبط الطفل بالصلاة ويحرض عليها خاصة مع التشجيع المعنوي والمادي.
وفي هذه المرحلة (بعد العاشرة) يجب على الوالد والوالدة ومن يقوم بتربية الأولاد أن يعلموهم أحكام صلاة الجماعة وصلاة السنن والوتر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنس بن مالك رضي الله عنه صلاة الإستخارة رغم صغر سنه.
كما يجب الاهتمام بصلاتي الفجر والعشاء في هذه المرحلة، وتعويد الطفل على المداومة على كل الفرائض مهما كانت الأسباب، خاصة أثناء الامتحانات "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" فإذا فاتته صلاة ناسيا فليصلها متى ذكرها، وإن فاتته تكاسلا فلنعلمه أن يسارع بالاستغفار وأن يعمل بعض الحسنات كالصدقات من مصروفه وغير ذلك من أعمال الخير لعل الله يغفر له "واتبع السيئة الحسنة تمحها" وننبه بعد ذلك إلى ضرورة اتفاق الوالدين على الخطوات السابقة وتعاونهما معا على أن يكونا قدوة للطفل في كل لحظة، وعلى الوالدين أن يكثرا من هذا الدعاء "رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء" و " ربنا عب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما"
نصائح للوالدين :
1- على الأب والأم أن يرى ابنهما فيه دائما يقظة الحس نحو الصلاة فمثلا:
أ) إذا أراد ابنك أن يستأذن للنوم قبل العشاء، فليسمع منك وبدون تفكير أو تردد "لم يبق على صلاة العشاء إلا قليل نصلي معا ثم تنام بإذن الله"
ب) وإذا طلب الأولاد منكم الذهاب للنادي أو زيارة أحد الأقارب وقد اقترب وقت المغرب فيسمعون منكم: "نصلي المغرب أولا ثم نخرج"
ج) ومن وسائل إيقاظ الحس بالصلاة لدى الأولاد، أن يسمعوا منكم ارتباط المواعيد بالصلاة فمثلا سنقابل فلانا في صلاة العصر، وسيحضر لزيارتنا بعد صلاة المغرب.
2- الإٍسلام يحث على الرياضة التي تحمي البدن وتقويه، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ولكن يجب ألا يأتي حب أو ممارسة الرياضة على حساب تأدية الصلاة في وقتها، فهذا أمر مرفوض.
3- إذا حدث أن مرض الصغير بعد سن العاشرة فعليه أن نعوده أداء الصلاة حسب استطاعته حتى ينشأ ويعلم ويتعود أنه لا عذر له في ترك الصلاة حتى لو كان مريضا.وإذا كنت في سفر فعليك أن تعلم ولدك رخصة القصر والجمع، وتعلمه نعمة الله في الرخص وأن الإسلام تشريع مملوء بالرحمة.
4- تدرج في تعليم ولدك النوافل بعد أن تعلمه الفرائض.
5- اغرس في ولدك الشجاعة في دعوة زملائه للصلاة، وألا يجد حرجا في إنهاء مكالمة تليفونية أو حديث مع شخص أو غير ذلك من أجل أن يلحق بالصلاة جماعة بالمسجد، وأيضا اغرس فيه ألا يسخر من زملائه الذين يهملون أداء الصلاة بل يدعوهم إلى هذا الخير.
يوم الجمعة : حاول أن تجلس مع زوجتك كل يوم جمعة للقيام بسنن الجمعة من قراءة سورة الكهف والإكثار من الإستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولينشأ الأطفال بينكما وأنتما على هذا الخير ثم يشتركون معكما.
صلاة العيدين والاستسقاء وغيرها
احرص أن يحضر معك أولادك هذه الصلوات، فيتعلق أمر الصلاة بقلبه وردد أمامه أنك صليت الإستخارة، وصلاة الحاجة وسجدت سجود الشكر.
أيها الأب الكريم .. أيتها الأم الحنونة
استخدما كل الوسائل المباحة شرعا لغرس الصلاة في نفوس أولادكما من ذلك :
* المسطرة المرسوم عليها كيفية الوضوء والصلاة
* إذا كنت تعلم أولادك الحساب وجدول الضرب استخدم الصلاة لبيان ذلك مثل: رجل صلى ركعتين ثم صلى الظهر أربع ركعات فكم ركعة صلاها؟ وهكذا، وإذا كان كبيرا فمن الأمثلة رجل بين بيته والمسجد 500 متر وهو يقطع في الخطوة الواحدة 40 سم فكم خطوة يخطوها حتى يصل إلى المسجد في الذهاب والعودة؟ وإذا علمت أن الله يعطي عشر حسنات على كل خطوة فكم حسنة يحصل عليها؟
* أشرطة الفيديو والكاسيت التي تعلم الوضوء والصلاة وغير ذلك مما أباحه الله.
الأم الحنون :
هذه ابنتك الغالية تنشأ بين يديك، فاجعليها ترى منك حسن المراقبة لله عز وجل، فإذا سمعت الآذان فأسرعي بإنهاء الأعمال التي معك حتى تؤدي الصلاة في أول وقتها.
واهتمي بحجاب ابنتك وغرس أهمية ذلك الحجاب عليها منذ الصغر وأن تستر جسدها من النظرات الشهوانية التي يطلقها أصحاب الشهوات سهاما من أسهم الشيطان.
أيها الأب الكريم .. أيتها الأم الحنون ..
ليكن أساسنا ونحن نعلم أولادنا الصلاة "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها" وهذا الصبر مطلوب باستمرار صغارا كانوا أم كبارا، ولنسارع من الآن، لأن التعليم من الصغر كالنقش على الحجر.
واهتم وأنت تعلم أولادك الصلاة ما يلي:
1- ترديد الآذان مع المؤذن والدعاء بعده.
2- دعاء الخروج من المنزل لأداء الصلوات في المسجد.
3- دعاء دخول المسجد والخروج منه.
4- دعاء دخول الخلاء والخروج منه.
5- التسبيح بعد كل صلاة وغير ذلك من الأمور المبينة في الكتب الموسعة في شرح الصلاة وفرائضها وسننها واعمالها القلبية.
كما يجب التحذير من أداء الصلاة بطريقة نقر الغراب أو السرقة من الصلاة فضلا على أن تبين له حرمة ترك الصلاة وعقوبة تاركها.
كيف نعامل الأطفال ؟!
* لقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الستخدام الرفق في كل شيء، وقال: "الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" فليكن شعارنا هو الرفق والرحمة.
* على كل من يوجه الأطفال ان يتجنب كثرة الأوامر.
* يجب أن يثاب الطفل على السلوك الطيب بجوائز معنوية مثل إظهار الرضا، أو أخرى مادية.
* في حالة خطأ الطفل لا بد أن ينبه إلى خطئه برفق ولين ويتم التصحيح.
*إذا كرر الخطأ عدة مرات فيمكن حرمانه من بعض ما يحب، فإذا استمر فيمكن اللجوء إلى أسلوب الزجر ولكن دون إهانة أو تحقير وبخاصة أمام الأقارب والأصدقاء لأن ذلك يؤدي إلى الشعور بالنقص.
العقوبة البدنية :
ونتيجتها سريعة فهي تؤدي إلى نظام ظاهري سطحي يخدع ويغري الوالد بسرعة اللجوء إليها وهذا خطأ، ولاستخدام ذلك شروط :
1- الضرب للتأديب كالملح للطعام لا بد أن يكون قليلا حتى لا يفقد قيمته.
2- أن يكون غير شديد ولا مؤذ.
3- لا تضرب وأنت في حالة الغضب الشديد خوفا من إلحاق الضرر بالولد.
4- تجنب الأماكن الحساسة كالرأس والوجه والصدر والبطن.
5- لا تزيد الضربات على ثلاث إذا كان الولد دون الحلم.
6- قم بذلك بنفسك ولا تتركه لأحد.
7- من الخطأ أيضا عدم إيقاع العقاب بعد التهديد.
8- يجب نسيان ما يتعلق بالذنب بعد توقيع العقوبة مباشرة.
9- لا ترغم الطفل على الاعتذار بعد توقيع العقوبة مباشرة لأن في ذلك إذلالا له.
10- كما يجب ألا نطلب من الطفل عدم البكاء بعد العقوبة لأنه ربما يبكي بسبب إحساسه بالألم.
أخي الوالد الكريم .. أختي الأم الحنون ..
لنتذكر دائما قول الله تعالى : "رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء"
وقوله تعالى : "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما"
منقول باحساس عمييييق بالمسؤولية تجاه فلذات اكبادنا,,,,,,,,