[align=center]
«عود من حزمة كاترينا»
الكاتب : عبدالعزيز بن احمد السويد
جريدة الحياة
عندما انتهى امتياز شركة الزيت العربية المحـــدودة «اليابانية» في القسم السعودي من المنطقــــة المحايدة عام 2000 وبدأت مفاوضات التجديد، كان من ضمـن الملفــات التي فتحت إعلامياً، قضية تدني اهتمام هذه الشركة بتطوير المجتمع في منطقة الامتياز.
كانــــت الشركة اليابانية مهتمـــــة باستخراج الزيــــت، ثم الزيت ولا شيء غير الزيت. وأتذكر سلسلة تحقيقات مصوّرة عن واقع محيط أعمال الشركة، وإضافة إلى مطالب أخرى، لم تسفر المفاوضات عن التجديد، لتتولى شركة «أرامكو أعمال الخليج»، العمليات في المنطقة.
لكن اليابانييـــن تركـــوا مدرسة عمرها أربعة عقود، فقررت «أرامكو أعمال الخليج» فجأة، إقفال هذه المدرسة، وأرسلت خطابات تسريح للعاملين فيها، حوالى 144 من طاقم التدريس، ومئات الطلبة في مراحل مختلفة.
«أعمال الخليج» تتبع لـ «أرامكو»، والأخيرة احتفلت أخيراً بعيد ميلادها الـ75، والحديث عن نقص فاعلية مشاركتها في التنمية المجتمعية معلوم، فهل يعقل أن يكون أول عمل إقفال مدرسة؟
«أرامكو» مسؤولة عن إجراءات ابنتها «أعمال الخليــج»، وإذا كان من قرر ذلك القرار مطمئناً على تعليم أبنائه وعلى وظيفته، ولم يفكر في الآخرين، فلا بد من أن هناك من هو أعلى منه ممن يفكر في الجميع، خصوصاً البسطاء ومن لا حول لهم ولا مرتبة عليا في الشركة.
وأول ما سمعت ثم قرأت عن الخبر، قلت في نفسي لو اعتبروها «عوداً من عرض حزمة كاترينا»… الإعصار الشهير.
في «أدبيات أرامكو» يصور بعض العاملين من الأفذاذ، وبعض الأعمال على أنها من الانجازات التي لا تغيب عنها شمس أو نجمة الشعار، وقد يكون في هذا بعض الصحة.
سبق لي أن نوهت بأسلوب «أرامكو» وأداء العاملين فيها، لكن في المحصلة النهائية، كيف تنظر وينظرون إلى مجتمعهم؟ وكيف يتعاملون معه؟ أقصد المجتمع الكبير لا مجتمع «أرامكو» داخل السور، وإقفال مدرسة من دون اهتمام بمستقبل من يعمل ويتعلم فيها مثال على تلك النظرة الـ…؟
أخيراً ثبت أن اليابانيين قدموا لأطفال السكان المحليين على مدى أربعة عقود ما لم تستطع «أرامكو أعمال الخليج» تحمله لأقل من ربع تلك المدة.
http://www.asuwayed.com/archives/1700#comments[/align]