السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لطائف قرآنية : 1 :
إن العالم في عذاب ، وعندكم كنز الرحمة ، وإن العالم في احتراب ، وعندكم منبع السلم ، وإن العالم في غمة الشك ، وعندكم مشرق اليقين . فهل يجمل بكم أن تعطلوه فلا تنتفعوا به ولا تنفعوا ؟
أحيوا قرآنكم تحيوا به ، حققوه يتحقق وجودكم به ، أفيضوا من أسراره على سرائركم ، ومن آدابه على نفوسكم ، ومن حكمه على عقولكم ، تكونوا أطباء ، ويكن بكم دواء .
محمد البشير الإبراهيمي ـ آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي .
، ، ،
جعل الله الصيام معادلاً لتحرير الرقبة في ثلاثة أحكام من كتابه . إذ جعل على من قتل مؤمناً خطأ تحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله ( فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ) ، وجعل الذين يظاهرون من نسائهم ، ثم يعودون لما قالوا تحرير رقبة من قبل أن يتماسا : ( فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا ) وجعل كفارة اليمين تحرير رقبة : ( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ) .
فانظر لما كتب الله على من ارتكب شيئاً من هذه الخطايا الثلاث : أن يحرر رقبة مؤمنة من رق الاستعباد ، فإن لم يجدها فعليه أن يعمل على تحرير نفسه من رق مطالب الحياة ، ورق ضرورات البدن ، ورق شهوات النفس ، فالصيام كما ترى هو عبادة الأحرار . فتأمل معنى الصيام من حيث نظرت إليه ، هو عتق النفس الإنسانية من كل رق .
محمود شاكر ـ عبادة الأحرار .
، ، ،
قال تعالى عن عباده : ( يحبهم ويحبونه )
سبحان من سبقت محبته لأحبائه ، فمدحهم على ما هب لهم ، واشترى منهم ما أعطاهم وقدم المتأخر من أوصافهم لموضع إيثارهم ، فباهى بهم في صومهم ، وأحب خلوف أفواههم .
فيالها من حالة مصونة لا يقدر عليها كل طالب ! ولا يبلغ كنه وصفها كل خاطب .
ابن الجوزي ـ صيد الخاطر .
، ، ،
قال تعالى : ( وكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً ) .
لم يقل تعالى : كلوا ما رزقكم ، ولكن قال : ( كلوا مما رزقكم الله ) وكلمة ( من ) للتبعيض ، فكأنه قال : اقتصروا في الأكل على البعض واصرفوا البقية إلى الصدقات و الخيرات .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
، ، ،
قال تعالى ذاكراً وعيد الشيطان :
( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ).
أتاك الشيطان يا ابن آدم من كل وجه ، غير أنه لم يأتك من فوقك ، لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله .
قتادة السدوسي ـ إغاثة اللهفان لابن القيم .
لطيفة علمية : 1 :
الصوم :
حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع . لكل فريضة حكمة ، وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة ، يستثير الشفقة ، ويحض على الصدقة ، يكسر الكبر ، ويعلم الصبر ، ويسن خلال البر . حتى إذا جاع من ألف الشبع ، وحرم المترف أسباب المتع ، عرف الحرمان كيف يقع ، والجوع كيف ألمه إذا لذع .
أحمد شوقي ـ أسواق الذهب .