إن طريق النجاح ملئ بالعقبات و من طبع البشر الخطأ
و الناجح هو الذي يستفيد من أخطاءه و يتخذها سلما للارتقاء و الصعود
و بداية الطريق الصحيح هو أن يعرف الشخص انه أخطأ ثم تكون لديه الجرأة على الاعتراف بالخطأ ثم أن تكون لديه رغبة و إرادة حقيقية في النجاح و تلافي الأخطاء
و الفاشل و الظالم لنفسه هو من يكابر و لا يعترف بفشله و أخطاءه و لا يراجع نفسه و نهجه و الأظلم و الأطغى منه هو من يرمي بفشله على الآخرين
و هذا ينطبق على الأفراد و الجماعات و الأنظمة
و أخص بالذكر هنا بعض الأنظمة العلمانية الثورية العسكرية الفاشلة فقد مضى على سيرها في الطريق الخاطئ أكثر من خمسين عاما و هي تنتقل من فشل إلى فشل اكبر منه و رغم ذلك فلا تريد أن تراجع نفسها و لا أن تعيد حساباتها في نهجها الخاطئ بل تكابر و تغالي في الظلم و الطغيان فتلقي باللوم في فشلها على أشقائها
و تجد تناقض عجيب في تبرير فشلها هذا
فهي تتبجح بالقوة و تصف دول الخليج و خاصة السعودية بالدول الضعيفة الخانعة و ما إلى ذلك من الأوصاف
و بالمقابل تلقي بسبب فشلها على دول الخليج فيتم نقل الصورة و كأن أمريكا و إسرائيل يأتمرون بأمر دول الخليج و خاصة السعودية فالذي تريده دول الخليج تنفذه أمريكا و إسرائيل
ففي هذا تناقض عجيب فتارة يصفون دول الخليج بالضعف و الاستكانة و تارة يتهمونها بتحريك أقوى قوة في العالم في الاتجاه الذي يريدون
و السؤال الذي يطرح نفسه
ما هذه القوة التي يتبجحون بها إذا كانت دول الخليج الضعيفة –على حد وصفهم- قادرة على إفشالهم ؟؟؟
و إذا كان لدى دول الخليج من القوة ما يستطيعون بها تحريك أمريكا و إسرائيل على العدوان على بلد ما أو منعهم من العدوان على بلد ما فلماذا لا يحركونهما في الاتجاه الايجابي من اجل صنع أمجاد شخصية فمن طبع البشر أنهم يحبون أن يصنعوا لأنفسهم أمجاد يخلدهم التاريخ بها و خاصة بن الجزيرة العربية ؟؟؟
و هل أمريكا و إسرائيل من السذاجة ما يمكن تحريكهم من قبل دول نامية ؟؟؟
فهذا هو أسلوب الأنظمة و التنظيمات الفاشلة ترمي بفشلها على الآخرين ظلماً و عدواناً و بتناقض عجيب والأعجب منه هو هؤلاء الذين يصفقون لها و خاصة المفكرين و الكتاب منهم.