( الثقةُ بالله .. مطردةٌ للهُموم )
لقيتُه شاحبَ الوجه مهمومَ الخاطر ، يفكّرُ في المهلةِ الموعودة وما يترتّبُ عليها من ملاحقات أمنيّة تتعلّقُ بتصحيح أوضاع الإقامة والعمل بعد سنوات من العيش في الغربة هو وأولاده .. همُّ المستقبل وما تُخبّئ له الأيّام إذا عاد إلى وطنه .. فقلت له أليس هذا من قضاء الله إذا حصل .. قال بلى .. قلتُ أليس الله يختار لنا الأفضل .. قال ونِعْمَ بالله .. فربَتُّ على كتفه وقلت له اطمئنّ فوالله لا تدري أين الخيرُ لك .. عرفتُ أخوةً رُحّلوا كرهاً من الغربة وهم لا يملكون شيئاً ففتح الله لهم أبوابَ رزقٍ في وطنهم لم يحتسبوها وعاشوا عيشةً كريمةً لم يجدوها في سنوات غربتهم .. شعرتُ أنّي أعدتُ إليه الثقةَ بالله وحُسنَ الظنّ به والرضى بما يقضيه الله .. نحن بحاجة أيّها الأحبّة إلى التذكير بأنّه مهما تكالبت الظروفُ والمحن فإنّ كلّ ما يقدّره اللهُ هو خيرٌ لنا .. فإذا وصلنا إلى هذه النقطة من الإيمان وطبّقناها في حياتنا، انشرحت صدرُورنا ورضينا بقضاء الله .. فلنقلْ جميعاً بلسان الواثق برحمة الله ( حسبُنا اللهُ سيؤتينا اللهُ من فضلهٍ إنّا إلى الله راغبون ) .. وحينها .. لن يُضيّعَنا اللهُ .. لن يُضيّعَنا الله !!