مجرد دخولك الموضوع تكون بدأت بإذن الله تقترب من الله عزوجل ... فالتوجه لله ولو بخطوة واحدة موعود باقتراب من الله عزوجل منك أكثر وأكثر .. فابشر أخي الحبيب وابشري أختي الحبيبة بهذا القُرب ، وما أسهل أن نكون قريبين من الله .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن رب العزة سبحانه وتعالى: "يا ابن آدم، إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم، وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا، وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا، وإن أتيتني تمشي أتيت إليك أهرول" (رواه أحمد).
أن تكون قريباً من الله عزوجل معناه أنك تعيش - حقيقة - في حماية وكنف باريء الأرض والسماوات فلا تخشى من شيء ، ولا يستطيع كائنا من كان على وجه الأرض أو في السماء أن يروّعك دقيقة واحدة من عمرك ...
شعور رائع وجميل وعظيــــــــــــــــــــــــــــــــم أن تكون في معية الله وحمايته ، ومن كان له قلب أوذرة من عقل يجب أن لايفرِّط في هذه المعيَّة أو القرب من الإله الواحد الأحد ، العظيم الصمد .
إذاً دعونا نبدأ متعاونين مع بعضنا البعض في وضع الخطوات التي تقربنا من ربنا العظيم وتجعلنا نعيش في كنفه ورعايته ومعيته عزوجل ، وهذه بداية متواضعة مني لعل وعسى تتلوها إضافات وفتوحات ربانية يضيفها الواحد منّا تلو الآخر ... ولا يحقرَّن أحدا شيئاً مهما كان صغيرا .. فقد يكون عند الله كبيراً وعظيماً :
الخطوة الأولى : كثرة السجــــــــــــــــــود وإطالته والخشوع فيه :
قال عليه الصلاة والسلام: " وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن ـ أي حريُ وجدير ـ أن يستجاب لكم " ( رواه مسلم )
وقال صلى الله عليه وسلّم: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء فيه "( رواه مسلم )
أقرب مايكون العبد إلى الله عزوجل وهو ساجد ، كيف لا ..؟؟ ، وأنا عندما أسجد أضع جبهتي وأنفي .. بل وكل خليّة من رأسي وجسدي في وضع الإستسلام والخنوع لرب العباد ، الواحد الأحد ، الفرد الصمد ..
كيف لا أخشع ..؟؟؟ ، وكيف لا أتلذذ بهذا السجـــــــــــــــــــود وأنا أتصوّر أنني في سجودي ماكث تحت عرش الرحمن الرحيم الأعلــــــــــــى .. الأعلــــــــــــــــــى فعلاً في كل شيء ، في ذاته ، وفي أسمائه و صفاته ..؟؟؟
دعونا نجرب كيف نعطي للسجـــــــــــــــــــود قيمة حقيقية في صلاتنا بإطالته والخشوع في كل كلمة نرددها فيه : سبحان ربي الأعلـــــــــــــــــــــــى وبحمده ، سبحان ربي العظيـــــــــــــــــــــم .. دعونا نجعل كل سجــــــــدة في صلواتنا خلوة بيننا وبين الله عزوجل نناجيه ونتوسل إليه .. نطلبه ونستجديه فهو مع عظمته وجلاله يُحب أن يلجأ إليه عباده وأن يُلِحُّوا عليه بالدعاء ..
ووالله الذي لا إله إلاّ هو لو إعتنى الواحد منّا بسجــــــوده فقط لوجد إختلافا كبيرا في حياته وقرباً لرب العباد لا يصل إليه أحد . ولوجد طاقة عظيمة تمدُّه في يومه وليلته لاتخذله مادام مواصلا ومتابعاً لها ..
.................................................