[frame="1 10"]الأسئلة الراكدة هو عنوان لمقال قرأته اليوم في صفحة الرأي - جريدةاليوم - للكاتب محمد العلي وأعجبت كثيرا بالتعليق الوحيد على المقال من أحد القراء الذي رمز لاسمه : 1 alyoum [/frame]
[frame="5 50"]تعليقات القراء
1. بقلم: alyoum 2009-01-26 08:53:23
منذ بداية وعيي للحياة لم أتلق سوى الإجابات الراكدة لتعقبها أسئلة راكدة من نفس المصدر الذي أجابني..
فلا أزال بعد تلك السنين أحمل ملفاً أخضراً لم تكتمل أوراقه المطلوبة فكلما أحقق طلباً يظهر آخر تتقدمه أسئلة راكدة يغمرها الطين.
أيقنت بعدها إنني بكياني (مجموعة أوراق) لا تكتمل ولا تنتهي إلا بآخر ورقة تحمل شهادة الوفاة... لكي يستمر شخص آخر يطلبها من أبنائي الذين سلكوا الدرب بعدي.[/frame]
[frame="3 60"]اليوم الإلكتروني
www.alyaum.com
الأثنين 1430-01-29هـ الموافق 2009-01-26م العدد 13009 السنة الأربعون
________________________________________
الرأي
محمد العلي
الأسئلة الراكدة
محمد العلي
السؤال يوصف بالركود حين لا يلقى جوابا صحيحا أو جوابا مقنعا حتى لو لم يكن صحيحا - أحيانا - أو حين تتعدد الإجابة عليه.. فيكون حينئذ مفترقا، بل منزلقا لوجهات نظر مختلفة، قد تصل إلى مستوى التناحر.. فيصبح السؤال في قبضة التشتت والضياع.
السؤال وقوف على باب المجهول، والجواب هو الذي يفتح له الأبواب.. وحين تتعدد الأبواب يمكن أن تكون موصلة إلى حقيقة ما، ويمكن أن تكون أبوابا خيالية ليس لها واقع.. وهنا يدخل الفرد أو المجتمع الذي تفرز ظروفه السؤال في متاهة لا يخرج منها إلا بنقل الجبال.
لا يمكن أن تخلو مرحلة من مراحل التاريخ في أي مجتمع وفي أي زمان ومكان.. من إفراز أسئلة تحتمها ظروفه الحياتية.. وهذه الأسئلة هي التي تميز المرحلة عن سابقاتها حتى القطيعة المعرفية.. وبهذه الأسئلة يكون المجتمع مدركا لخصوصية ظروفه التاريخية.. أما حين يعيد المجتمع أسئلة ظروف أخرى.. فمعنى هذا أن مرحلة هذا المجتمع مصابة بالعقم المعرفي.
السؤال الراكد ليس هو فقط الذي لم يتلق جوابا صحيحا أو مقنعا.. بل إلى جانب ذلك السؤال الذي يجاب عليه يقين.. فيكون هذا اليقن سدا لأي جواب آخر يمكن أن يتولد من الجواب الذي قبله ويكون أكثر نضجا وأقرب إلى الحقيقة... ويكون كذلك سدا أمام تناسل السؤال نفسه.. وهنا تقف المعرفة مشلولة، القدمين، لأن الأسئلة عندما تصاب بالعقم تتساوى جميع المراحل وينعدم الفرق بين الآن وبين عهد كونفشيوس.
هل أسئلتنا منذ القرن التاسع عشر.. بل منذ القرن الثاني والثالث والرابع الهجرية حتى الآن يمكن وصفها بالركود وهل هناك مبرر لهذا الوصف؟
قبل الإجابة على هذا السؤال لابد من الإجابة على سؤال آخر تفرزه ظروفنا التاريخية وهو: ما هي معوقات الجواب الصحيح على أسئلة المرحلة مع غض النظر عن معوقات المراحل السابقة.. لأنها مختلفة بالضرورة.. وإن كانت النتائج واحدة.
أعزو معوقات الجواب الصحيح أو الأقرب إلى الصحة أعزوه إلى التخلف كل صوره وأشكاله من نقص المعرفة والخوف الاجتماعي والسياسي وشراسة التقسيمات المذهبية والقبلية.. الأمر الذي يجعلنا نكرر ما قاله بصورة ممضة الشاعر خليل حاوي:
«بيني وبين الباب أقلام ومحبرة
صدى متأفف
كوم من الورق العتيق
هم العبور
وخطوة أو خطوتان
إلى يقين الباب ثم إلى الطريق»
المجتمعات المتقدمة يمر فيها السؤال مسرعا تاركا المجال لسؤال آخر أكثر شبابا منه.. ذلك لأن المجيب لا يخاف سيفا مصلتا على عنقه.. إنه يتمتع بالحرية.. ولذا فإن تكامل المعرفة في تلك المجتمعات لا يتوقف عند حد.
mali@alyaum.com[/frame]