دين واحد وصراط ورب واحد فلماذا التفرق والاختلاف ؟
قال تعالى : ( إن هذه أمتكم أمةً واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) ، ( وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون ) . لما ذكر تعالى الأنبياء عليهم السلام مثنياً قال مخاطباً للناس ( إن هذه أمتكم أمةً واحدة ) أي هؤلاء الرسل المذكورون هم أمتكم وأئمتكم الذين بهم تأتمون وبهديهم تقتدون كلهم على دين واحد وصراط واحد والرب واحد والنبي واحداً والدين واحداً وهو عبادة الله وحده لا شريك له بجميع أنواع العبادة ، كان وظيفتكم والواجب عليكم القيام بها ولهذا قال ( فاعبدون ) .
فرتب العبادة على ماسبق بالفاء ترتيب المسبب على سببه وكان اللائق أبيا إلا الافتراق والتقطع ولهذا قال تعالى ( وتقطعوا أمرهم بينهم ) أي تفرق الأحزاب المنتسبون لأتباع الأنبياء فرقاً وتشتتوا كل يدعي أن الحق معه والباطل مع الفريق الآخر وكل حزب بما لديهم فرحون ، وقد علم أن المصيب منهم من كان سالكاً للدين القويم والصراط المستقيم مؤتماً بالأنبياء ـ وسيظهر هذا إذا انكشف الغطاء وبرح الخفاء وحشر الله الناس لفصل القضاء فحينئذ يتبين الصادق من الكاذب ولهذا قال ( كل ) من الفرق المتفرقة وغيرهم ( إلينا راجعون ) فنجازيهم أتم الجزاء .
من تفسير العلامة السعدي رحمه الله
من آية 92/93 من سورة الأنبياء
محبكم
الداعية المعروف
الشيخ / عطا الله بن عبد الله العتيبي