السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فارس من الفرسان ،وجواد من الأجواد ذائع الصيت في جوده ، وشاعر من شعراء الجاهلية ، ذلكم هو حاتم بن عبد الله بن سعد ،من طئ إحدى أشهر قبائل العرب الجنوبية التي هاجرت من اليمن إلى شمالي الجزيرة العربية إثر خراب سد مأرب الشهير ، فتفرغ منها بطون كثيرة العدد أشهرها بنو شمر.
حياته:-
عاش في الجاهلية ومات في الجاهلية حوالي نهاية القرن السادس الميلادي، من قبل أن يتنزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ويبلغ رسالته .
أبنائه
لحاتم ولدان ذكرهما التاريخ .
أما الأول فهو عدي،ويكنى حاتم بأبي عدي،أدرك الإسلام فأسلم ،وحسن إسلامه،ثم كان من الصحابه،وعمر طويلآ بعد أن شهد حرب الجمل ،وحرب صفين والنهروان مع الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه ومات بالكوفة سنه 68 هـ / 687 م. وأما الثاني فهو إبنته سفانه ، وكانت وقعت في الإسر بأيدي المسلمين ، في من وقع من أسر طئ، فلما جيء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم عرفته بنفسها قائله :(( يامحمد ،هلك الوالد ، وغاب الوافد ، فإن رأيت أن تخلي عني فلا تشمت بي أحياء العرب، فإنا إبنه حاتم طيء ،سيد قومي الذي كان يفك العاني ،ويحمي الذمار ، ويقري الضيف،ويشبع الجائع ،ويفرج المكروب ،ويطعم الطعام ، ويفشي السلام)).
فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم قولها تأثر كثيرآ لهذا الكلام، وقال:((ياجارية، هذه صفات المؤمن .لوكان أبوك إسلاميآ لترحمنا عليه )). ثم إلتفت إلى من حوله فقال:((خلوا عنها فإن أبها كان يحب مكارم الأخلاق)).وثمة رواية تقول إن لحاتم ولدآ ثالثآ إسمه عبد الله ،وأمه تدعى النوار ،أما عدي،تقول الرواية فأمه ماوية ، من بنات الملوك .
يقول حاتم متحدثآ عن كرمه وشجاعته ونجدته وعفته ، والشعر من الطويل:
ومرقبةٍ دونَ السماءِعلوتُها=أقلب طرفي في فضاء سباسبِ
وما أنا بالماشي إلى بيت جارتي=طروقآ أُحييها كآخر جانبِ
ولوشهدتنا بالمزاحِ لأيقنت=على ضرنا أنا كرامُ الضرائبِ
عشيةَ قال ابنُ الذئيمةِ عارقٌ=إخالُ رئيسَ القومِ ليسَ بآيبِ
فما أنا بالساعي بفضل زمامها=لتشربَ ما في الحوضِ قبلَ الركائبِ
وما أنا بالطاوي حقيبةَ رحلها= لأركبها خِفا وأتركَ صاحبي
إذاكنتَ ربآ للقلوصِ فلا تدع=رفيقَكَ يمشي خلفها غير راكبِ
المرجع دار الفكر العربي(ديوان حاتم الطائي)
وتقبلوا تحياتى