الحلقة العاشرة
تكملة أصول ورش رحمه الله تعالى عن نافع المدني
5ـ النقل :ـ
هذا الباب ينفرد به ورش ولا يوافقه فيه أحد إلا حمزة عند الوقف فقط في أحد الأوجه علي تفصيل سيأتينا في قراءة حمزة من الروايتين ..
والمعني أن ورشا ينقل حركة الهمزة إلي الساكن قبله وذلك في حالتين هما ..,,
أ ـ أل التعريف مثل (الأرض ـ الأنبياء ـ الأولياء ) متي وقعت هذه الكلمات وأمثالها في حالتي الوصل والوقف بلا خلاف مطلقا .
ب ـ الحالة الثانية في الساكن المفصول مثل (عذاب أليم ـ خلوا إلي ـ انظر إلي ) فله هنا أيضا النقل بلا خلاف أما إذا كان الساكن هنا ميم الجمع الساكنة الواقع بعدها همزة قطع مثل ( عليكم أنفسكم ) فإنه يعاملها معاملة المد المنفصل فيمدها ست حركات إذ لا يوجد نفل عنده في ميم الجمع .
6ـ الهمز المفرد :ـ
قال الشاطبي :
إذا سكنت فاء من الفعل همزة فورش يريها حرف مد مبدلا
سوي جملة الإيواء والواو عنه إن تفتح إثر الضم نحو مؤجلا
إلي قوله:
وولاه في بئر وفي بئس ورشهم وفي الذئب ورش والكسائي أبدلا
وورش لئلا النسيء بيائــــــــه وأدغم في ياء النسيء فثقـــــــــــلا
ومعناه هو أن تأتي الهزة عينا للفعل مثل (المؤمنون ـ مؤجلا ـ يؤده) فإن ورش ينقل حركة الهمزة إلي الحرف الذي قبلها إلا في لفظ (المأوي) وما تصرف منه ويوافقه في هذا الباب السوسي عن أبي عمرو ويزيد عليه في بعض الألفاظ ستأتي عند ذكر رواية السوسيّ وأيضا يوافقه حمزة في أحد وجهيه عند الوقف إلا أن ورش زاد علي الهمزة التي هي عين الفعل إلي كلمات مثل (بئس وما لحقها ـ الذئب بيوسف ـ النسيء بالتوبة ـ بئر بالحج) وله في كلمة (لئلا ) بالبقرة والحديد والنساء الإبدال ياء(ليلا)
7ـ الإمالة الكبرى: ليس لورش إمالة كبرى في القرآن إلا كلمة طه في فاتحة سورةطه
8ـ الإمالة الصغرى : وهي المعبرعنها بالتقليل بين بين أي بين الفتح والإمالة فإن ورش يقلل كل ما أماله الشيخان حمزة والكسائى أوانفردبه أحدهما أوانفرد به الدوري عن الكسائى من ذوات الياءأوذوات الراء وهذا التفصيل(فإن ذوات الياءماكان على وزن فعلى مثلثة الفاء ووزن فعالى بفتح الفاء أوضمها مثل(هدى ـ تقوى ـ موسى عيسى ـ أدنى ـ أربى ـ أهدى ـ أنى ـ يحيى ـ القصوى ـ رؤياي)غير خمس كلمات هي(لدى ـ زكى ـ إلىـ حتى ـ على)فلم يميلها أحد من القراء السبعة وفي هذا الباب فإن ورش يقلل بالخلاف أي يقرأ بالفتح والتقليل ومعنى قول له الوجهين أن التقليل مرتبط بمد البدل فإنه على قصر البدل ليس له إلا الفتح وعلى التوسط فليس له إلا التقليل وفي حالة مد البدل مدا مشبعا فله الفتح والتقليل إلا في عشرة سورفي القرآن هى(طه ـ النجم ـ المعارج ـ النازعات ـ القيامة ـ عبس ـ الشمس ـ الضحى ـ الأعلى ـ اقرأ ) فليس له في رؤس آيات هذه السور إلا التقليل
أما ذوات الراء مثل(القرى ـ يرى ـ أرى ـ أراك ـ مجراها ) فإن ورش ليس له إلا التقليل إلا لفظ أراكهم في الأنفال وكذا (مرضاة ـ مشكاة ـ كلاهما ـ الربا )فليس له هنا إلا الفتح بلا خلاف.
9ـ الحروف المقطعة في فواتح السور :فإن ورش يقلل منها الحروف الأتية (الراء ـ الهاء ـ الباء ـ الطاء ـ الحاء ـ الكاف )
10ـ الإشمام مثل قالون
11ـ ميم الجمع : ورش يسكنهابلا خلاف إلا إذا وقعت قبل همزة قطع فإنها عنده من قبيل المد المنفصل فله فيها المد ست حركات على قاعدته مثل (عليهم ءآنذرتهم)
12ـ الهمزتين من كلمتين: يوافق قالون في تسهيل الهمزتين المختلفتين أما في المفتوحتين فله التسهيل بدون إسقاط ويزيد كذلك المد المشبع ست حركات للساكنين ويوافقه هنا قنبل مثال ذلك (جاء أمة) وله نفس الحكم في المكسورتين مثل (هؤلاءإن)
فإنه يمد ست حركات وكذا له القصر والتسهيل والإبدال ياء محضه أما المضموتين مثل (أولياء أولئك)له الإبدال فقط .
13ـ الهمزتين من كلمة: مثل ءأنذرتهم ـ ءأنتم)فإن ورشا له وجهين الأول التسهيل بدون إدخال ويوافقه ابن كثير المكى بخلف عن قنبل والوجه الثاني إبدال الهمزة الثانية حرف مد من جنس حركتها ويوافقه قنبل
14ـ كلمات ( النبي ـ الصابئون ـ هزءا)مثل قالون .
15ـ باب الراءات : ينفرد ورش بهذا الباب فإنه يرقق الراء المفتةحه والمضمومة سواء وقفا أو وصلا إذا كان قبلها ياء ساكنة موصولة بالراء في كلمة واحدة وسواء كانت الياء حرف لين أوحرف مد ولين مثل ( خيرات ـ ميراث ـ فالمغيرات ـ الفقير ـ كبيرا ـ فتحريرـ نذير)وما تصرف من هذه الكلمات .بالإضافة إلي موافقة الجمهور في ترقيق الراء المكسورة والساكنة الواقعة بعد كسر سواء وصلا أووقفا سواء كان الكسر أصلي أم عارض في أول الكلمة أو وسطها أو في أخرها مثل(رجال ـ فرعون ) وغيرها .
وفخم ورش الراء الواقعة في كل اسم أعجمي وإن وجد فيه سبب الترقيق وهي ثلاثة أسماء (إبراهيم ـ إسرائيل ـ عمران)وكذلك إذا تكررت الراء في كلمة واحدة مثل (إضرارا ـ فرارا ـ إسرارا)وإذا وقعت الراء مع الياء في كلمة وفصل بينهما ساكن أوحرف فإن ورشا لميعتد بهذا الفاصل إلا إذا كان حرف إستعلاء وإستثنى من حروف الإستعلاء حرف الخاء فإنه يرقق الراء الواقعة بعده مثل (وزرك ـ ذكرك ـ المحراب ) وذلك عملا بقول الشاطبي :ـ
ورقق ورش كل راء وقبلها مسكنة ياء أو الكسر موصلا
ولم يرا فصلا ساكنا بعد كسرة سوى حرف الإستعلاءسوىالخاء
وفخمها في الأعجمي وفي إرم وتكريرها حتى يرى متعدلا
وتفخيمه ذكرا وستراوبابه لدى جلة الأصحاب أعمرارحلا
وكذلك فخم الراء في كلمة إرم وذكرا وسترا وما تصرف منها وأمثالها و كلمة بشررله فيها الترقيق أما كلمة حيران فله فيها الوجهان
ولبحث باب الراءات لورش فلابد من الرجوع لإمهات الكتب المشار إليها أول البحث
16ـ باب الألفات المتطرفة : وهو المشار إليه بقول الشاطبي رحمه الله :
وفي ألفات قبل را طرف أتت بكسر أمل تدعى حميدا وتقبلا
كأبصارهم والدار ثم الحمار مع حمـــــارك فافهم محصلا
ومع كافرين الكافرين بياءه وهار...................
إلى قوله وورش جميع الباب كان مقللا
أى أن ورش يقلل كل ألف متطرفة واقعه قبل راء مكسورة مثل ( النار ـ النهار ـ الأنهار ) وهكذا ومثلها لفظ (كافرين والكافرين ) المرسوم بالياء له فيها التقليل بلا خلاف .
17ـ أبواب الوقف على مرسوم الخط والروم والإشمام والوقف على أواخر الكلم وياءات الزوائد فإن ورش يوافق قالون فيها جميعا
18ـ ياءات الإضافة :ـ يوافق ورش قالون في هذا الباب الإي بعض الياءات التي انفرد بفتحها وسنوردها في باب فرش الحروف إن شاء الله.
19ـ باب اللامات :ـ يغلظ ورش اللام المفتوحة بشرط أن يقع بعدها أحد الحروف الأتية(الصاد ـ الطاء ـ الظاء ) مثل الصلاة ـ ظلم ـ الطلاق ـ معطلة) وأن تكون اللام مفتوحة أو ساكنة ،
قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى
وغلظ ورش فتح لام لصادها أو الطاء أو للظاء قبل تنزلا
إذا فتحت أو سكنت كصلاتهم ومطلع أيضا ثم ظل ويوصلا
إلى قوله
وحكم ذوات الياء منها كهذه وعند رءوس الآى ترقيقها الملا
والمعنى أن ورشا وضع شرطين لتغليظ اللام 1ـ أن يقع قبلها الطاء أوالصاد أو الظاء .
2ـ أن تكون مفتوحة أو ساكنة ،وعند روءس الآى التى له فيها التقليل سواء وقعت الكلمات رأس آيه أو وسط الكلام فإنه على وجه التقليل يمتنع التغليظ وعلى وجه الفتح له التغليظ مثل (مصلى ) وأمثالها .
باب الإظهار والإدغام فى حروف قربت مخارجها :ـ أظهر ورش جميع الباب مثل قالون وزاد عليه الآتي: ـ 1ـ أدغم دال قد في الضاد والظاء مثل (قد ضلوا ـ قد دخلوا ـ لقدظلمك)
2ـ أدغم التاء في الظاء مثل ( كانت ظالمة).
3ـ له الوجهين في نون والقلم.
4ـ الإظهار في (يلهث ذلك) في الأعراف .
5ـ وتابع شيخه نافع في جميع أحكام النون الساكنة والتنوين مثل حفص ولم يخالف ورش نافع ولا حفص في شيئ من أحكام هاء الكناية سوىلفظ (فيه ) في سورة الفرقان وكذلك خمسة مواضع في لفظ أرجه في سورة الشعراء والأعراف ولفظ0( يرضه) في الزمر و(ألقه )في النمل و(عليه الله )في الفتح و(أنسانيه)في الكهف فقط .وهذا أخر ما تيسر لي من بسط واختصار في رواية ورش عن نافع من طريق الشاطبية ولابد من الرجوع إلي الكتب التي سبق الإشارة إليها وكذلك السماع والتلقي على المشايخ لإن هذا العلم أساسه المشافهه.
وصلى اللهم وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم