عائدون بالإيدز - نقلاً من صحيفة الوطن لهذا اليوم الثلاثاء 14 / رجب / 1430 هـ
زوجات يروين مأساتهن مع أزواجهن العائدين من السفر بـ"نقص المناعة المكتسبة"
بدأت إجازة الصيف وبدأت معها الأسر في تحديد وجهتها لقضاء فترة الإجازة في أماكن ترفيهية وسياحية تناسب إمكانياتها.
وفي المقابل بدأ بعض الأزواج يربطون أحزمة أمتعتهم مع أصدقائهم دون اصطحاب أسرهم متعللين بأنهم يريدون الحرية وعدم التقيد.
لكن بعضهم قد يخرج لتحقيق رغبات مريضة ليعودوا بعد ذلك وهم يحملون الأمراض البسيطة أو الخطيرة التي قد تنتقل للزوجة والأطفال ليصبحوا ضحية تصرفات خاطئة وغير مسؤولة.
تقول مها محمد أتخوف كثيرا عند عودة زوجي من سفرياته خارج المملكة وأعيش قلقاً دائماً وأتوقع أن أصاب بأي مرض إلا أنني في المرات الأخيرة أصبحت أطلب منه القيام بالفحوصات الطبية حتى لا أعيش قلقة كلما عاد من سفره.
أما (س. ي. م. ) 25 عاماً وأم لطفلين إحدى المصابات بعدوى مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) والذي انتقل لها عن طريق علاقتها بزوجها الذي حمل المرض من إحدى سفرياته إلى إحدى الدول العربية. تقول عندما كنت فتاة كنت أحلم بالزوج الصالح الملتزم والعفيف لكن للأسف شاءت الأقدار أن يكون عكس ذلك بالرغم من حرص أهلي على السؤال عنه بعد فترة بسيطة من زواجنا بدأت تصرفاته تتغير شيئا فشيئا وكثرت سفرياته إلى الخارج والداخل بسبب وبدون سبب.
كنت أطلب منه أن أرافقه لكن كان يرفض دائما بحجة أن أحد أصدقائه سوف يرافقه. سافر عدة مرات لدول عربية وأجنبية حملت بمولودي الأول واستبشرت خيرا وقلت عسى أن يغيره شعور الأبوه لكن بقي الحال كما هو بعد عودته من إحدى سفرياته لاحظت عليه الخمول والتعب والإرهاق والضعف العام في جسده استفسرت منه فقال جهد العمل فقط استمر الحال على ما هو عليه بل العكس علمت أن له علاقات غير شرعية عن طريق الهاتف نصحته وبينت له مخاطر تلك التصرفات الخاطئة لم ينفع معه شيء.
حملت للمرة الثانية وكانت هنا الصدمة الكبرى فعند تحليلي للحمل اكتشفت أني مصابة بمرض الإيدز أصابتني حالة لا يعلم بها إلا الله لكن إيماني قوى عزيمتي فأخبرته فاتهمني بالخيانة طلبت منه أن يقوم بالتحليل رفض بشدة وطلقني وبعد فترة علمت أنه مصاب هو وصديقه الذي يسافر معه بالمرض اللعين وها أنا الآن ضحية ذلك الزوج.
شهادة الأطباء
وقال أخصائي المسالك البولية والتناسلية بمركز الأخدود الطبي بنجران الدكتور سند السقاف هي تلك الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مع شخص مصاب أو بملامسة المصاب أو الأدوات التي يستعملها وهذه الأمراض عديدة ومتنوعة منها السيلان والزهري والهربس والترايكوناس ومرض فقدان المناعة (الإيدز) وغيرها من الأمراض التناسلية الأخرى مشيراً إلى أن الزوج يقوم بنقل العدوى إلى زوجته بطرق متعددة منها الاتصال الجنسي في إحدى سفرياته التي نتجت عنها معاشرة لنساء أخريات مما قد يسبب للزوجة مخاطر صحية حيث تشعر الزوجة بوجود بعض الإفرازات وآلام أسفل البطن وحكه في المنطقة التناسلية وأعراض أخرى مما يؤدي إلى تدهور صحة الزوجة وأيضا قد تسبب أضراراً للجنين إذا كانت الزوجة حاملاً مما قد يؤدي إلى وفاة الجنين أو الإجهاض التلقائي أو تشوهات خلقية للجنين.
أغلب الأمراض التناسلية لا تسبب أعراضاً فورية ومعظم الحاملين للعدوى لا يعرفون أنهم مصابون بأمراض تناسلية معدية إلا أن هناك بعض الأعراض التي قد ينتبه لها المصاب أو زوجة المصاب بعد عودته من السفر (إذا كان مصابا) مثلا وجود بعض الإفرازات على الملابس الداخلية للزوج (بقع صفراء) بالإضافة إلى وجود تقرحات وتشققات والحكة الشديدة في المناطق الحساسة وجود تورم للغدد اللمفاوية كما توجد أعراض عامة يمكن للزوجة الانتباه لها مثل الإعياء والخمول وسرعة الشعور بالتعب وانهيار الحالة النفسية والثقة بالنفس والتعرض للالتهابات والأمراض المعدية الأخرى بكثرة وتأخر الشفاء منها رغم العلاج (نتيجة لانهيار جهاز المناعة). وفي حالة اكتشاف الزوجة أن زوجها مصاب بأحد الأمراض فيجب عليها التوقف عن المعاشرة الجنسية مع الزوج ومن ثم التحدث إليه وإقناعه بإجراء الفحوصات اللازمة والتوجه إلى عيادة المسالك البولية والتناسلية لأخذ العلاج اللازم والإشراف على أخذه بدقة كما يجب عدم غسل الملابس الداخلية للزوج مع ملابس بقية العائلة حتى يشفى تماما.
ويضيف الدكتور السقاف أن مثل تلك التصرفات الخاطئة التي يتصرفها الزوج خلال سفرياته خارج بلاده تتسبب في انتقال الأمراض التناسلية والإيدز وأضرار جسيمة ليس فقط للشخص المصاب وحده وإنما للأسرة بوجه خاص وللمجتمع بشكل عام حيث إن المعاشرة بين الزوجين قد تسبب تدهور حالة الزوجة وقد يؤدي للعقم وعدم القدرة على الإنجاب وكثرة حدوث الحمل خارج الرحم والعمى لدى الرضع والسرطان التناسلي عند النساء مما يهدد أمن وسلامة العائلة من تأثير الأمراض التناسلية والإيدز الذي قد يؤدي لفقدهم وظائفهم وتحطم الأسرة والحالة النفسية للمرضى المصابين مما يزيد العبء الاجتماعي والاقتصادي على المجتمع.
وأخيرا أتوجه بنصيحة لكل الأزواج الذين اعتادوا السفر للخارج بعدم الشروع في العلاقات الجنسية الخاطئة حيث إنها تعتبر من الفواحش التي نهى الله عنها قال تعالى (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) بالإضافة إلى استشارة طبيب المسالك البولية وإجراء الفحوصات الضرورية في وقت مبكر في حالة الشك.
استئذان الزوجة
وقالت الدكتورة والمستشارة الاجتماعية ليلى الأحدب عندما يتزوج المرء فإنه يكمل نصف دينه فليتق الله في الشطر الثاني، فالمتزوج محصن وإذا كان مضطرا للسفر فيجب عليه أن يصطحب زوجته معه إذا خشي على نفسه الفتنة، ويجب على الزوجة ألا تترك زوجها يسافر وحده إذا علمت أنه لا يستطيع ضبط شهواته.
وأتفق هنا مع فتوى الدكتورة سعاد صالح بضرورة استئذان الرجل زوجته قبل سفره، لأنها بحال غياب الزوج ستلعب دور الأب وليس فقط دور الأم، فإذا أذنت له أن يسافر وحده فعليها أن تكون متأكدة أنه لن يضع قدمه في منحدر العلاقة غير الشرعية وإلا فإن أول المنحدر خطوة وبعدها يصبح الرجل في الحضيض، وعندها لن يكون هو المتأثر الوحيد بل سيتعدى الأثر إلى الزوجة والأولاد من الناحية المعنوية على الأقل، إن لم يكن من ناحية مادية صحية.
ولذلك يجب إعطاء المرأة حقها في رفض سفر زوجها، ليس لأنها لا تصبر على فراقه أكثر من أربعة أشهر كما في قصة عمر رضي الله عنه مع المرأة المشتاقة لزوجها، بل لأنها تخاف عليه من نفسه، ومع أن الرجل قد يقع في الخطيئة في بلده ويجر على نفسه وأسرته الوبال لكن الفتنة الموجودة في بلاد الغرب والشرق أكبر بكثير.
كثيرا ما أنصح الزوجة أن تتحمل تصرفات زوجها لكن إذا انعدمت المسؤولية عنده فهذا لا ينفع أن يكون قواما على الأسرة أي أن يكون معيلا وقدوة وقائدا وحاميا.
وقبل أن أنصحها أن تحمي نفسها من الناحية الصحية أنصحها أن تحمي أولادها من التأثر بقدوة سيئة، فالأب هو المثال الأعلى للأولاد الصبيان، ولذلك يجب أن تضع المرأة حدودا لحرية زوجها منذ بداية الزواج وقبل أن تنجب منه أطفالا، والطلاق أرحم بكثير من حياة زوجية تقوم على الخيانة.
أما إذا علمت الزوجة أن زوجها أخطأ مرة وكان لديها قدرة على التسامح وشعرت أنه نادم على المعصية ويريد التكفير عن ذنبه فلتستر عليه وتساعده على التوبة ولتعمل غاية وسعها على أن تعفه كي لا يذهب للحرام، ولتأخذ أيضا احتياطاتها أثناء الممارسة الجنسية كأن تطلب منه استخدام الواقي الذكري، وأنا أقول هذا الكلام لكني أعتقد أن الخيانة قاصمة للحياة الزوجية وهي بالتالي سبيل لتفكك الأسرة مما يفتك ببنية المجتمع لزيادة حالات الطلاق وتأثر الأطفال.
الكاتب أسامة بن حمزة بن عجلان الحازمي بين أنه ما نظم حياة البشر وأحسن تنظيمها وأبدع في تعاليمها منذ الأزل إلا الأديان السماوية وختمها الله بدين الإسلام بالرسالة المحمدية منهاج الحق على صاحبها سيدنا محمد أفضل الصلاة من ربه وأزكى التسليم. ولم يخلق الله شيئا ومنع منه إلا جعل له بديلاً وخلق الله الشهوة وجعلها في نفس وجسم البشر كلهم ونظم طرق إشباعها فلم يجعل إشباعها مع الكل وبدون تقنين لما لها من مخاطر في ضياع الأنساب واختلاطها ولأن الإنجاب له توابع ومسؤولية على عاتق البشر فكلف بالرعاية الأب والأم ولهذا خطر الجنس عظيم فحكمه الله برباط الزوجية والمسؤولية وجعل الأجهزة التناسلية من أشد أعضاء الجسم حساسية وجعلها عورة مغلظة لا يجوز الاطلاع عليها وكشف سترها إلا بحق عقد الزواج واستحلال الفروج فما بالنا باستخدامها في غير حلال ولذلك قال عز في علاه (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (الإسراء: 32) فمنع الاقتراب من مقدمات الزنا وجعله فاحشة وسوء سبيل وشر طريق فتوعد الله الزناة وناشريه بأمراض لم تكن في الأجيال السابقة وكلما اكتشف مرض وبقي البشر سنين يطلبون له علاجاً وتوصلوا له خلق الله مرضاً آخر أكثر فتكا وعقوبة من سابقه فقد كان السيلان والزهري والآن فتاك العصر مرض الإيدز نقص المناعة الذي هو بحد ذاته مرتع للأمراض جميعها لأن حقيقته انعدام للمناعة في جسم الإنسان فتفتك به أقل الأمراض شدة فما بالنا بأشدها وأقساها. ومن هذا المنطلق أجد أن الأزواج الخونة لزوجاتهم وطالبي الجنس في الشرق والغرب بما حرم الله لهم أوعية نقل أمراض ناقلين لها عبر القارات والدول والمدن.
ويا غافل لك الله, تنتظره الزوجة بشوق وحرارة والأبناء بعاطفة وحنان وهو أصبح بلاء عليهم وعاراً لهم. وما تمضي مدة وإلا الزوجة تشتكي من أعراض المرض وتكتشف الحقيقة المرة والألم الكبير. زوجها نقل لها المرض بدون ذنب لها إلا أنها زوجة خائن لله وللأمانة هذا إن لم تتعرض للهمز واللمز والغمز والشكوك فيها.
عقوبات رادعة
وأرى هنا أن المسؤولية تقع على القضاء للقضاء على هذا الداء فيجب إنزال عقوبة رادعة على مثل هؤلاء وأرى أن من تكتشف مرض زوجها بأي داء جنسي بسبب مجونه وانحرافه أن تتركه فورا خاصة إذا كان الله منجيا لها من العدوى وعليه تحمل عواقب عمله وما جنت يداه لأن الأسرة أولى بالاهتمام ولمنع تفشي الأمراض وانتشارها. نفادي بشخص ارتكب جرما ولا نتسبب في إمراض أشخاص أبرياء ليس لهم ذنب وأجزم بأن ذلك سيكون علاجاً ناجعاً لمرض الزنا في المجتمعات والاقتراب منه ووقفاً لانتشاره.
تكوين الأسرة
وتقول عضو الجمعية العلمية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية الدكتورة فتحية بنت حسين القرشي تمر الأسرة بمراحل في دورة حياتها وتعتبر مرحلة التكوين مرحلة حاسمة تؤثر بصفة رئيسة على جميع علاقات وأنشطة الأسرة في مراحل لاحقة، وغالباً ما يهتم المقبلون على الزواج بمعايير شكلية ومادية عند اختيار الشريك ويدفعان ثمن إهمال المعايير الدينية بقية حياتهما فقد أكد الإسلام على الرضا بالدين والخلق فالمرء على دين خليله وتتواجد المودة بين من يشتركون في درجة التدين والقيم الدينية.
كما تتواجد الرحمة بين من يتمتعون بحسن الخلق فلا ترتضي ضمائرهم أن يسببوا الألم والوصمة والدمار لزوجاتهم وأولادهم وأهاليهم لإشباع منحرف للغريزة الجنسية التي تفوقت بينهم في تأثيرها على تأثير جميع الأحكام الثقافية كما أدت إلى تجاهل ما يلحق بمرتكبيها من آثام وما ينتظره من جحيم.
وما نسمع عنه من ارتكاب بعض الأزواج للفواحش يعتبر نتاج تربية دينية وصحية وأخلاقية واجتماعية فاشلة، حيث إن هذه الفئة تتنكر للميثاق الغليظ وتهمل معايير العيش في كرامة بعيداً عن طلب الستر أو العون من الأطباء لأمراض محتقرة تم تجميعها بعلم ومعرفة أصحابها أو ضعف في إيمانهم. وقد اعترف من يرتكب المعاصي خارج حدود البلاد بأنه ينتمي للمنافقين والعياذ بالله منهم، ومن مواقعهم يوم يرجعون إلى الله. وإذا صبرت الزوجة الصالحة على إهمال أو سلوكيات مبتذلة وغير مسؤولة من زوجها فإن لها أجر الصابرين ولكنها سوف تحاسب على إلقائها لنفسها وأولادها في التهلكة، وعليها أن تعمل على إثبات حقوقها وتجنب كل ما يمكن أن يسيء لصحتها ودينها، والشريعة الإسلامية أتاحت نزع الولاية عمن يثبت عدم استحقاقه لها كما يحق لها المطالبة بتعويضات عما لحق بها من أمراض بسبب معاشرة زوجها للمنحرفات والشواذ، كما أن سكوتها عن الحق وعدم إنكارها للمنكر يجعلها آثمة فهناك الرجم حتى الموت للزاني وهي العقوبة الملائمة فهو ليس من الأهل حيث أصبح مجرد عمل غير صالح.
ويمكن للزوجة أن تستشير متخصصين في الشريعة والقانون وتطلب مساندتهم في قضيتها، ولا بد أن تتضمن التشريعات الحديثة والمستمدة من الإسلام أحكاماً واضحة لمعالجة هذه القضايا بصفة مستعجلة ليستبعد الأب الذي قد يتسبب بالضرر لمن يعول ولا يتم تشريد أو تدمير أسرة بأكملها بسبب تصرفات غير مسؤولة، كما ينبغي نشر الوعي الصحي بين الأولاد والبنات بخصوص الأمراض المعدية والتي تنتشر في البيئات الفاسدة والمنتمين لها ومرتاديها، (ربنا قنا السيئات ومن تق السيئات فقد رحمته) نختم بهذا الدعاء ربنا لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.
4 وقفات شرعية قبل السفر :
يقول الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية محمد بن عبدالعزيز المطرودي: انتشر في هذا الزمان مرض الإيدز الخطير وأصبح له انعكاسات اجتماعية كثيرة تنشأ عنها أسئلة متعددة منها: ما موقف الزوجة من زوجها المصاب؟ وفيما إذا حملت منه وقت الإصابة؟ وهل تبقى في عصمته؟ وكيفية الوقاية الاجتماعية من هذا المرض؟ أسئلة كثيرة نجمل إجاباتها في الوقفات التالية: الوقفة الأولى: يقول الله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون) ويقول عليه الصلاة والسلام (ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا).
إن الله تعالى قد حسم مادة الشر وما يتبعه من عواقب, كل ذلك في مصلحة الناس في عاجل أمرهم وآجله.
ويضيف أن هذه الأمراض لا يمكن أن يصاب بها إلا من شذ عن الطريق السوي في باب النكاح وما يتصل بالمعاشرة, ومع إن الله تعالى يسر سبيلا مباحا وسهلا إلا أن بعض الناس ركبه شيطانه وأغواه عقله فسلك سبل الفاحشة والجريمة. أما الوقفة الثانية: فقد جاء في قرار الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره التاسع في (أبو ظبي) بدولة الإمارات العربية المتحدة من 1 إلى 6 ذي القعدة 1415 الموافق 1 إلى 6 أبريل 1995 ما يلي:
أولا: عزل المريض.
تؤكد المعلومات الطبية المتوافرة حاليا أن العدوى بفيروس العوز المناعي البشري مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) لا تحدث عن طريق المعايشة أو الملامسة أو التنفس أو الحشرات أو الاشتراك في الأكل والشرب أو حمامات السباحة أو المقاعد أو أدوات الطعام, ونحو ذلك من أوجه المعايشة في الحياة اليومية العادية
وإنما تكون العدوى بصورة رئيسية بإحدى الطرق التالية:
الاتصال الجنسي بأي شكل كان ونقل الدم الملوث أو مشتقاته واستعمال الإبر الملوثة ولاسيما بين متعاطي المخدرات وكذلك أمواس الحلاقة وينتقل من الأم المصابة إلى طفلها أثناء الحمل والولادة وبناء على ما تقدم فإن عزل المصابين إذا لم تخش منهم العدوى عن زملائهم الأصحاء غير واجب شرعا.
الوقفة الثالثة: إن الله تعالى أباح من الطبيات شيئا لا يعد ولا يحصى وفي الحلال غنية عن الحرام والسفر مشروع للمرء أن يذهب ويتنزه ويلهو اللهو المباح لكن ما هي المبررات لعمل الفاحشة وارتكاب الخطيئة.
إن العقل السوي والفطرة القويمة تأبى هذا الجنوح المنظم والذي غالبا ما تعد له كافة التجهيزات المالية فلا يخسر المرء روحه التي بين جنبيه من أجل نزوة عابرة ولا ينفق المرء ماله في وجه لا يعود عليه إلا بالضرر في نفسه وأهله ووطنه. أما الوقفة الرابعة: السفر قيل فيه قديما إنه يسفر عن وجوه الرجال فهذه رسالة نوجهها إلى كل مسلم أن يتقي الله تعالى وأن يكون قدوة يمثل القيم الإسلامية والأخلاق الفاضلة وأن يكون داعية خير ورسول بر لدينه وبلده التي قامت سوقها على شريعة من الله فإن هذه هي المواطنة الصادقة التي نصحبها معنا إلى كل مكان.