بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي جميعاً . . أعضاء ومشرفي المنتدى . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
بدية أعتذر عن التأخر الغير مقصود على كتابة القصة . .
كان في مخيلتي قصة خيالية أردت كتابتها لكم . .
ولكني قد غيرت ذلك بقصة واقعية شاهدتها بأم عيني ليست منقولة ولا يعرفها أحد إلا ممثلي تلك القصة . .
وهذه القصة فيها الكثير من العبر والدروس . .
. . لا أطيل عليكم في المقدمة وإليكم المختصر المفيد :
شاب عاش في ريعان شبابه في اللهو واللعب . .
وهذا طبيعة الشباب بلا شك . .
كبر الأخ أكمل دراساته من ثم تخرج وحصل على وظيفة حتى في الأحلام لم يرها . .
أخذ هذا الشخص يعمل ويكد حتى أصبحت عنده ثروة طائلة . .
وطبعاً الإنسان إذا زاد ماله زاد طغيانه إلا ما رحم ربي . .
ومع الفترة أخذت هذه الثروة كل عقله ووقته لا يفكر إلا في جمعها سواء عن طرق شرعية أو غيرها
لا يهم المهم جمعها . .
على كلٍ تزوج هذا الرجل امرأة نحسبها والله حسيبها أنها امرأة صالحة تقية
وبعد فترة أنجبت هذه المرأة أولاداً بنين وبنات أخذ الرجل يدرِس أولاده أحسن التدريس
وأخذ يربيهم أحسن تربية . . .
ولكن جمع المال لم يفارقه
وبعد زمن كبر الرجل وصار يظلم من كان عنده من خدم ومن كانوا تحت سلطته
أعمى المال عيناه فلا يرى إلا نفسه فقط . .
[color=FF0000]– نسي الأخ بأن دعوة المظلوم مستجابة –
حتى كبر في السن وقد احدودب ظهره . . . ورق عظمه . .
وأيضا قد كبروا الأولاد وهنا وقت الإنتقام
هنا سيعرف قيمة المال الذي جمعه وأفنى من أجله حياته . .
تقاعد الرجل وبعد تقاعده فترة وجيزة إذ بقضية اتهم بها –لن أذكرها للأمانة -
أخذ الهم والغم يسيطر على البيت كله الرجل في زاوية مهموم
والمرأة في فراشها طريحة المرض .. والأولاد ما عساهم فعله . .
-كما تدين تدان –
تخيل أخي القارئ هذا الموقف ...
وفجأة رن الهاتف رد الرجل : نعم من ؟
قالوا : أنت أبو فلان ؟
قال : نعم أنا هو ما الأمر ؟
قالوا : عظم الله أجرك ابنك قد توفى في حادث سير ! !
لم يستطع الرجل أن يتمسك فقد عجزت قدماه من حمله حتى وقع على الأرض لا يستطيع الحركة . .
والأم عندما سمعت الخبر سقطت مغشية عليها . . أخذوا بها المستشفى وما هي إلا أيام قلائل . .
حتى رن الهاتف أخذ الرجل السماعة وكانت الفاجعة في انتظاره
آلو من :
أجابوا : معاك المستشفى الفلاني عظم الله أجرك فقد توفت المرأة حاولنا إنقاذها ولكن مع الأسف . . .
الصدمة كانت كبيرة لم يستطع الرجل تحملها حتى سقط على الفراش عاجزا عن الحركة . .
وزاد الهم هماً عندما تخلّوا عنه ألاده حتى لم يبق عنده إلا واحدا فقط يخدمه في بعض الأحيان . .
المباني والتجارة التي كانت لديه ذهبت أدراج الرياح . .
والآن أين تلك الثروة الهائلة . . أين الجبروت والطغيان .
لم يفده شيء . . .
أخذ المرض يزداد بدأ يضعف يوما بعد يوم حتى أصبح يتمنى الموت ولكن هيهات . . هيهات
(( وما ظلمنهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ))
زرت هذا الرجل قبل أيام فوالله الذي لا إله إلا هو حالته جدا ضعيفة . .
مددت يدي إليه للسلام ولكن . . لا يستطيع الحركة البتة . .
الكلام يتكلم بصعوبة . .يصارع الآلام . . ولكن إلى متى ؟ ؟
قلت في نفسي سبحان الله هذا جزاؤه في الدنيا فما باله في القبر والآخرة . .
نعم هذا جزاء الظلم هذا جزاء الطغيان هذا جزاء الكسب الحرام
نسأل الله لنا وله حسن الخاتمة وأن يتجاوز عنا وعنه ما بدر من المعاصي وأن يغفر لنا وله .
هذه قصة واقعية أحببت أن أكتبها لكم للفائدة . .
وكما أرجو منكم الدعاء له لعل الله أن يتجاوز عنه . . .[/color]