الحمد لله والصلاة على رسول الله
لا زلنا أيها الإخوة مع موضوعنا السابق نكمله مستعينين بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل:
أنقل لكم اليوم أقوال للعلامة ابن باز – رحمه الله - حول هذه المسألة فأقول :
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله -: في مجموع فتاوى ابن باز - (8 / 237)
س6 : يتساءل كثير من شباب الإسلام عن حكم الانتماء للجماعات الإسلامية , والالتزام بمنهج جماعة معينة دون سواها؟ .
ج6 : الواجب على كل إنسان أن يلتزم بالحق , قال الله عز وجل , وقال رسوله صلى الله عليه وسلم , وألا يلتزم بمنهج أي جماعة لا إخوان مسلمين ولا أنصار سنة ولا غيرهم , ولكن يلتزم بالحق , وإذا انتسب إلى أنصار السنة وساعدهم في الحق , أو إلى الإخوان المسلمين ووافقهم على الحق من دون غلو ولا تفريط فلا بأس , أما أن يلزم قولهم ولا يحيد عنه فهذا لا يجوز , وعليه أن يدور مع الحق حيث دار , إن كان الحق مع الإخوان المسلمين أخذ به , وإن كان مع أنصار السنة أخذ به , وإن كان مع غيرهم أخذ به , يدور مع الحق , يعين الجماعات الأخرى في الحق , ولكن لا يلتزم بمذهب معين لا يحيد عنه ولو كان باطلا , ولو كان غلطا , فهذا منكر , وهذا لا يجوز , ولكن مع الجماعة في كل حق , وليس معهم فيما أخطئوا فيه .
وجاء في مجموع فتاوى ابن باز - (8 / 182-183)
الذي يدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس من الفرق الضالة , بل هو من الفرق الناجية المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم : « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة . قيل : ومن هي يا رسول الله؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي » (1) . وفي لفظ : " هي الجماعة " .
والمعنى : أن الفرقة الناجية : هي الجماعة المستقيمة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ؛ من توحيد الله , وطاعة أوامره وترك نواهيه , والاستقامة على ذلك قولا وعملا وعقيدة , هم أهل الحق وهم دعاة الهدى ولو تفرقوا في البلاد , يكون منهم في الجزيرة العربية , ويكون منهم في الشام , ويكون منهم في أمريكا , ويكون منهم في مصر , ويكون منهم في دول أفريقيا , ويكون منهم في آسيا , فهم جماعات كثيرة يعرفون بعقيدتهم وأعمالهم , فإذا كانوا على طريقة التوحيد والإيمان بالله ورسوله , والاستقامة على دين الله الذي جاء به الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم أهل السنة والجماعة ، وإن كانوا في جهات كثيرة , ولكن في آخر الزمان يقلون جدا .
فالحاصل : أن الضابط هو استقامتهم على الحق , فإذا وجد إنسان أو جماعة تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وتدعو إلى توحيد الله واتباع شريعته فهؤلاء هم الجماعة , وهم من الفرقة الناجية , وأما من دعا إلى غير كتاب الله , أو إلى غير سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا ليس من الجماعة , بل من الفرق الضالة الهالكة , وإنما الفرقة الناجية : دعاة الكتاب والسنة , وإن كانت منهم جماعة هنا وجماعة هناك ما دام الهدف والعقيدة واحدة , فلا يضر كون هذه تسمى : أنصار السنة , وهذه تسمى : الإخوان المسلمين , وهده تسمى : كذا , المهم عقيدتهم وعملهم , فإذا استقاموا على الحق وعلى توحيد الله والإخلاص له واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وعقيدة فالأسماء لا تضرهم , لكن عليهم أن يتقوا الله , وأن يصدقوا في ذلك , وإذا تسمى بعضهم بـ : أنصار السنة , وتسمى بعضهم بـ : السلفيين , أو بالإخوان المسلمين , أو تسمى بعضهم بـ : جماعة كذا , لا يضر إذا جاء الصدق , واستقاموا على الحق باتباع كتاب الله والسنة وتحكيمهما والاستقامة عليهما عقيدة وقولا وعملا , وإذا أخطأت الجماعة في شيء فالواجب على أهل العلم تنبيهها وإرشادها إلى الحق إذا اتضح دليله .
والمقصود : أنه لا بد أن نتعاون على البر والتقوى , وأن نعالج مشاكلنا بالعلم والحكمة والأسلوب الحسن , فمن أخطأ في شيء من هذه الجماعات أو غيرهم مما يتعلق بالعقيدة , أو بما أوجب الله , أو ما حرم الله ، نبهوا بالأدلة الشرعية بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن , حتى ينصاعوا إلى الحق , وحتى يقبلوه , وحتى لا ينفروا منه , هذا هو الواجب على أهل الإسلام أن يتعاونوا على البر والتقوى , وأن يتناصحوا فيما بينهم , وأن لا يتخاذلوا فيطمع فيهم العدو .
نكتفي بذلك وللحديث بقة .
أخوكم/MUSLM.1431@gmail.com