[align=center]
المكان يغص بالخمّارين . . الحمّارين
وكلاء الشيطان في الأرض
الموسيقى صاخبة تسمعها حتى ينفلق راسك من الإيقاعات
ليس هنالك ضرورة لفهم الموسيقى !!
المهم إنها للشكشكة. . وللصفقة !!
يتقاطر السعوديين إلى المكان على شكل طابور
واحدا تلو الآخر
حتى يجثمون على مقاعد الطاولة المطلة على " البست "
ومن لا يعرف البست هو المكان المحدد للرقص في الديسكوهات والمراقص
وأحيانا يتحول إلى مكان للرقص والغزل والترقيم . . في آن !!
مع قناعتي بمعرفتكم بالبست وأنواعه وتفاصيله وحتى مقاساته . . أكثر مني !!
تراهم للوهلة الأولى تظن بأنهم مجموعة من أصحاب السمو الملكي الأمراء
أو أصحاب السمو الأمراء . . لا يتعدى الأمر ذلك !!
الشماغ مشبَع بـ ( النشا ) . . رائحته تصك الأنوف
تتسارع وتيرة الصخب مع تسارع الأغاني
وأجرأ الأصدقاء من يظهر مواهبه أولا على البست
حينما يختلط الفودكا والسمرنوف . .
أما الـ بي 52 . . حدث عنها . . ولا حرج !!
كفيلة بأن تحجز لك البست بالكامل
أنت وحبيبتك التي عرفتها للتوّ !!
فيما لم يعد الشيفاز يحتل مكانا
بعد أن تحول إلى مشروب البنات !!
يا لسخرية القدر !!
يجتمعون من كل فج عميق
أهل الجنوب مع أقصى الشمال
أما أهل الوسطى . . لهم " برستيجهم " و ملاغتهم !!
كانت سماهم على وجوههم
هنا. . الكل ثمل
. . والكل سكران
لدرجة إن البعض لا يفرق بين العنز وخالته !!
ينزلق الجالسون إلى البست
يرقصون أو يخيّل لهم ذلك
هنا . . جرت العادة على تشكيل حلقة دائرية . . وهم متشابكي الأصابع
لتتراقص المغربية المتسعودة وسطهم
وتميل حيثما تميل أثقالها . . ويتمايل معها الجميع !!
ومن يكون حينها سعيد الحظ بنيل إعجابها . . و تضبيطها
وهو ما يكون غالبا . . من يدفع أكثر !!
على بعد مسافة قصيرة
سيكورتي يرشد سكران إلى دورة المياه ليكمل تقيؤه
بعد أن " أقرف " السكارى الآخرين .
فيما السيكورتي الأخر منشغل بفك " خناقة " بين اثنين
حاول أحدهم التحدث مع صديقة الآخر
على الطاولة المجاورة . . رجل في كامل هندامه . . وأناقته
كان طيلة السهرة محافظ على " ثقله " وشموخه.
حتى تكاد تجزم إنه جزء لا يتجزأ من " أبو الهول "
إلا إنه لم يقاوم حينما سمع " يا سلامي عليكم يالسعودية "
هبّ مسرعا مع الهبة الجماعية التي ضج بها المكان !!
اختلط الحابل بالنابل أو النابل بالحابل. . لا يهم
السعوديات في المكان . . أخذتهن الحماسة على حين غرّه
إنه الوطن . . وأنشودته !!
أما المغربيات المتسعودات . . كلام نجدي ولثام يقتل لا يصيب
حاولن بكل ما أوتين لإثبات الذات.
سحقا للذات . . وتبا للرزق الذي يأتي من السكارى. . ومن ذلّهم
سألت صديقي وأنا ارتشف الشاي على استحياء:
ماذا لو أصبنا الآن بزلزال مدمر ؟
جاوبني : الله يمتحنك يا شيخ . . اترك الوسواس. . و لا تفك السكرة اللي براسي !!
سائلت النفس . . ماذا لو أصبنا الآن بزلزال مدمر ؟
جاوبت النفس : ليس هنالك سوى رحمة ربي
تعبت النفس مما ستشهد عليه
أي إسلام يزعم هؤلاء ؟؟
الدعارة تتصدر المكان عن بكرة أبيه
وعن بكرة أمه . . أيضا
وإن لم يكن للبكر مكان !!
والرذيلة لها حراسها . . على غرار الفضيلة
يا لقلبي
تعبت النفس
وعافت النفس
طابت لكم الحياة .. يا رفاق !!
يا رعاع !!
[/align]