[frame="8 60"]اليوم الإلكتروني
www.alyaum.com
الأثنين 1430-02-07هـ الموافق 2009-02-02م العدد 13016 السنة الأربعون
________________________________________
عزيزي رئيس التحرير
حرامي شريف .. سامحوني !
عزيزي رئيس التحرير
ليست كل الأخبار تشدنا ونقف عندها - رغم أهميتها - وقد تستوقفنا بعض الأخبار إما لغرابتها أو لطرافتها ، ومن هذه الأخبار التي تحمل غرابة وطرافة في آن الخبر المنسوب لمراسل «اليوم» في محافظة القطيف أحمد المسري في العدد 13008 الصادر يوم الأحد 25/1/2009 عن السارق الظريف للمدرسة ذات الرقم 9 للبنات في حي المنيرة – الذي ترك رسالة لمديرة المدرسة يطلب فيها تعيينه حارسا ، وخط على جدار المدرسة عبارة يقول فيها : حرامي شريف .. سامحوني!
لست ملتمسا عذرا للسارق ، ولا أتهمه بأنه هو الذي سرق المدرسة في المرتين السابقتين ، فلقد ذكر الخبر أن المدرسة قد تعرضت للسرقة ثلاث مرات - منها السرقة الأخيرة - خلال ثلاثة أشهر ، ولكنني أقف عند طلبه وظيفة حارس - غير أمين - فلعله يعلم أن المدرسة لا حارس لها أو أن حارسا واحدا غير كاف لأي مدرسة، وليس من المعقول أن يقيم فيها الحارس إقامة دائمة لا يغادرها ، وليس ممكنا أن يعمل في حراستها مواصلا ليله بنهاره ، ولا يتمتع بإجازة سنوية أو أسبوعية.
هذا السارق الظريف ذكر بأنه شريف .. ووصفه لنفسه بالشرف مفارقة عجيبة - رغم إقراره بأنه سارق - وهل هناك سارق شريف وآخر غير شريف ، إذا ما لم تكن هناك مشاحة في الدلالة المعنوية لما يقصده السارق بالشرف ، ولعل قائلا يقول : متى كان السارق شريفا ؟ وأجزم أن سارق المدرسة لم يقرأ قول الرسول صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد رضي الله عنه عندما تدخل مستشفعا في السرقة ، وما يزيد الأمر غرابة طلب السارق المسامحة على فعلته ، ومن الذي سيسامحه ؟ أتسامحه إدارة التربية والتعليم التي لم تفعل شيئا رغم تعرض المدرسة لثلاث سرقات متتالية أم تسامحه إدارة المدرسة ومعلماتها أم هو يطلب المسامحة من طالبات المدرسة.
لعل ما يكشفه الخبر من رسائل السارق يؤكد أنه كان مطمئنا وهو يمارس جريمته ، وهو ما جعله يكتب تلك الرسائل دون خوف أو وجل إما لعلمه بأن المدرسة لا حارس لها أو أنه متأكد من عدم تواجد حارسها فلقد تعرضت بعض مدارس المنطقة – بنين وبنات - هذا العام إلى عدد من السرقات وحوادث الحريق وعانت من قصور في الصيانة والنظافة، وهي أمور مهمة يجب أن تحظى بمتابعة حقيقية من مديري التربية والتعليم بالمنطقة ، فتعرض مدرسة واحدة إلى ثلاث سرقات في ثلاثة أشهر يشي بقصور وإهمال كبيرين.
إن حوادث السرقة التي شاعت في مجتمعنا - سواء كانت سرقة للمنازل أو السيارات أو غيرها - تحتاج إلى دراسة حقيقية لأسبابها وعوامل انتشارها، ووضع العلاج المناسب والسريع لها قبل أن تزداد وتنتشر وتتحول إلى ظاهرة ، وهو دور ليس منوطا بالأجهزة الأمنية بمفردها بل يجب أن يشاركها فيه جميع أفراد المجتمع ، وهذه المشاركة تعكس وعي المجتمع ورقيه وتميزه وحرصه على أمنه.
إنني أكاد أجزم بأن الكثيرين يتوقون لمعرفة الأسباب التي دعته للسرقة ، ومدى صدقه في البحث عن عمل شريف ، ورضاه بوظيفة حارس للمدرسة مع علمه - دون شك - بتواضع راتبها الشهري !
عبد الله بن مهدي الشمري
________________________________________
وقت وتاريخ الطباعة: 07:42:37 02-02-2009
[/frame]