الزمن الذي تمتهن فيه المهــن
عندما تمتهـن المهنة وتساء المعاملة وتخان الأمانة وتغيب النزاهة عن البعض, تتسرب الكفاءات وتضيع الهمم المخلصة وتتبخر الآمال وتتهاوى القدرات الواعدة.
حينها لا تستطيع التصفيـق بيدِ واحدة , ولا أن تطير بجناح واحد وتحلق نحو الأفق البعيد بخيال واسع ونظرات ثاقبة نحو المستقبل, لأنه أصبح مظلماَ من أوله بهذه الصفات المتهاوية المتهالكة , كيف يكون الحلم حقيقة ؟ وكيف نستطيع صناعة جيل من الشباب يقوم بخدمة دينه ووطنه ؟
ونحن نشاهد انعدام القدوة الصالحة المستقيمة على الوسطية وحب الإخلاص في العمل والتفاني من أجل خدمة مجتمعنا ووطننا ,ما هي إلا مشاهدات يومية في مواقع مختلفة يندى لها الجبين ,فتجد المعلم لايوجد في فصله والإداري لايتواجد في مكتبه والموظف لاينجز معاملاته , والبعض يذهب للعمل التطوعي بالساعات الطوال في وقت الدوام الرسمي متناسيا الأمانة التي أوكلت إليه وقد يعود في نهاية الدوام وقد لايعود مكتفياً بإتصال هل تريدون أن أعود ؟؟؟ أو لا أستطيع أن أعود ...
قليل هم الذين يخلصون في أعمالهم ويتقون الله, وكثيراً هم من يهملون ....
من أبسط واجباتهم هو بقائهم في مقر عملهم حتى نهاية الدوام لكنهم أصبحوا لا يستطيعون ذلك ولا فعل أقل القليل ,فتجدهم يتحدثون عن الحلال والحرام بشدة ويسهل عليهم انتقاد الآخرين وتجريحهم ,ونسوا أنهم ‘استحلوا رواتبهم بغير حق ,أينهم من الحلال والحرام .
هل سألوا أنفسهم ذات يوم؟؟؟؟؟؟؟
هل حاسبوا أنفسهم ؟؟؟؟؟؟
لماذ نحن مثل .......؟
العجيب أنهم يجدون أنفسهم قد ملئت بالغرور وأنهم قدوصلوا إلى درجة الكمال وغيرهم المخلصين هم من لا يستحقون شيئاً من الكمال في نظرهم .....
فيجب ألا ندعي الكمال .
لاكن حينها يجب أن نعلم بأن الموازين قد قلبت في هذا الزمن العجيب والعمل أصبح ألعوبة له ... هل يعقل أن الزمن من فعل بنا ذلك ؟؟
عفواً أيها الزمن البريء ...هاهو الإنسا ن بطبعه الدنيء يعلق شماعته وأخطائه على هذا الزمن متناسياً أنه هو السبب الرئيس في وقوع الخطأ....
فلتعلموا جميعاً أن هؤلاء محسوبون علينا فقط وأنهم قد وضعوا في المكان الغير مناسب ليجدوا أنفسهم غير قادرين على تحمل المسؤولية .
حينها يجب أن نعلم ونتيقن بأن المهنة قد أمتهنت .