لا يخفى على الجميع ما يمثله الوقت من أهمية كبيرة لدى الإنسان، وقد حثنا الدين الإسلامي الحنيف على الاهتمام بالوقت كما هو واضح في العديد من الآيات الكريمة، قال تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر..) «سورة العصر». كما قال تعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون). «سورة يونس: 5».
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس.. الصحة والفراغ». رواه البخاري.
والوقت من أغلى ما يملكه الإنسان في حياته فإذا ذهب لا يرجع، وعليه استغلاله فيما يفيد ليزيد من قيمته، وقديما قيل «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك» كما قال الإمام ابن عبدالبر في جامع بيان العلم عن نعيم بن حماد قال: «قيل لابن المبارك إلى متى تتطلب العلم؟ قال: حتى الممات إن شاء الله».
ومع هذه الأهمية الكبيرة للوقت في حياة الإنسان المسلم إلا أننا نراه غير مهم في حياة شريحة من شبابنا للأسف، فهم يقضونه في ملهيات عديدة لا طائل منها ولا فائده للأسف، فأصبحت أوقاتهم مقسمة بين النوم ومتابعة ما يشغلهم ويلهيهم عن كل مفيد ومثمر كالجلوس في المقاهي ومتابعة الفضائيات لساعات طويلة مع التركيز على البرامج غير الهادفة التي لا تنمي الثقافة والمعرفة والأخلاق والسلوك الإيجابي إضافة إلى متابعة الشبكة العنكبوتية وقضاء وقت طويل في مواقع وبرامج لا تعود عليهم بالنفع بل قد تضرهم وتفتح أذهانهم على أخلاقيات وسلوكيات لا تتفق مع الدين الإسلامي والقيم الأخلاقية، لذا فعلى الشباب ــ وهم أمل الحاضر وعدة المستقبل وعماد الأمة ــ استثمار أوقاتهم فيما يفيدهم ويعود عليهم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة؛ لأنهم مسؤولون عن هذا الوقت الثمين الذي يضيع على غير طائل، كما أن على جميع الموئساسات التربوية والاجتماعية التعاون والتكانف لتهيئة الإمكانات الحسية والمعنوية بشتى أنواعها للشباب للاستفادة من أوقاتهم لينفعوا أنفسهم ودينهم ووطنهم.
خاتمة:
قال الشاعر أحمد شوقي
دقات قلب المرء قائلة له *** إن الحياة دقائق وثوان
خالد بن علي القرني
نقلآ عن جريدة عكاظ