[BIMG]http://www.alraidiah.org/up/up/16258894420061104.gif[/BIMG]
وصية للأبناء
بقلم
أبو أسامه
أحمد زقرط الشراونه
أحببتُ أن أهديكمو قولاً لكم فيه عبرْ
تُمحى الرسوم جميعها ويظل منها ذا الأثـرْ
فتدبروه يا بَني وأمعِنَوا فيه النظـرْ
يا بني
بسم الله نبدأ؛ فكل أمر لا يبدأ باسمه فهو أبتر
وصلى اللهُ على المصطفى به وجه الحقِ أسفرْ
وسلام على الصَحبِ الكرام وشانِئُهم هو الأبتر
وسلام من الله عليكم وعلى من سمع أو حضر
يا بني
الصمت خيرٌ من الهذَرْ والتقوى هي ميزان البشرْ
فلا تذكر عيوب الناس وكن لعيوب نفسك أذكر
وإن جاءك أحدٌ بنبأ فتأكـد من صحة المصدر
الأحمق يصدق كل ما يسمع والعاقل له في الأمور نَظر
يا بني
إذا أردت أن تتخذ صديقاً فاسأل من هو بالرجال أخبرْ
أو سافر معه ففي الأسفار تنكشف الأخلاق وتظهر
وهل سُمي السَفَرُ سفراً إلا لأنهُ عن الطبائع أسفر
أو كما قال أبو حَفْصٍ تعامل معه بالأحمر والأصفر
يا بني
إذا هاجمك أحد وأنت على حقٍ فاصبر ولا تَتكَدرْ
فإنه يقول لك: أنت ناجح, ولكن بعباراتٍ أُخَر
خامل الذكر لا يُخدش ؛ و يُرمى الشجر إذا أثمر
والتافهُ فقط لا يُحسد؛ والحاسدُ يَحسِدُ ما أبصر
يا بني
اذهب إلى النوم مبكراً واستيقظ باكرا ولا تسهرْ
فالبركةُ في رزق البواكيرِ كما جاء في الأثر
واحرص كل الحرص على ركعتين في السَحر
فإنه لا يوفق لقيام الليل من نام على أنغام الوتر
يا بني
إذا وعدت فلا تُخلف وإذا عاهدت فلا تَغدرْ
وإذا أقسمت فلا تحنث وإذا خاصمت فلا تفجر
وإذا مُنعت فلا تَسخَط وإذا أُعطيـت فلا تُنكر
وإذا أَعطَيت فلا تَمنن وإذا عزمـت فلا تفتُر
يا بني
إذا ابتليت بعدو فقاومه بالإحسان إليه وتَمَثل الذِكرَ الأنورْ
(ادفع بالتي هي أحسن) فإذا العداوة تنقلب عكس ما تتصور
وإن كان عدوك على الشر صابرا فكن أنت على الخير أصبر
وإن كان له حـق فبالقسـطِ أدهِ طَيِبَةً به نفسُك ولا تتكـبر
يا بني .
إذا خالطت الناس فاحذر فإن فيهم الأبيض والأسمرْ
وكن مع الناس كالنحلة تحُطُ على ما هو أعطر
واحذر أن تكون مثل الذباب فتقع على ما هو مستقذر
ودَعْ عنك قيل وقال , فلا أنذل من المغتاب ولا أحقر
يا بني
إن أعظم الفضائل الصدق وعنه المصطفى أخبرْ
وإن نجاك الكذبُ مرةً فأنت بالصدق أنجى وأقدر
ترفَّع عن سؤال النذل فليس فيه من خير يذكر
واستَغنِ عما في أيدي الناس يُحبك الناسُ أكثـر
يا بني
اغتنم فُرصَة الخـير إذا حانت لأنها قد لا تتـكررْ
أُريدُكَ متفائلاً مقبلاً على الحياة لا تَتَشَك ولا تَتَذمر
ابتعد عن اليائسين والمتشائمين ولا تصاحب من يتَطَيَّر
ولا تَشمَت بمصيبة أخيك فيعافيهُ الله ويَبتليكَ , فاحّذَر
يا بني
إياك أن تهزأ من احدٍ كائناً من كان أو تسخَـرْ
فالساخرُ في الحقيقة يِسخرُ من الذي خَلقَ فصَور
ليس في الخَلق حقيرٌ إلا والساخِرُ منه أحقـر
وليس في الخلق كبيرٌ إلا والحـقُ منه أكبـر
يا بني
لا تفضح عيوب الناسِ واستُرها كما تُحب أن تُسترْ
ولا تظلم أحداً فإذا دعتك قدرتك فتذكـر أن الله أقدر
ولا تسرق جُهد الآخرين, فالسارق شرعا يَمينهُ تُبتَر
واستعذ بالله من سخطه واستعذ به من كآبة المنظر
يا بني
إذا شعرت بِقسوة القلبِ فَزُرْ مريضا ولا تتأخـرْ
أو ضع ديناراً في يد فقير مُعدم من الجوع يتَضَور
أو امسح على رأس يتيمٍ بائِسٍ عند الأبواب يُزْجَر
أو ادخل السُروَر على قلبِ إنسان من الحزن تَفَطَّر
عندها ستجدُ حلاوة ولذة وأن قلبك بالسعادة يَزخر
يا بني
لا تجادل عالما أو جاهلاً ففي كلا الحالين تخسرْ
ودَعْ جدال الصاحب فليس في الجدال خير يذكر
ولا تتعصب لرأيك أبدا فالكيس الحرُ يؤثر ويتأثر
وإياك أن تنقاد لرأي الآخر فتصير إمعة تُجَرجَر
يا بني
هل أدلك علــى ما به قلـوبُ الناس تسـحَرْ
ابدأ بالسلام على من لقيتَ وارفَع به صوتكَ واجهَر
والابتسـامةُ هي السِحرُ وعليها المرءُ يؤجَـر
إن الابتسام في الصين شرط لكي تفتح متجـر
يا بني
لا تًقفُ ما لا يُعنيك، تجد ما لا يُرضيك وتُنهرْ
الصمتُ زينٌ فَصنْ لسانك وقبل النُطقِ تَفَكر
فإن كَلمَ اللسان أنكى من كَلمِ السِنانِ وأخطر
فرب كلمة نابِية بها المرء في جهنم يُسجر.
توضيحات
شانئهم – مبغضهم (الذين يسبون الصحابة)
الهذر – الكلام الذي لا فائدة فيه
أبو حفص – عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
الأحمر والأصفر – الدنانير والدراهم
جاء في الأثر – حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذكر الأنور – القرآن الكريم