تخيّل أنّك جزء من لوحةٍ ما
وأنت في وسط تلك اللوحة تحاول ترتيبها..
تحرّك الأشياء يميناً ويساراً..
وتتحرك معها..
وتتوقّف بين الحين والآخر لترى كيف أصبحت الصورة النهائية..
وفي كلّ مرّة ترى أنّها ليست كما أردت..
وتعيد ترتيب الأشياء..
ويصبح المكان بالنسبة لك مزدحماً..
فوضوياً بعض الشيء..
وأنت مازلت تبذل أقصى جهدك لترتيب الأشياء..
.
.
.
أثناء ذلك..
يمرّ أحدهم بجانب لوحتك..
وأنت منهمك في الترتيب..
ويقدّم لك نصيحة بسيطة..
"ضع ذلك الشيء يميناً وستصبح اللوحة أجمل"..
تفعل ذلك..
وتندهش حين ترى أنّ اللوحة أصبحت تماماً كما تريد..!
وتستغرب أنّك لم تستطع رؤية هذا الشيء البسيط..
.
.
.
السبب الذي منعك من رؤية ذلك الشيء..
هو أنّك جزء من تلك اللوحة..
لذا يستحيل عليك أن تراها كاملة بجميع أجزائها..
أمّا ذلك الشخص..
كان خارج الصورة..
وبمجرّد إلقاء نظرةٍ عليها استطاع إيجاد الخلل فيها..
لأنّه رآها كاملة..
.
.
.
هذا ما يحدث حين تكون منهمكاً في أمرٍ ما..
أو في حل مشكلةٍ ما..
لا تستطيع رؤية الحل الأمثل لأنك وسط تلك المشكلة..
.
.
.
كلّ ما تحتاجه هو العودة خطوة للوراء..
والخروج من اللوحة..
لتراها كاملة..
بجميع زواياها..
دون أن تكون جزءاً منها..
وتلاحظ أين الخلل..
ثم تعود داخل اللوحة لإصلاح الخلل.. !!