.. بسم الله الرحمن الرحيم ..
لو قام الذي يعاديك ويكرهك يوماً بذكر مساوئ
ومعايب عنك أمام الناس وفي حضورك ، ولكن من دون أن يشير إليك أو يذكر اسمك ،
فلا تقاومه وتدافع عن نفسك ،
بل قم أنت بتأييده وانتقاد من به تلك المساوئ أيضاً وكأنك لا تعلم أبداً أنك المقصود ، وهو ما سيثير استغرابه .
حاول أن تجيب على تساؤلاته بالتطرق
إلى موضوعات أخرى بعيدة عن الموضوع ، فإن أصر على الموضوع وقام بتسميتك هذه المرة وأنك المقصود ،
فاظهر له استغرابك
وأنك كنت تتوقع أن يكون ذلك مزحاً ..
فإن رأيت إصرارا منه ، قم بتلطيف الأجواء عن طريق إجابات طريفة وسرد بعض النكات .
وهذا ما سيعمل على إغاظته وإثارته أكثر فأكثر ،
فتكون نتيجة ذلك ظهوره بمظهر غير لائق وهو ثائر غضبان ، في حين تكون أنت
كقطعة ثلج في صحراء سيبيريا الباردة لا تذوب أبداً .
في ذلك الوقت سيبدأ الشخص
بملاحظة نفسه وأنه ثائر على لا شيء وأن مظهره بالفعل غير لائق أمام الناس ، فيبدأ بالميلان نحو التهدئة التلقائية ،
ومن ثم الوقوع تدريجياً في دائرة الإحراج ، بداء من الناس الحاضرين أو منك أنت المكروه ..
وموقفك ذلك سيجعله يفكر مستقبلاً ألف مرة قبل أن يهاجمك أمام الآخرين ،
وسيدرك أنه ما كان يجب عليه القيام بذلك ، فتراه وقد تركك نهائياً ، بل قد يترك معاداتك وكراهيتك أيضاً ..
# من هنا يتبين أن القوة في المرء #
هي في كتم الغيظ وضبط النفس ،
وليست في الرد بالمثل . فإن الذي يهاجم غيره ،
يترك دائماً ثغرات كثيرة دون أن يدرك ذلك ، فتكون تلك الثغرات هي منطلقات للهجوم المضاد من الطرف الآخر إن أراد ، ويكون ذلك الهجوم بالضرورة مؤثراً ..
ومن ذلك يتعين على أي فرد منا الابتعاد
عن تلك التفاهات وصغائر الأمور ، ولا يدع مجالاً أو مساحة في القلب لكره أحد أو معاداته ، فالحياة قصيرة
" القوة في المرء هي في كتم الغيظ وضبط النفس ، وليست في الرد بالمثل "