حمزة إدريس في حديث خاص لـ«الميدان» في يوم اعتزاله:
أهـدرت ركـلـة جــزاء مـنـذ 9 ســنـوات ولـم أشــاهـدها حـتـى الآن ..!!
اتهموني بأنني صفقة فاشلة فرددت عليهم بــ33 هدفًا
عماد ناصر - جدة
حمزة إدريس اسم حفر بحروف من ذهب في صفحات تاريخنا الرياضي في المملكة بعد أن سطر واحدة من أروع الملاحم للاعب طيلة مسيرته على المستطيل الأخضر من حيث مهارته التي اتفق عليها الجميع وإنجازاته المتعددة مع المنتخب الوطني وناديه العميد وقبل كل ذلك أخلاقه الرفيعة التي أجبرت الجميع ليس فقط المقربون منه أو جمهور ناديه بل كافة الرياضيين بمختلف ميولهم، وهذا ما يفسر حالة الحرص من الجميع على التواجد والمساهمة في إنجاح ليلة الوداع للنجم الكبير. حمزة فتح ملف ذكرياته ومواقفه السعيدة والحزينة في حديث نهاية المشوار كلاعب وسرد العديد من القصص والمواقف التي واكبت مشواره الرياضي حتى اعتزاله.
* في بداية هذا الحوار نريد أن نرجع إلى البدايات ونعرف كيف كانت بداية التوجّه إلى طريق كرة القدم والانضمام إلى نادي احد بالمدينة المنورة..
ـ مثل أي لاعب آخر البداية جاءت عن طريق في الحي الذي أسكن فيه في طيبة، حيث كان يحرص كبار الفريق على نصحي بالتوجّه للتسجيل في فريق احد الذي يعد الأبرز في المدينة في تلك الفترة وكانت هناك محاولات من قبل الأستاذ محمد جبر، لكن لم تنجح هذه المحاولات حتى قام الأستاذ علي فودة بتسجيلي رسميا في النادي، في فريق فئة الناشئين حيث أشرف على تدريبي في بداية تسجيلي عام 1407هـ المدرب علي دقل ولم أشارك في أول سنة مع الفريق وفي العام التالي صعدت لدرجة الشباب وجلست لأول مرة على مقاعد البدلاء في مباراة أمام فريق العلا في دوري المناطق، بينما جاءت أول مشاركة لي مع فريق احد الأول أمام فريق الكوكب في الدوري الممتاز في عام 1408هـ حيث تصادف أول موسم لي مع الفريق بتواجد الفريق في درجة الممتاز وفي ذلك الموسم سجلت أول هدف رسمي لي مع الفريق الاحدي في مرمى فريق النصر في المباراة التي جمعتنا في مدينة الرياض وكان يومها النصر يعيش أفضل مواسمه وبتواجد جميع نجومه أمثال ماجد عبد الله ويوسف خميس ومحيسن الجمعان وحارسه خالد الصبياني وكنا متقدمين بالنتيجة حتى أخر ثلاث دقائق في اللقاء وعندها نجح النصر في قلب النتيجة والفوز بالمباراة بهدفين مقابل هدف.
• كيف جاءت مشاركتك مع المنتخب السعودي بداية من الدرجات السنية؟
ـ اخترت للانضمام لصفوف المنتخب السعودي للناشئين الذي كان يستعد للمشاركة في بطولة كأس العالم باسكتلندا 1409هـ والتي حققها منتخبنا إلا أنني شاركت مع الفريق في بداية المعسكر، ثم استبعدت، بعد ذلك شاركت مع منتخب الشباب في التصفيات الآسيوية التي أقيمت في الطائف وسجلت أول أهدافي الدولية في مرمى المنتخب العماني والمنتخب البحريني وخلال هذه التصفيات شاهدني مدرب المنتخب الأول في تلك الفترة البرازيلي ايفو وقام باستدعائي للانضمام للمنتخب الأول وأول مشاركة مع المنتخب كانت في دورة الألعاب الآسيوية أمام المنتخب الياباني ويومها شاركت بديلا للكابتن ماجد عبد الله في حين كان أول هدف لي مع المنتخب في شباك المنتخب البحريني في دورة الخليج بقطر عام 1992م.
* ما أروع المحطات لك مع المنتخب السعودي طيلة مشوارك؟
ـ لا يمكن أن أنسى التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 1994 بأمريكا وتحديدا هدفي في مرمى المنتخب الإيراني في المباراة الحاسمة للتأهل وكذلك مشاركتي في المونديال الذي كان أروع ظهور للكرة السعودية في كأس العالم حتى الآن.
وأيضا من الأشياء المميزة والتي افتخر بها عندما تأهل المنتخب السعودي إلى اولمبياد أتلانتا بأمريكا 1996م حدد نظام البطولة أنه يجوز لكل منتخب المشاركة بثلاثة لاعبين فقط أعمارهم فوق 23 سنة ووقع الاختيار علي لقيادة الهجوم السعودي في تلك الفترة الذهبية للكرة السعودية، حيث كنت أعتبر ذلك بمثابة شهادة افتخر بها.
• بعد هذا البروز تهاتفت الأندية للتعاقد معك لتدعيم صفوفها وظفر أخيرا الاتحاد كيف كانت هذه المفاوضات؟
ـ في الحقيقة تفاوضت معي أندية الهلال والنصر والأهلي والوحدة والشباب والاتحاد بطبيعة الحال ومن الأشياء التي اعتقد أن الوقت مناسب للكشف عنها أن وفدا من نادي الاتحاد قدم إلى المدنية المنورة في عام 1991م لمفاوضتي على الانتقال، وكان مكونا من اللواء محمد بن داخل وخالد العمودي حتى أنهم قاموا بتقديم مبلغ 50 ألف ريال لي في ذلك العام، وكان هناك توقيع مبدئي على الانتقال وكان لشقيقي بكر دور كبير في هذه المفاوضات حيث كان يلعب في الاتحاد وحرصي على تسجيلي في النادي إلى أن تم الانتقال بعد ست سنوات من هذه المفاوضات تم التوقيع المبدئي وتحديدا في نهاية موسم 1997م بعد أن تدخل الفريق أسعد عبد الكريم بدعم من العضو الداعم الشيخ عبد المحسن آل شيخ وعضو الشرف الأستاذ منصور البلوي الذي فاوضني في فترة سابقة وتظل هذه الشخصيات الثلاث محورية في انتقالي لنادي الاتحاد.
* ألا تعتقد أن انتقالك لنادي الاتحاد وترك نادي احد تأخر كثيرا بعد بروزك المبكر في أواخر الثمانينات؟
ـ ليس متأخرا فأنا كنت أحترم رغبة أمير المدينة في تلك الفترة صاحب السمو الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز (رحمه الله) الذي أعتبره من أبرز الشخصيات التي دعمتني بكل قوة وكان يحرص على استمراري مع الفريق بحكم أني اللاعب الوحيد الذي امثل المدينة المنورة في المنتخب الوطني وانا كنت فخورا بذلك واعتقد أن انتقالي جاء في الوقت المناسب.
* أول موسم لك مع العميد لم يكن بالبداية الجيدة للاعب في فريق جديد عليه فكيف تصف تلك المرحلة؟
ـ موسم 1998م كان من أصعب المواسم التي مرت علي كلاعب ففي أول مباراة أخوضها مع فريق الاتحاد أمام فريق النجمة في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد تعرّضت لإصابة شنت علي بعدها حملة قوية بأن إصابتي مزمنة وأنني صفقة فاشلة ولن أخدم النادي ولا أنسى في تلك الفترة وقفة الأمير خالد بن فهد الذي وقف إلى جواري بقوة ودعّمني معنويا وأيضا الفريق أسعد عبد الكريم والعضو الداعم ومنصور البلوي الذين تكفلوا بسفري إلى المانيا ولا أنسى أيضا دور جمال فرحان الهام في تلك الفترة للترتيب لسفري للعلاج من الإصابة والتي عدت بعدها وقدمت مستويات أكدت أنني لم أكن صفقة فاشلة لنادي الاتحاد.
* وهل يعني هذا أن عودتك في الموسم التالي وتسجيلك العديد من الأهداف الحاسمة التي قادت الاتحاد للتتويج بأربع بطولات كان أقوى رد منك لكل من هاجمك وسعى للتقليل من فرص نجاحك مع الاتحاد.
ـ ليس كذلك إطلاقا فأنا كنت حريصا على رد الجميل للناس الذين وقفوا إلى جواري ودعموني بكل قوة والحمد لله أنني وفّقت في رد ولو جزءا بسيطا من تلك الوقفة الصادقة التي وجدتها في مرحلة من أهم مراحلي الرياضية.
* طالما أن الحديث عن المواقف الصعبة في حياتك الرياضية .. دعني أسألك يا حمزة كيف كان المشهد بعد إضاعتك ركلة الجزاء في المباراة النهائية لكأس أمم آسيا أمام المنتخب الياباني عام 2000م؟
ـ هذه أيضا من المواقف الصعبة والتي لا تنسى والشيء الذي أعلن عنه لأول مرة أنني حتى هذه اللحظة لم أشاهد تلك اللقطة على شاشات التليفزيون بعد المباراة، .. فعندما تقدمت لتنفيذ الركلة كنت اللاعب المخصص في المنتخب لتنفيذ هذه الركلات وذلك عائد لنجاحي خلال الموسم الرياضي المحلي في تسجيل عشر ركلات جزاء مع الاتحاد بالإضافة لعدد من الركلات مع المنتخب السعودي في المباريات الودية وسددت الكرة بشكل جيد حتى أنها خادعت الحارس الذي اتجه إلى زاوية والكرة إلى زاوية أخرى ولكن أرضية الملعب السيئة كان لها دور في ضياع تلك الكرة.
وبعد تلك المباراة التي خسرها المنتخب السعودي تعرّضت لهجوم عنيف من قبل الإعلام مما جعلني في وضع نفسي صعب لم يخرجني منه إلى الوقفة الصادقة من الجمهور الاتحادي الذي دعّمني بقوة حيث لا أنسى الحضور الجماهيري الكبير في مباراتنا أمام فريق الأهلي البحريني في تصفيات البطولة العربية والتي جاءت بعد تلك بطولة أمم آسيا والهتاف المستمر من الجماهير طيلة المباراة باسمي مما كان له أكبر الأثر في سرعة تجاوزي تلك الأزمة.
• هداف دوري كأس خادم الحرمين الشريفين في موسم 2000م بعدد قياسي من الأهداف 33 هدفا .. حدثني عن هذا الإنجاز والرقم الصعب؟
ـ تسجيلي لهذا الكم الكبير من الأهداف هو نتاج تعاون من جميع زملائي في الفريق، حيث كان التفاهم والانسجام بين كافة خطوط الفريق في ذلك الموسم فاللغة كان بيني وبين زملائي تفهم بنظرات العيون خصوصا مع الحسن اليامي ومحمد نور وخميس الزهراني حتى أنني اندهش من هذا الانسجام عندما أشاهد المباريات في الفيديو، إضافة لعدم وجود لاعب مهاجم أجنبي في ذلك الموسم في الفريق مما جعل التركيز منصبا علي فقط لترجمة جهود الفريق.
*هل كان لوجود اللاعب العالمي الإيطالي دنادوني دور في ذلك الإنجاز؟
ـ لا شك في ذلك، فلاعب بحجم دنادوني كان إضافة قوية وهامة للاتحاد في ذلك الموسم وأذكر أنني كنت أتحدث معه مرة عن بعض الأسماء الهجومية التي تلعب لأندية المقدمة وأنني أرى أنها أقل بكثير من مستوى تلك الفرق، فقال لي إن الشيء الوحيد الذي يحدد القيمة الفنية لأي مهاجم هي حساسيته أمام المرمى واعتبر أنها من النصائح التي لا أنساها، وكنت دائما أركز عليها وحقيقة كنت أرغب في تواجد دنادوني في مهرجان اعتزالي ولكن ارتباطه بتدريب المنتخب الايطالي في نهائيات أمما أوروبا حال دون ذلك.
* اختارك الاتحاد الدولي لكرة القدم في ذلك الموسم ثالث هدافي العالم والأول من حيث النسبة، هل التعاطي الإعلامي مع هذا الإنجاز أعطاه حقه كما يجب من وجهة نظرك؟
ـ هناك قسم من وسائل الإعلام أنصفني في هذا الإنجاز وفي الجانب الآخر وصل به الحال إلى حد تجاهل هذا الإنجاز أو محاولة التقليل من حجمه. * تركت خلفك رقما صعبا في قمة هدافي الدوري .. فهل تتوقع أن يأتي اليوم الذي يكسر فيه هذا الرقم القياسي؟
ـ نعم أتوقع أن يأتي اليوم الذي يتجاوز فيها لاعب هذا العدد من الأهداف ولكن لا أعلم هل سيكون ذلك اليوم قريبا أو بعد مدة طويلة من الزمن.
* حمزة .. أجبرت عددا من المدربين الذين تعاقبوا على تدريبك على تقديم اعتذار علني لك بعد أن كانوا يضعونك خارج حساباتهم الفنية ثم يعودون ويعترفون بخطئهم ومن أبرزهم البرازيلي اوسكار والروماني يوردينسكو، فما هو السبب في ذلك؟
ـ بكل صراحة أنا السبب في ذلك عندما يأتي المدرب لتدريب الفريق، يحكم على اللاعبين عادة من خلال التدريبات في حين أني كلاعب لي فلسفة خاصة في تجهيز نفسي أثناء التدريبات حيث أفضل اختزال جهدي للمباريات فقد يكون ذلك سببا في تكوين فكرة سلبية لدى المدربين بأني لاعب غير جاهز وعندما تتاح لي الفرصة بالمشاركة في المباريات وأظهر مستواي الحقيقي تتغير فكرة المدربين.
* ارتبط اسمك بالأهداف الحاسمة خصوصا في النهائيات حيث سجلت سبعة أهداف مع الاتحاد في المباريات النهائية مع الاتحاد .. فما السر في هذا الارتباط؟
ـ يرجع في المقام الأول لتوفيق من الله (عز وجل) ثم حرصي على تقديم أفضل ما لدي في هذه المباريات والتي تكون بمثابة جني لثمار الموسم والحمد لله أنني وفقت في حسم العديد من المباريات النهائية لفريقي.
* لماذا ركّزت بشكل كبير على دعوة عدد من النجوم الذين سبق أن شاركوا في الفريق الاتحادي سابقا أمثال أحمد جميل والخليوي وأحمد بهجا وغيرهم فما سبب ذلك؟
ـ نعم أنا دعوت أحمد جميل ومحمد الخليوي وسعود السمار والحسن اليامي وعبدالله ريحان خميس الزهراني وأحمد خريش وأحمد بهجا واسماعيل مطر وتشيكو وسيرجيو والحاج عيسى ويونس محمود، كما أن هناك عددا من النجوم سيكونون مفاجأة في المهرجان والسبب في ذلك يعود لرغبتي في أن تكون المناسبة أكثر من حفل لتكريم حمزة فقط بل أن يكون الاحتفاء شاملا بحضور العديد من النجوم الذين خدموا نادي الاتحاد في فترات ماضية، وكنت أتمنى أيضا وجود عدد أكبر من النجوم من الأندية الأخرى أمثال الهلال والنصر إلا أن ظروف خوض الفريقين لقاء بعد أقل من 24 ساعة من موعد المهرجان حال دون ذلك.
* هناك الكثير من الجماهير استغربوا من أسعار التذاكر المرتفعة التي أعلنت عنها في بداية المؤتمر الخاص بإعلان طرحها.. فما تعليقكم؟
ـ موضوع التذاكر تمت دراسته مع الشركة المنظمة وعندما وجدنا أن السعر مرتفع على الجماهير قررنا تخفيض سعر تذكرة الدرجة الثانية التي يتواجد فيها أكبر عدد من الجماهير كما هو معروف عن ملعب الأمير عبد الله الفيصل إلى ثلاثين ريالا بدلا من خمسين ريالا، كما كانت في بداية الطرح وأنا لا أشك إطلاقا في أن الجماهير ستكون حاضرة بكثافة، كما كانت دائما داعمة قوية لي طيلة مشواري الرياضي