35عاما هي عمر النهضة العمانية المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس ابن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - تحققت خلالها الكثير من الانجازات الاقتصادية والاجتماعية وعلى المستوى الانساني.
وهي سنوات برغم فترتها الزمنية التي لا تقاس في عمر الشعوب والامم الا انها حافلة بانجازات عملاقة لا تقاس بمعيار الزمن بل بما اوجدته من خلالها الخطط التنموية الخمسية المتلاحقة التي يؤرخ بها للنهضة والتقدم والعمران مناظرة مع ما كانت عليه البلاد منذ ثلاثة عقود مضت حتى تظهر الصورة شفافة ومعبرة وناطقة بما تحمله من معادن ودلالات عميقة وقوية على التحولات التي شهدها المجتمع العماني في مختلف المناطق والولايات.
وان ما تحقق على ارض السلطنة عبر تلك السنين من خلال سلسلة الانجازات المتواصلة والمتلاحقة هو لبنات اساساية في الصرح العماني الشامخ القائم على اسس علمية وتنموية واضحة ومحدودة وفق برامج زمنية مقننة ومتدرجة استطاعت ان تستوعب كل الاحداث والمتغيرات المتلاحقة والتيارات والرياح العاتية التي هبت على منطقة الخليج وذلك دليل قوي وراسخ على مهارة القائد والربان الذي يقود السفينة الى شاطئ الامان برغم تلك الامواج المتلاطمة والابحار الصعب الذي تسبب في جنوح البعض عن المسار الصحيح والسليم.
ولا شك ان ذلك ما كان ليتحقق لولا وجود الرؤية الواضحة لمعالم الطريق ودروبه الوعرة من خلال سياسات حكيمة قائمة على الوعي والادراك بالواقع وامكاناته وتطلعاته ايضا.
الامر الذي تطلب اعادة النسيج ورسم الخيوط والخطوط التي توضح ملامح المستقبل وحركة المجتمع وضوابطها واطرها التشريعية والمؤسسية وتمثل دستور العمل ومرجعيته الاهداف التي تضبط ايقاع الحياة وفق المنهج المحدد الذي يتجاوز الواقع وموروثاته الاجتماعية والثقافية والتاريخية وتحدياته ومعوقاته والاستفادة من ايجابياته في بناء الدولة العصرية من خلال تنمية الموارد الطبيعية والبشرية داخليا وتنمية وتطوير العلاقات الخارجية في اطارها الخليجي والعربي والدولي بما يعزز حركة التنمية الشاملة ويدعم الامكانات الاقتصادية وفي ذات الوقت بناء مكانة متميزة للدولة مع الخريطة العالمية نتيجة للتحرك النشط والمتوازن اعلاميا وسياسيا وفق قناعات ومرتكزات ثابتة لا تفضل المصالح المشتركة ولا تتخلف عن مواكبة المستجدات والمتغيرات التي تعرض نفسها على سياسات الدول.
وبذلك تمكنت السلطنة من تشييد اسس ودعائم الدولة القوية والموحدة القادرة على النهوض والتقدم والتطور في شتى المجالات، والاخذ بكل ما هو جديد ومتطور من خلال الربط بين الاصالة والتطوير بعيدا عن التورط في الصراعات والاستقطابات الدولية مما ساعد على التفرغ لاستكمال منظومة التنمية الشاملة في مختلف مناطق السلطنة من خلال صيغة التلاحم الفريدة التي تتم عبر الجولات السنوية لجلالة السلطان قابوس المعظم والحوارات المباشرة التي تتم فيها مناقشة المطالب والمقترحات التي تلبي رغبات المواطنين باسلوب ديمقراطي مباشر غير مسبوق على مستوى المنطقة حيث تتبلور تلك المطالب في الخطط السنوية الخمسية ويتم تنفيذها وفقا للاوليات التي تضعها الحكومة لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين اقتصاديا واجتماعيا في مجالات التعليم والصحة والاسكان والاتصالات والمواصلات ومختلف الخدمات التي توفرها البنى الاساسية التي تهتم بها الحكومة وساعدت على تحقيق سلسلة من الانجازات المتتابعة طوال الخمسة والثلاثين عاما الماضية والتي حرصت فيها السلطنة على تحقيق المزيد من المشروعات العملاقة التي تعد من المقومات الاساسية للتنمية الاقتصادية الشاملة القادرة على الانطلاق والمنافسة ومواجهة التحديات العالمية وما يصاحبها من ارهاصات العولمة والتكتلات الاقتصادية الكبرى التي تستلزم ضرورة تأهيل المجتمع بكل شرائحه ومؤسساته للتفاعل والاندماج مع تلك التكتلات ووضع الاطر التشريعية والقانونية التي تمكن الجميع من المشاركة الفاعلة والمساهمة البناءة في صنع الحياة وتحقيق المعجزات وتسارع الخطا نحو استكمال بنيان الدولة الحديثة وترسيخ استقرارها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لتكون مناخا ملائما لجذب وجلب الاستثمارات الخارجية ودخولها في مشاركات حقيقية تسهم في تنفيذ الخطط التنموية المتسدامة تحت قيادة ربان ماهر يقود السفينة بحكمة واقتدار.
وها هي المشروعات الاقتصادية الانتاجية والخدمية التي تهدف الى تنويع مصادر الدخل وتنمية الناتج القومي المحلي التي تقام في المناطق الصناعية المختلفة على ارض السلطنة خير شاهد على ذلك ولا سيما ان معظم تلك المشروعات سواء القائمة او التي سوف تستكمل تقدم اضافات حقيقية للناتج القومي وتمثل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني بما لديها من طاقة انتاجية عالمية ومتنوعة تعتمد على الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية والبشرية وتعظيم العائد منها.ولا شك ان نجاح السلطنة في تنفيذ ست خطط خمسية في السنوات الخمس والثلاثين الماضية يعد دفعة حقيقية لتنفيذ الخطة الخمسية السابعة (2006-2010) التي تعد من الخطط الواعدة للتنمية الاقتصادية في مختلف القطاعات وتعتمد على التوزيع الجغرافي للمشروعات على نطاق واسع يحقق افضل استثمار للمزايا النسبية التي تتمتع بها كل منطقة بما يؤثر ايجابيا على ابنائها من حيث توفير فرص العمل ومن ثم زيادة الدخل وتحقيق الحياة الكريمة والامن والاستقرار لجميع ابناء الوطن.
ماادري ليش احب سلطنة عمان ......! صدق الحب من الله