صديقتي شجرة المشمش كانت غاضبة 00 فأنا لم أذهب لأروها مدّة أسبوعين كاملين ، وهذا ما لم تعتد منى 00 ولهذا أرتني ما لم أعتد منها فقد انحنى ورقها منصرفا عنى نحو الأرض 00 وقد كان إذا أقبلت نحوه أجده مزهوا متألقا بنظرة نضرة متدفقة بالحياة 0
الآن شجرة المشمش – صديقتي – ذابلة 00 منصرفة عنى 00 وعن كل شئ 0
تساءلت ؛ لماذا تفعل شجرة المشمش هذا ؟ 00 وأحسست برهبة أن أكون أنا صديقتها الوحيدة !
إنها مسئولية لا أستطيع أن أتحمّلها 00 كنت أفكر بذلك وأنا أقطّر فوق أوراقها الماء بيدي كما اعتادت 00 لكن شجرة المشمش لم تبعث عطرها وزهوها في الحال 00 مضى بعض الوقت وهى ذابلة ومنصرفة 00 وأنا ذاهلة من أمرها وأمري 0
أنا لم أحضر لأروها لأن السماء أمطرت عليها 00 وقد اكتفيت بذلك 00 وقلت أنها ارتوت من ماء المطر 00 لكن غضب الشجرة منى وحزنها يقول أنها لم تكتف من ماء المطر 0
أمسكت بأوراق شجرة المشمش الصديقة 00 وعندما انفلتت دمعة منى عليها ؛ وجدتها تهتز ، واتجهت بوجه أوراقها نحوى 00 مسحت التراب من على الأوراق بيدي 00 وكانت أوراق شجرة المشمش قد بدأت تلين من يبوستها وتزدهر وتزهو وترسل إلى أنفى عبقها الذي أعرفه تماما عندما تكون راضية
بقلم
د. حورية البدرى