السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أصل الشيطان ؟ وصف الشيطان ، وعلاقته بالجن؟
هـل الشيطـان أصلـه مـن الجـن :
فقد ذكرنا أن الشيطان أبو الجن كما أن آدم أبو الأنس ، والظاهر مـن سياق القرآن أن الشيطان من الجن كما في قول الله عز وجل :
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (البقرة:34)
فهذا دليـل واضح جلـي بـأن الشيطـان أو إبليس كان من الجن ، ففسقه وعدم تنفيـذ أوامر الله وغروره، كـان سببـا فـي طرد الله له من الجنة ، كما أن شيطنتـه أبعدته مـن رحمة الله، فأختلف الناس في ذلك فمنهم :
من قال بهذا ومنهم مـن قال بغيره . وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ، في مجمـوع الفتـاوى (انه يذهب بالقول بأن الشيطان أصل الجن كما أن آدم أبو الإنس) .
تشكـل الجـن أو الشيطـان :
إن من رحمة الله سبحانه و تعالى بخلقه من الإنس ، أن جعل الشيطان و حزبه مـن المردة و العفاريت و غيرهم فيما يدخل في مضمون الجن غير مرئيين لهـم ، لأنـه سبحانه و تعالى يعلم بأن أشكالهم قبيحة ، و قد تكون أعيـن البشـر وعقولهــم لا تستوعب البشاعة التي خلق عليها الشياطين .
و قد ذكر الله لنا ذلك في محكم التنـزيل واصفا قبح الشيطان بأن شبه لنا شجرة الزقوم التي تنبت من أصـل الجحيـم برؤوس الشياطين لما علم من قبح صورهم و أشكالهم ، فقال عز و جل ( إنها شجرة تخـرج في أصل الجحيم* طلعها كأنه رؤوس الشياطين *) (الصفات 64) .
و قد ذكر لنا النبي صلى الله عليه و سلم " أن للشيطان قرون
و أن الشمس تخرج بين قرني شيطان " و فـي البخـاري
و مسلم قوله صلى الله عليه و سلم "إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب ، و لا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس و لا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان ".
ومن هذا كله يتبين لنا أن منظر الشيطان أو الجن أو إبليس بشع لنا كبشر للنظر إليه، و لا يستطيع إنسان أى كائن كان من دون الرسل و الأنبياء ، أن يرى الشيطان على حقيقة خلقته التي خلقه الله عليها كما يدعي البعض من الناس الجهلة و ذلك لقوله عز وجل (انه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم ) .
أما الأنبياء و الرسل فالله يريهم ما يريد و ما يشاء .
و لكن الشيطان أو الجن يستطيع أن يتحول من خاصيته التي خلقـه الله عليها إلى خاصية أخرى كأن يكون في صورة كلب أو حية أو عقـرب أو صـورة إنسان أو ما إلى ذلك . كما حدث في عهد النبـي صلـى الله عليـه وسلـم، إذ رأى الشيطان في أكثر من موضع و بصور لأشخاص معروفين و أشخاص غير معروفين .
و قد حدث أن كان رسول الله صلى الله عليـه و سلـم يحـدث أصحـابه فيدخـل عليهم رجل غريب ، نتن الريحة ، قبيح المنظر، مقطـع الثيـاب فيخبرهـم النبـي صلى الله عليه
و سلم انه الشيطان جاء يشككهم في أمر دينهم .
وقصة أبى هريرة تدل على ذلك التي جرت مع أبي هريرة رضي الله عنه و رواها البخاري ، قال أبو هريرة رضي الله عنه
وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحث من الطعام ، فأخذته ، و قلت : و الله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال: أني محتاج ، و علي عيال ، و لي حاجة شديـدة ، قـال: فخليـت عنـه ، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه و سلم" يا أبا هريرة ، ما فعل أسيرك البارحة ؟"
قال: قلت: يا رسول الله شكـا حاجـة شديدة و عيـالا فرحمته فخلـيت سبيلـه، قال " أما انه كذبك و سيعود "، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلـى الله عليـه وسلم انه سيعود فرصدته ، فجاء يحثو مـن الطعـام فأخذته ، فقلـت لأرفعنـك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال: دعني فاني محتـاج و علـي عيـال ، لا أعود ، فرحمته ، فخليت سبيله، فأصبحت فقال رسـول الله صلى الله عليـه و سلم :" يا أبا هريرة ، ما فعل أسيرك؟" قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة و عيالاً فرحمته ، فخليت سبيله قال:" أما انه كذبـك و سيعود" فرصدته الثالثـة ، فجـاء يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسـول الله صلى الله عليه و سلـم ، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ، ثم تعـود ! قال: دعنـي أعلمـك كلمات ينفعك الله بها ، قلت ما هـي؟ قـال: إذا أويـت إلى فراشـك فاقـرأ آيـة الكرسـي (الله لا اله إلا هو الحي القيوم) حتـى تختم الآية ، فانك لن يزال عليك من الله حافظ ، و لا يقربك شيطان حتى تصبـح ، فخليـت سبيله، فأصبحت ، فقال لي رسـول الله صلى الله عليه و سلم :" ما فعل أسيرك البارحة ؟"
قلت : يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال:" ما هي ؟ "
قلت: قال لي : إذا أويـت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم ( الله لا اله إلا هـو الحـي القيـوم )،و قال لي : لن يزال عليك من الله حافظ و لا يقربك شيطان حتى تصبح، و كانـوا أحرص شيئا على الخير ، قال النبي:" أما انه صدقك و هو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليالي يا أبا هريرة ؟ " قال: لا ، قال: " ذاك شيطان " .