[frame="7 98"]
//
.. ( اسمه و نسبه ) ..
الصحابي الجليل أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي (19 ق.هـ/599 م - 57 هـ/676 م)
هو أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كبار الصحابة, قد أجمع أهل الحديث أن أبا هريرة أكثر الصحابة روايةً وحفظاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه في الجاهلية عبد شمس بن صخر ولما أسلم أسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن صخر الدوسي نسبة إلى قبيلة دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران .
* يقول أبو هريرة في سر كنيته :
" كنت أرعى غنم أهلي، وكانت لي هريرة صغيرة، فكنت أضعها بالليل في شجر، فإذا كان النهار ذهبت بها معي، فلعبت بها فكنوني "أبا هريرة" ..
.. ( حاله في الجاهلية ) ..
كان أبو هريرة قبل أن يسلم يعيش فقيرًا معدما في قبيلة بعيدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رضي الله عنه عن نفسه: نشأت يتيما وهاجرت مسكينا وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي فكنت أخدم إذا نزلوا وأحدوا إذا ركبوا فزوجنيها الله فالحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما .
.. ( قصة إسلامه وعمره عند الإسلام ) ..
أسلم رضي الله عنه وأرضاه على يد الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه، وقد ولد رضي الله عنه في بادية الحجاز سنة 19 قبل الهجرة، وتشير كثير من الروايات أنه أسلم بعد أو أثناء فتح خيبر والصواب أنه رضي الله عنه أسلم قبل ذلك بعشر سنوات لأنه هو وحده الذي أجاب دعوة الطفيل - بعد أبي الطفيل وزوجه - عندما دعا الطفيل قبيلته دوسا إلى الإسلام
قال ابن حجر في الإصابة: ودعا أي الطفيل قومه فأجابه أبو هريرة وحده، وتشير بعض الروايات أنه قدم مع الطفيل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مكة عندما طلب الطفيل من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو على دوس، وقال أبو هريرة عندها "هلكت دوس" ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اللهم اهد دوسا " فيكون عمره رضي الله عنه عندما أسلم حوالي ستة عشر سنة، بينما لم يقابل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا في فتح خيبر عندما قدم مرة أخرى مع الطفيل وقومه وكان عمره حينها 26سنة .
.. ( إسلام أمه ) ..
أمه : هي الصحابية الجليلة أميمة بنت صفيح بن الحارث بن شابي بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران .
* روي عن أبو هريرة في إسلام أمه :
كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة . فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صى الله عليه وسلم ما أكره . فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي . قلت: يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي. فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره. فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! اهد أم أبي هريرة " فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما جئت فصرت إلى الباب. فإذا هو مجاف. فسمعت أمي خشف قدمي. فقالت: مكانك ! يا أبا هريرة ! وسمعت خضخضة الماء. قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها. ففتحت الباب. ثم قالت: يا أبا هريرة ! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال قلت: يا رسول الله ! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة. فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا. قال قلت: يا رسول الله ! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا. قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين. وحبب إليهم المؤمنين " فما خلق مؤمن يسمع بي، ولا يراني، إلا أحبني . " رواه مسلم "
.. ( أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته ) ..
كان للنبي صلى الله عليه وسلم الأثر الأكبر في تنشئة وتربية أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، فمنذ أن قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يفارقه مطلقاً، وخلال سنوات قليلة حصل من العلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يحصله أحد من الصحابة رضي الله عنهم جميعًا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوجهه كثيرًا، فعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : "يا أباهريرة كن ورعا تكن أعبد الناس".
وأخرج أبو يعلى من طريق أبي سلمة جاء أبو هريرة فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم في شكواه يعوده فأذن له فدخل فسلم وهو قائم والنبي صلى الله عليه وسلم متساند إلى صدر علي ويده على صدره ضامة إليه والنبي صلى الله عليه وسلم باسط رجليه فقال ادن يا أبا هريرة فدنا ثم قال ادن يا أبا هريرة ثم قال ادن يا أبا هريرة فدنا حتى مست أطراف أصابع أبي هريرة أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له اجلس فجلس فقال له أدن مني طرف ثوبك فمد أبو هريرة ثوبه فأمسك بيده ففتحه وأدناه من النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أوصيك يا أبا هريرة بخصال لا تدعهن ما بقيت قال أوصني ما شئت فقال له عليك بالغسل يوم الجمعة والبكور إليها ولا تلغ ولا تله وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر فإنه صيام الدهر وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما وإن صليت الليل كله فإن فيها الرغائب قالها ثلاثا ثم قال ضم إليك ثوبك فضم ثوبه إلى صدره فقال يا رسول الله بأبي وأمي أسر هذا أو أعلنه قال أعلنه يا أبا هريرة قالها ثلاثا .
.. ( حب المؤمنين لأبي هريرة ) ..
روي عنه في طلب الدعاء لأمه بالإيمان، أنه قال: "قلت يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا" قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اللهم حبب عبيدك هذا – يعني أبا هريرة – وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين .." الحديث ".
قال ابن كثير : وهذا الحديث من دلائل النبوة ، فإن أبا هريرة محبب إلى جميع الناس ، وقد شهر الله ذكره بما قدره أن يكون من روايته .
.. ( أبو هريرة والحديث ) ..
أرسله النبي مع من أرسل إلى البحرين مع العلاء الحضرمي المبعوث لجمع الصدقات وتوزيعها في البحرين أو ما يعرف بالمنطقة الشرقية في جزيرة العرب حاليا. وكان بعث العلاء للمنذر بن ساوى عامل الفرس على البحرين. حصل ذلك بعد توزيع مغانم غزوة حنين الواقعة في ذي القعدة من السنة الثامنة للهجرة، وعليه فمكث أبي هريرة مع النبي ثلاث سنوات .
كان أبو هريرة في الواقع موسوعة ضخمة، فقد استوعب أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول عن نفسه صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم أكن في سني أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن.
وقال رضي الله عنه :ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يعي بقلبه وأعي بقلبي وكان يكتب وانا لا أكتب استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأذن له.
روى النسائي في باب العلم من سننه : أن رجلا أتى إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال: عليك بأبي هريرة, فإني بينما أنا جالس وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعو الله ونذكره إذ خرج علينا النبي حتى حضر إلينا مسكنا فقال: عودوا للذي كنتم فيه. فقال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة، وجعل رسول الله يؤمن على دعائنا، ثم دعا أبو هريرة, فذكر القرآنم إني أسألك ما سألك صاحبي وأسألك علما لا ينسى، فقال رسول الله آمن، فقلنا: يا رسول الله نحن نسأل الله علما لا ينسى فقال بها الغلام الدوسي. وهذا يدل على مدى شغل أبي هريرة وتلهفه على تحصيل العلم النبوي فكان شغله الشاغل.
عن أبي هريرة أنه قال : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة، قال رسول الله لقد ظننت يا أبا هريرة أنه لا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث, أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا قلبه .
عن أبي هريرة قال :"أوصاني خليلي بثلاث لا أتركهن حتى أموت صوم ثلاثة أيامٍ من كلِ شهر وصلاة الضحى ونومٌ على وتر" .
.. ( أهم ملامح شخصيته ) ..
* استيعابه للحديث :
كان أبو هريرة في الواقع موسوعة ضخمة، فقد استوعب رضي الله عنه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول رضي الله عنه عن نفسه صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم أكن في سني أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن .
وقال رضي الله عنه : ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يعي بقلبه وأعي بقلبي وكان يكتب وانا لا أكتب استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأذن له .
قال البخاري : روى عنه أكثر من ثمانمائة رجل من بين صاحب وتابع وممن روى عنه من الصحابة ابن عباس وابن عمر وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وواثلة بن الأسقع وعائشة رضي الله عنهم .
عن الأعمش عن أبي صالح قال : كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن من أفضلهم .
وقال أبو الزعيزعة كاتب مروان : أرسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يحدثه وكان أجلسني خلف السرير أكتب ما يحدث به حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله وأمرني أن أنظر فما غير حرفا عن حرف .
وفي الصحيح عن الأعرج قال : قال أبو هريرة : إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الموعد إني كنت أمرأ مسكينا أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فحضرت من النبي صلى الله عليه وسلم مجلسا فقال من يبسط رداءه حتى أقضى مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه مني فبسطت بردة علي حتى قضى حديثه ثم قبضتها إلي فوالذي نفسي بيده ما نسيت شيئا سمعته منه بعد .
* عبادته :
عن أبي عثمان النهدي قال تضيفت أبا هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثا يصلي هذا ثم يوقظ هذا ويصلي هذا ثم يوقظ هذا .
وعن عكرمة أن أبا هريرة كان يسبح في كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة ويقول أسبح بقدر ذنبي .
وعن نعيم بن محرز بن أبي هريرة عن جده أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به .
* تواضعه :
عن ثعلبه بن أبي مالك القرظي أن أبا هريرة أقبل في السوق يحمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة لمروان فقال أوسع الطريق للأمير يا بن أبي مالك فقلت أصلحك الله يكفي هذا فقال أوسع الطريق للأمير والحزمة عليه .
وعن سليمان بن أبي سليمان عن أبيه قال رأى أبو هريرة زنجية كأنها شيطان فقال يا أبا سليمان اشتر لي هذه الزنجية فانطلقت فاشتريتها وهو على حمار معه ابن له فقال لابنه أردفها خلفي فكره ابنه ذلك فجعل ابنه يزجيه ليخرجه من السوق فقال أردفها خلفي ويحك والله لشعلة من نار أجد مسها خلفي أحب إلي من أن أرغب عن هذه ألا أحملها إني لو انتسبت وانتسبت لم نتجاوز إلا قليلا حتى نجتمع أردفها فأردفها خلفه .
* ورعه وخوفه :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله فقلت: إني رجل شاب وأنا أخاف على نفسي العنت ولا أجد ما أتزوج به النساء فائذن لي أختصي قال: فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة قد جف القلم بما أنت لاق فاختص على ذلك أو ذر.
وعن أبي المتوكل أن أبا هريرة كانت له زنجية فرفع عليها السوط يوما فقال لولا القصاص لأغشيتك به ولكني سأبيعك ممن يوفيني ثمنك اذهبي فأنت لله عز وجل .
* جهاده :
كان رضي الله عنه ممن شهد غزوة مؤتة مع المسلمين، يقول رضي الله عنه : شهدت مؤتة فلما دنونا من المشركين رأينا مالا قبل لأحد به من العدة والسلاح والكراع والديباج والحرير والذهب فبرق بصري فقال لي ثابت بن أرقم يا أبا هريرة كأنك ترى جموعًا كثيرة قلت نعم قال إنك لم تشهد بدرًا معنا إنا لم ننصر بالكثرة .
.. ( بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم ) ..
قال أبو هريرة رضي الله عنه : لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق ... يا ليلة من طولها وعنائه... على أنها من دارة الكفر نجت...
وأبَقَ لي غلامٌ في الطريق فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة هذا غلامك فقلت هو حر لوجه الله عز وجل فاعتقته .
وروى البخاري بسنده قال حدثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول ألله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر فلم يفعل ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق ومضى
فتبعته فدخل فاستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن قالوا أهداه لك فلان أو فلانة قال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي قال وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا على أحد إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها فإذا جاء أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا
فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال خذ فأعطهم قال فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله قال اقعد فاشرب فقعدت فشربت فقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا قال فأرني فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة.
وفي البخاري أيضًا عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طريق المدينة وهو جنب فانخنست منه فذهب فاغتسل ثم جاء فقال: "أين كنت يا أبا هريرة" قال كنت جنبا فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة فقال: "سبحان الله إن المسلم لا ينجس"
وعن أبي العالية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرات فدعا فيهن بالبركة وقال اجعلهن في مزودك فإذا أردت أن تأخذ منه شيئا فأدخل يدك فخذه ولا تنثره فجعلته في مزودي فوجهت منه رواحل في سبيل الله تعالى وكنت آكل منه وأطعم وكان في حقوتي حتى كان يوم قتل عثمان فوقع فذهب .
.. ( بعض المواقف من حياته مع الصحابة ) ..
* مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
عن أبي هريرة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له فقال: أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك قال: من قال: يوسف بن يعقوب عليهما السلام. فقال أبو هريرة: يوسف نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة أخشى ثلاثا أو اثنتين. فقال عمر: أفلا قلت: خمسا قال: أخشى أن أقول بغير علم وأقضي بغير حكم وأن يضرب ظهري وينتزع مالي ويشتم عرضي .
عن أبي هريرة : انه اقبل من البحرين حتى إذا كان بالربذة وجد ركبا من أهل العراق محرمين فسألوه عن لحم صيد وجدوه عند أهل الربذة فأمرهم بأكله قال ثم إني شككت فيما أمرتهم به فلما قدمت المدينة ذكرت ذلك لعمر بن الخطاب فقال عمر ماذا أمرتهم به فقال أمرتهم بأكله فقال عمر بن الخطاب لو أمرتهم بغير ذلك لفعلت بك يتواعده .
وعن عبد الرحمن بن عبيد عن أبي هريرة قال : إن كنت لأتبع الرجل أسأله عن الآية من كتاب الله عز وجل لأنا أعلم بها منه ومن عشيرته وما أتبعه إلا ليطعمني القبضة من التمر أو السفة من السويق أو الدقيق أسد بها جوعي، فأقبلت أمشي مع عمر بن الخطاب ذات ليلة أحدثه حتى بلغ بابه فأسند ظهره إلى الباب فاستقبلني بوجهه فكلما فرغت من حديث حدثته آخر حتى إذا لم أر شيئا انطلقت فلما كان بعد ذلك لقيني فقال أبا هريرة أما لو أنه في البيت شيء لأطعمناك .
وعن أبي رافع أن أبا هريرة قال : ما أحد من الناس يهدي لي هدية إلا قبلتها فأما أن أسأل فلم أكن لأسأل.
* مع عثمان رضي الله عنه :
[/frame]