بسم الله الرحمن الرحيم
(لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) آل عمران
الليبرالية على السفّود
!!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن النفس المؤمنة عند النزع ..
((( تنسل كما تقطر القطرة من السقاء)))
=============
أما النفس الخبيثة فإنها!!
((( تخرج كما يستخرج السفود من الصوف المبلول )))
السفود بالتشديد = حديدة ذات شعب معقفة. يشوى عليه اللحم
=========================
إن مفهوم الليبرالية كما وضع له في الغرب يصطدم بالدين الإسلامي بل بكافة الشرائع وفي أصول لايستهان بها كاستبدال الحكم الإلهي بالحكم البشري فيما يسمى بالديمقراطية وكذا الحرية المطلقة في الاعتقادات، بالتغيير والتبديل وغير ذلك..
فكيف يستقيم لمن يفهم هذه الحقائق عن "الليبرالية" أن يدعو لها، ويزعم صلاحها، وهي معارضة تماما للإسلام.. إذا كان مسلما؟!!.
إن الدينالإسلامي جاء بمنع تعلق العبد بأي شخص كان وعدم الالتزام بفكره أوقوله وهذا إخراج للناس من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد، فقط ومنع جميع أنواع وأشكال العبودية الحسية والمعنوية ..
ولما لطبيعة خلقة الإنسانلا بد له أن يتعلق بشيء مهما كان لأنه مجبول على التبعية وإختلاق متبوع، حتى ولو كان الهوى،حيث جعل للإنسان تعلقاً واحداً فقط وهو تعلقه بربه الذي علمه كل شيء ويعلم ما يصلح حاله وتقلب زمانه، والأصنام كما تكون بالتماثيل فهي تكون بصنم النفس والهوى، فصنم كفار قريش هو التماثيل وصنم كفار العصر ( الليبرالية والعلمانية ) هو النفس والهوى
الليبراليَّة هي وجهآخر من وجوه العلمانيِّة ، وهي تعني في الأصل الحريِّة ، غير أن معتنقيها يقصدون بها أن يكون الإنسان حراً في أن يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء ويعتقد ما يشاء ويحكم بما يشاء ، بدون التقيد بشريعة إلهية ، فالإنسان عند الليبراليين إله نفسه ، وعابد هواه ، غير محكوم بشريعة من الله تعالى ، ولا مأمور من خالقه باتباع منهج إلهيّ ينظم حياته كلها، كما قال تعالى:
( قُل إنَّ صَلاتي ونُسُكِي وَمَحيايَ وَمَماتي للهِ رَبَّ العالَمِينَ ، لاشَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المِسلِمين)الانعام 162، 163
وكما قال تعالى:
( ثمَُّ جَعَلنَاكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمرِ فَاتَّبِعها وَلاتتَّبِع أَهواءَ الذِينَ لايَعلَمُون )الجاثية 18
فإذا ذُكر منهج الله تعالى وأراد الناس شريعته اشمأزت قلوب الليبراليين وإذا ذُكِر أيُّ منهجٍ آخر أو شريعة أخرى أو قانون آخر إذا هم يستبشرون به ويرحِّبون به أيَّما ترحيب ولايتردَّدون في تأيِّيده.
كما قال تعالى:
( وإذا ذُكِر الله ُوَحدَهُ اشمَأَزَّت قلوبُ الذين لايُؤمِنُونَ بِالآخرِةِ وَإِذا ذُكِرَ الذينَ مِنَ دونِهِ إذا هُم يَستَبشِروُن )الزمر 45
فإذن الليبراليِّة كما قلنا ماهي إلاّ وجه آخر للعلمانيِّة التي بنيت أركانها على الإعراض عن شريعة الله تعالى والكفر بما أنزل الله تعالى والصد عن سبيله ومحاربة المصلحين ، وتشجيع المنكرات الأخلاقيِّة والضلالات الفكريِّة ، تحت ذريعة الحريِّة الزائفـــــة والتي هي في حقيقتها طاعة للشيطان وعبودية له0
هذه هي الليبراليّة ، وحكمها في الإسلام هو نفس حكم العلمانيّة سواء بسواء ، لأنها فرع من فروع تلك الشجرة ، ووجه آخر من وجوهها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد