ظهر الأفلام السينمائية وبرامج التلفزيون المذنبات على أنها نذر كوارث ودمار، لكنها في الغالب لاتمثل أي خطر على كوكب الأرض. ومذنب إلينين، آخر زوار نظامنا الشمسي الداخلي لا يشذ عن هذه القاعدة. وفي أقرب نقطة له من الأرض سيكون على بعد 35 مليون كم في السادس عشر من أكتوبر 2011.
اكتشف هذا المذنب والذي يسمى فلكياً c/2010 x1 من قبل الروسي ليونيد إلينين في العاشر من ديسمبر عام 2010 عندما كان على بعد 647 مليون كم، ومنذ اكتشافه بدأ هذا المذنب - مثل غيره من المذنبات - يقترب من الأرض في طريقه إلى نقطة الحضيض، أقرب نقطة له من الشمس.
ولقد تلقت ناسا الكثير من الأسئلة حول هذا المذنب أجاب عنها دون يومان ودافيد موريسون.
أكثر الأسئلة انتشارا حول هذا المذنب:
س. متى سيكون المذنب في أقرب نقطة له من الأرض ويكون أكثر سطوعاً؟
ج. سيكون المذنب ألمع شيء قبيل الوقت الذي سيكون فيه في أقرب نقطة للأرض على بعد 35 مليون كم.
س. هل سيكون المذنب قريباً جداً من الأرض أو بين الأرض والقمر؟
ج. سيكون المذنب على مسافة 35 مليون كم وهي حوالي تسعين ضعف بعد القمر عن الأرض.
س. هل لهذا المذنب تأثير على الأرض من مكانه الآن أو في المستقبل، وهل سيؤثر على أحوال المد والجزر أو حتى حركة الصفائح التكتونية؟
ج. ينتشر في الإنترنت تخرصات غير صحيحة تزعم أن محاذاة المذنب إلينين مع أجرام سماوية وقوى خارجية ستسبب آثاراً على الأرض وتجعل المذنب يقترب أكثر من الأرض. ويقول دون يومان أن أي محاذاة للمذنب مع أي جرم آخر ليس لها أي معنى، وليس هناك أي جسم سيقابله هذا المذنب مما يغير من مداره، ولن يكون له أي تأثير علينا في الأرض.
وبالإضافة لكون هذا المذنب بعيداً جداً، فإنه يعتبر من الفئة الصغيرة الحجم من المذنبات، كما أن كثافة المذنبات ليست عالية فهي عبارة عن كرات ثلجية ترابية متهلهلة. وبذلك يكون لدينا كرة ثلجية ترابية متواضعة الحجم على بعد 35 مليون كم وتأثيرها أقل من تأثير جاذبية سيارةصغيرة في الأرض على المد والجزر في المحيطات.
س. سمعت أنه سيكون هناك ثلاثة أيام من الظلام، فهل سيحجب المذنب نور الشمس لمدة ثلاثة أيام؟
ج. يقول يومان أن المذنب لن يمر أمام قرص الشمس بالنسبة للراصدين من الأرض.
وحتى لو عبر أمام الشمس، يقول البيولوجي الفلكي دافيد موريسون فإن قطره لايتعدى من الثلاثة إلى الخمسة كيلومترات، فكيف لجسم بهذا الحجم أن يحجب الشمس التي قطرها 1,392,082 كم!
وبالمقارنة يكون حجم القمر الظاهري نفس حجم الشمس ويحدث الكسوف حينما يكون القمر الذي قطره 4000 كم على بعد 400,000 كم من الأرض. ولذلك حتى يحدث كسوف يسببه هذا المذنب يجب أن يكون على بعد 400 كم من الأرض مثل بعد المحطة الفضائية الدولية، ولن يكون بهذا القرب أبداً.
س. سمعت عن نظرية "البني القزم" لهذا المذنب، فهل سيكون له كتلة كافية لجذب مدار المذنب هوندا بمقدار محسوس، وهل نستطيع استعمال هذه النظرية لتقدير كتلة إلينين؟
ج. يقول موريسون ليس هناك نظرية تدعى "البني القزم" لهذا المذنب، والمذنب لايشبه أبداً النجوم البنية القزمة، وأنت محق أن الفلكيين يقيسون كتلة الأجسام الفضائية بقوة جذبها لبعضها ولكن المذنبات صغيرة جداً بحيث لايمكن قياس تأثيرها على أي شيء.
س. أعتقد أنه لا يمكننا رؤية نجم قزم بني أو أسود إذا كان موجوداً في نظامنا الشمسي الخارجي؟
ج. هذا غير صحيح، فلو كان هناك نجم قزم بني في نظامنا الشمسي الخارجي فسوف يمكننا رؤيته، والإحساس بطاقته مادون الحمراء ومعرفة تأثيره على مدارات الأجسام الأخرى، ولايوجد نجم بني قزم في نظامنا الشمسي الخارجي وإلا لأحسسنا بوجوده، كما أنه لايوجد شيء اسمه النجم القزم الأسود.
س. هل سيكون مذنب إلينين مرئياً بالعين المجردة؟
ج. لا نعلم ذلك حتى الآن، ولكن حسب مايظهر فإنه يلزم استخدام المناظير أو التلسكوبات حتى في أفضل أوقات الليل حينما تكون السماء مظلمة .
وربما لن يكون لهذا المذنب ظهور مثير كما حدث لمذنب هيل بوب ولكنه بالنسبة للفلكيين يمثل فرصة لدراسة مذنب حديث العمر، يأتي من مكان بعيد خارج نطاق كواكب النظام الشمسي ولا يعود إلا بعد آلاف السنين.
س. لماذا لاتتكلمون أكثر عن هذا المذنب، هل هناك مايسبب القلق للناس؟
ج. المذنب إلينين مذنب صغير وخافت، وكل سنة يكتشف العديد من المذنبات بهذه الصفة، ولكن اشتهر المذنب إلينين بسبب كثرة المعلومات المغلوطة حوله في الإنترنت.
كانت هذه ترجمة لبعض ماورد في موقع ناسا حول هذا المذنب على هذا الرابط:
المذنب إلينين
وكل شيء بأمر الله ومشيئته والله أعلم