السيارة ليس لها عمر ، تنتهي أو تتقادم ببلوغه .
هي مجموعة من الآلات والأجهزة الصماء ، أكثرها لا يلعب تاريخ صنعها أي دور يُذكر في القياس على حالتها وأدائها .
لكن هذه الآلة ( السيارة ) تحوي عدداً ضئيلاً من القطع التي ينتهي دورها بانتهاء عدد من آلاف الكيلومترات التي قطعتها السيارة .
وهنا يأتي دور مالك السيارة لفعل ما هو متوجب عليه تجاه هذه القطع ، ليقوم بتبديلها بانتهاء عمرها ، كما هو موضح في تعليمات الصانعين الذين أنتجوا له هذه السيارة وتلك القطع .
مما يؤسف له أن بعض ملاك السيارات لا يهتم بتغيير تلك القطع إلا عندما يحدث معه عطل ما ، ثم يشير إليه المهندس بتغييرها .
ولو أن أمر التريث في تغيير القطع الاستهلاكية وقف عند تلفها وحدها ، لما كان في ذلك مشكلة .
لكن هذه القطع عندما تتلف نهائياً تتسبب في تلف قطع أخرى ، ما كان لها أن تتلف لو التزم المالك بتغيير القطع الاستهلاكية في وقتها وفق تعليمات الصانعين .
خذ مثلاً :
فلتر البنزين :
هذه القطعة رخيصة الثمن في جميع أنواع السيارات ، وتعليمات الصانعين توصي بتغييرها بعد قطع مسافة تتراوح بين ( 20 - 40) ألف كيلومتر ( حسب السيارة وتعليمات صانعيها ) .
وهذا الفلتر يلعب دوراً أساسيا ومهما في أداء السيارة ، إذ يمر عليه الوقود قبل ذهابه إلى المحرك .
وانسداده جزئياً أو كلياً يؤثر على حجم كمية الوقود الصادرة إلى المحرك ، ومن ثم حجم الكمية المطلوبة للاحتراق المطلوب .
كما أن انسداده كلياً أو جزئياً يتسبب في تلف مضخمة الوقود (طرمبة البنزين) التي تضخ إليه الوقود دون أن يقوم بتصريفه بسرعة ومرونة ، مما يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الطرمبة بسبب عدم تفريغ طاقتها من السحب ، ومن ثم تلفها .
مثال آخر :
ماء التبريد :
يلجأ كثير من ملاك السيارات إلى زيادة ما ينقص من ماء الرديتر بإضافة ماء المنازل أو ماء الشرب ( وهو ماء غير مقطر ) فيه نسبة كبيرة من الأملاح .
وتعليمات الصانعين تشدد على أن الزيادة يجب أن تكون من ماء مقطر مع خليط من ماء التبريد المركز .
ولمعرفة تأثير الماء المالح على الراديتر ما عليك سوى تذكر ما يفعله هذه الماء بالمكيفات الصحراوية !! .
فإذا قمت بإضافة الماء المالح لا تلومن إلا نفسك عند أي عطل يتعرض له خزان الماء ( الراديتر ) أو ارتفاع درجة الحرارة .
كذلك الماء ( المقطر وماء التبريد المركز ) لم يصنع ليبقى مدى الحياة ! ، يجب تغييره عند حد أقصى 100 ألف كيلومتر .
أيضاَ : فلتر الترانسميشن ( الجير الأوتوماتيك ) :
لن يبقى يعمل في تصفية الشوائب إلى الأبد ! ويجب تغييره بمتوسط سير يبلغ (40) ألف كيلومتر .
أيضاً :
سير ( التايمن ) التوقيت :
وهو سير يربط بين ترس المحرك (الكرنك) وترس الجير بوكس .
السياراة القديمة والقليل جداً من السيارات الجديدة سير التايمن فيها ( حديد ) ولا يحتاج إلى تغيير .
أما السيارة الحديثة فقد اعتمدت السير البلاستيكي داخل المحرك ، ويجب تغييره بعد مسافة ( 60) ألف كيلومتر .
وهذا السير إذا تقادم يتعرض لخطر القطع ، كما أن حالته المتأخرة تضعف من عزم السيارة .
أيضاً :
شمعات الإشعال ( البواجي ) :
ولها مفعول سحري كبير في نسبة الاحتراق في المحرك ، والاستفادة القصوى من كل قطرة وقود ، ولا يخفى ما لهذا من تأثير على عزم المحرك وطاقته .
وحدها الأقصى المتوسط في جميع السيارات يتراوح ما بين ( 30 - 40 ) ألف كيلومتر .
أيضاً :
كثير من الملاك لا يعرف أن زيت الفرامل وزيت الدريكسون ، يتطلب تغييراً ، وتجده يبقي عليهما رغم مرور سنوات طويلة عليهما !! .
ورغم أن هذين النوعين من الزيوت طويلة العمر ، إلا أن بقاءها إلى أكثر من سنتين أو 50 ألف كيلومتر يقلل من خواصها التي صنعت من أجله .
أيضاً :
حالة الإطارات :
يجب الالتزام بالضغط الموصى به من قبل الصانعين ، وهو غالباً يتراوح ما بين 33 - 35 psi ويجب أن يكون قياس الضغط والكفرات باردة ، كما يجب التأكد من سلامة مقياس الضغط ، لأن كثيراً منها غير دقيق ويعطي قراءة خاطئة .
كما يجب عيار الضغط كل أسبوعين تقريباً ، لأن الضغط ينخفض مع مرور الوقت .
أيضاً :
الوصلات البلاستيكية في نظام التعليق (المقصات) ، يجب تفحصها جيداً عند أي فرصة تسنح ، لتفقد حالتها وملاحظة أي اهتراء بها ، ومن ثم تغيييرها ..
هذه الوصلات لها مفعول سحري في مرونة السيارة وراحتها للركاب ، وتلفها ولو جزئياً يؤثر في توازن السيارة وفي امتصاصها المطبات الصغيرة .
الالتزام بالنصائح أعلاه ، وتغيير تلك القطع في وقتها المحدد من الصانعين ، لن يكلف مالك السيارة سوى بعض مئات من الدراهم أو الريالات ، رغم مفعولها السحري لإبقاء حالة السيارة جديدة دائماً ، وستوفر عليه آلاف الدراهم أو الريالات فيما لو أنه أبقاها بعد انتهاء عمرها نهائياً .
منقول لاجل سلامتك
احترامي