قصة فتاة جآمعية .
كان حلما ان تطأ قدماي أعتاب الجامعه كنت اتمنى تلك اللحظه التي أصبح فيها فتاة جامعيه لأتمتع بهذا القدر الكبير من الاحترام الذي تحظى به فتاة جامعيه .
لقد سئمت منظومه الاوامر والنواهي التي كانت تقيدنا في المدرسه وكنت أطمع في المزيد من الحريه والانطلاق في الجامعه
سوف البس ماأشاء وافعل مااشاء اريد ان اصبح فتاة لها رأيها الخاص وتفكيرها الشخصي وارادتها المستقله .
وأخيرا تحقق الحلم الذي تمنيته مرارا لقد بدأ العام الدراسي فبدأت أبحث عن صديقات يبادلني نفس الشعور ويعشن نفس الهموم التي اعيشها صديقات يتسمن بالتفتح والعصريه ويتطلعن الى الحريه التي أتطلع اليها تعرفت على بعض الصديقات واقمت معهن علاقة وطيدة كانت احاديثنا تدور حول الموضة
والازياء ادوات التجميل .. القنوات الفضائيه .. وامور اخرى كثيره من هذا النوع .
في ذات يوم بينما كنت انتظر السائق عند بوابة الجامعه اقبلت نحوي فتاة يبدو من شكلها انها تنتمي الى نفس الطراز الذي تنتمي اليه امي وجدتي فلباسها ساتر جدا سلمت علي
ومدت الي يدها فمددت لها يدي ثم سحبتها بسرعه قلت لها : كأنك تريدين شيئا ؟ قالت : في الحقيقه يااختاه ان عبائتك لفتت نظري فأحبب أن أسألك عن موديلها فانتفشت وقلت لها بثقه : انها فرنسيه .
قالت : الا تعلمين ان للحجاب الشرعي شروطا منها : استيعاب جميع البدن والايكون زينة في نفسه وان يكون صفيقا لايشف وان يكون فضفاضا غير ضيق ولايشبه ملابس الرجال ولا يشبه ملابس الكافرات ولايكون لباس شهره .
وعباءتك كما ترين تخالف معظم هذه الشروط الشرعيه فهي مليئة بالزركشه والزينه وهي ضيقه وشفافه كذلك قلت : كفى كفى يكفي هذا انتم دائما تأخذون الاراء المتشدده وهناك من العلماء من رخص في لبس مثل هذه العباءةقالت القضيه يااختاه ليست في قول فلان او فلان فالحق لايعرف بالرجال وكل يؤخذ منه ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال : " صنفان من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس , ونساء كاسيات عاريات , مميلات مائلات , لايدخلن الجنة ولايجدن ريحها , وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا "
وقد قال العلماء : ان التي تلبس مثل هذه العباءة التي تلبسينها تعتبر من الصنف الثاني الذي ذكر في الحديث التي ذكر في هذا الحديث
عند ذلك قاطعتها بشدة قائله : حلاص خلاص .. انتهينا .. سأبحث هذه المسألة فيما بعد ثم ابتعدت غنها قليلا لم أتأثر كثيرا بهذا الموقف فقد عددته من جملة المواقف التي كنت ألاقيها سابقا .
وفي احد الايام قابلتني هذه الفتاة في الكليه فجاءت وسلمت علي واتضح من خلال الحوار انها تدرس في القسم الذي ادرس فيه فتعجبت من ذلك وقلت لها
: لقد حسبتك تدرسين في احدى الكليات الشرعيه قالت : ولماذا ؟ قلت : لان ثقافتك الشرعيه يبدو انها عاليه افلا يؤثر ذلك على مستواك الدراسي ؟!
قالت : ابدا فانا انظم وقتي وقد زادني التزامي تنظيما ومعرفة لقيمة الوقت
احسست ان هذه الفتاة تهتم بي , وتريد اقامة علاقة صداقه معي ولكن كيف وهي تتكلم دائما عن الحلال والحرام وهذا يشعرني بانني مازلت طالبه المتوسط او الثانوي دعك منها فالزمن قد تغير ولابد من مواكبة العصر الذي نعيشه .
حانت ساعة الحقيقه فقد مرضت مرضا شديدا ادخلت على اثره المستشفى وبقيت بها فترة طويله وقد اشتقت الى رؤية زميلاتي ولكن احدا من زميلاتي لم يات لزيارتي وبعد يومين اخبرت ان هناك فتاة تريد زيارتي فحسبت انها احدى زميلاتي فاذا بها تلك الفتاة التي ناقشتني في مسألة الحجاب وقدمت لي النصيحه فتعجبت من زيارتها فقلت لها : انت أنت ؟ قالت نعم :
لقد سالت زميلاتك عنك فاخبرنني عن مرضك فطلبت منهن اسم المستشفى ورقم الغرفه لأقوم بزيارتك فان زيارة المريض اجرا كبيرا قلت لها : في الحقيقه انا لااعرف كيف اشكرك على هذا الشعورالنبيل واريد ان اعتذر لك عن كل ماحصل مني قالت : لاعليك المهم ان تخرجي بالسلامه ثم اخرجت من حقيبتها مجموعه من الاوراق وقالت لي : هذه مجموعه المحاضرات الجديدهعند ذلك لم أتمالك نفسي من البكاء وتذكرت شدتي معها وصدي لها ومع ذلك فهي تعاملني بكل هذا الود والمحبه والشفقه .
عند ذلك تهاوت كل افكاري وتصوراتي عن الحريه والتقدم والعصريه لقد فهمت الان ان الحريه ليست في التخلي عن القيم والمبادئ الحميده لقد فهمت الان ان العصريه ليست في التنكر للدين والاخلاق ولقد فهمت الان ان الحريه في كبح جماح النفس وعدم الخضوع لرغباتها . لقد فهمت الان ان الحريه في الاحساس بالاخرين ومساعدتهم والتخفيف من معاناتهم والامهم . لقد فهمت الان ان الاسلام قد كفل للمرأة حريتها واعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة قلت لها : اعترف الان بالهزيمه وقد نويت من هذه اللحظه ان اغير حياتي وفق ماشرعه الله تعالى لأكون فتاة طيبه مثلك قالت وقد تهلل وجهها بابتسامة مشرقه : ياأختاه ! ليس في علاقتنا غالب ومغلوب المهم ان نصل جميعا الى بر الامان والفوز بالجنان .
كتبه : القسم العلمي بدار الوطن بتصرف .
المصدر : كتاب زآد المرأة المسلمة .
نقلته كتآبه : فآصله .
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
