.
ما أصعب حينما يفترق الطرفان ،، وكلاهما لايريد الافتراق ... وإنما بسبب طرف آخر
[poem=font="Simplified Arabic,5,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,6,crimson" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بدت كالشمس يحضنها الغروب= فتاة ٌ راعَ نضرتها الشحوبُ
منزّهة عن الفحشاء خَوْد= من الخفِرَات آنسة عروب
نوارٌ تستجدّ بها المعالي= وتبلى دون عفتها العيوب
صفا ماء الشباب بوجنتيها= فحامت حول رونقه القلوب
ولكنَّ الشوائب ادركته= فعاد وصفوه كدر مشوب
ذوى منها الجمال الغض وجداً= وكاد يجفّ ناعمه الرطيب
اصابت من شبيبتها الليالي= ولم يُدرك ذوائبها المشيب
وقد خلب العقولَ لها جبين= تلوح على اسرّته النُّكوب
ألا إن الجمال إذاَ علاء= نقاب الحزن منظره عجيب
حليلة طيّب الاعراق زالت= به عنها وعنه بها الكروب
رعى ورعت فلم تر قط منه= ولم يرَ قط منها ما يريب
توثق حبل ودهما حضوراً= ولم ينكث توثقه المغيب
فغاضت زوجها الخلطاءُ يوماً= بامر للخلاف به نشوب
فاقسم بالطلاق لهم يميناً= وتلك ألية خطأ وحوب
وطلقها على جهل ثلاثاً= كذلك يجهل الرجل الغضوب
وأفتى بالطلاق طلاق بتّ= ذوو فتيا يعصبهم عصيب
فبانت عنه لم تأتِ الدنايا= ولم يعلق بها الذام المعيب
فظلّت وهي باكية تنادي= بصوت منه ترتجف القلوب
لماذا يا نجيب صرمت حبلي= وهل أذنبت عندك يا نجيب
وما لك قد جفوت جفاء قال= وصرتَ إذا دعوتكَ لا تجيب
أبنْ ذنبي اليَّ فدتك نفسي= فإني عنه بعدئذ أتوب
اما عاهدتني بالله ان لا= يفرق بيننا الا شعوب
لئن فارقتنى وصددت عني= فقلبي لا يفارقه الوجيب
وما ادماءُ ترتع حول روضٍ= ويرتع خلفها رشأ رَبيب
فما لفتت اليه الجيد حتى= تخطّفه بآزنتيه ذيب
فراحت من تحرقها عليه= بداءٍ ما لها فيه طبيب
تشمّ الارض تطلب منه ريحاً= وتنحب والبُغام هو النحيب
وتمزع في الفلاة لغير وجه= وآونة ً لمصرعه تؤوب
باجزع من فؤادي يوم قالوا= برغمٍ منك فارقك الحبيب
فأطرق رأسه خَجلا وأغضى= وقال ودمع عينيه سكوب
نجيبة ُ اقصري عني فاني= كفاني من لظى الندم اللهيب
وما والله هجرك باختياري= ولكن هكذا جرت الخطوب
فليس يزول حبك من فؤادي= وليس العيش دونك لي يطيب
ولا اسلو هواك وكيف اسلو= هوى كالروح فيَّ له دبيب
سلى عني الكواكب وهي تسري= بجنح الليل تطلع أو تغيب
فكم غالبتها بهواك سهداً= ونجم القطب مطلع رقيب
خذي من نور رنتجنٍ شعاعاً= به للعين تنكشف الغيوب
وألقيه بصدري وانظرينى= ترَى قلبي الجريح به ندوب
وما المكبول ألْقي في خِضَم= بهى الامواج تصعد أو تصوب
فراح يغُطُّه التيار غطاً= إلى أن تم فيه له الرسوب
باهلك يا ابنة َ الامجاد مني= إذا أنا لم يعدْ بك لي نصيب
الا قل في الطلاق لموقعيه= بما في الشرع ليس له وجوب
غلوتم في ديانتكم غلواً= يضيق ببعضه الشرحُ الرحيب
أراد الله تيسيراً وأنتم= من التعسير عندكم ضروب
وقد حلَّت بامتكم كروبٌ= لكم فيهنَّ لا لهم الذنوب
وهي حبلُ الزواج ورقَّ حتى= يكاد اذا نفخت له يذوب
كخيطٍ من لعاب الشمس أدلتْ= به في الجو هاجرة ٌ حلوب
يمزقه من الافواه نفثٌ= ويقطعه من النسيم الهبوب
فدى ابنَ القيم الفقهاءُ كم= قد دعاهم للصواب فلم يجيبوا
ففي اعلامه للناس رشدٌ= ومزدجر لمن هو مستريب
نحا فيما اتاه طريق علم= نحاها شيخه الحبر الأريب
وبين حكم دين الله لكن= من الغالين لم تعه القلوب
لعلَّ الله يُحدث بعدُ أمراً= لنا فيخيب منهم من يخيب [/poem]