الكعبة المشرفة
الكعبة الشريفة، هذا المعمار المكعب، أثار ويثير خيال قطاع ضخم من البشر عبر التاريخ الإنساني.
في اللغة الفرنسية هناك مثل يشير إلي كثرة تجوال الإنسان حول العالم، يقول المثل: «هذا الإنسان جال الأركان الأربعة للعالم». وكنت دائماً أسرح في المقارنة بين تلك الأركان الأربعة وبين العالم شبه الكروي أو البيضاوي.
و حين بدأت أقرأ عن الكعبة، استرعي انتباهي أن هذا المعمار مكعب الشكل، له أركان أربعة. وتذكرت المثل الفرنسي، فجاء إلي ذهني أن من يزور الكعبة كأنه زار العالم، والأركان الأربعة المحيطة بهذا العالم.
يمتد تاريخ هذا المكان منذ سيدنا آدم عليه السلام مروراً بالأنبياء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
تم بناء الكعبة مرات عديدة خلال التاريخ الممتد. هناك دراسات تشير إلي تراوح عدد المرات ما بين 5 و12 مرة. ولا ننسي أنه تم تدمير هذا البيت الشريف مرات ومرات بعد رحيل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم خلال الخلافة الإسلامية.
تتعدد أسماء الكعبة، فيطلق عليها تارة البيت العتيق وتارة أخري البيت الحرام ويقال أيضاً بوجود معني مضاف لاسم الكعبة وهو المكان العالي.
وأود مشاركة القارئ العزيز في بعض المعلومات العلمية المتعلقة بالكعبة الشريفة التي نشرت في أبحاث عن وكالة ناسا للأبحاث الفضائية الأمريكية، بالإضافة إلي ما أشار إليه الدكتور عبد الباسط السيد بالمركز القومي للبحوث، تعليقًا علي معلومات وكالة ناسا.
فقد نشرت وكالة ناسا معلومات مثيرة علي موقعها الإلكتروني لمدة 21 يوماً فقط قبل رفعها من الموقع. وتشير وكالة ناسا إلي اكتشاف انبعاث إشعاعي يخرج من الأرض، وحين كبروا الصور الملتقطة، وجدوا أن هذا الانبعاث الإشعاعي إنما يخرج من مدينة مكة، وللدقة فإنه يخرج من الكعبة. وعندما استمروا في التقاط الصور، اكتشفوا استمرارية لهذا الاشعاع ليس له منتهي. كما أوضحت الصور الملتقطة من كوكب المريخ استمرار سير هذا الشعاع. واعتماداً علي شرح الدكتور عبد الباسط، فإن هذا الشعاع ذات خاصية محددة ومستمرة فهو قصير الموجة يخترق كوكب المريخ إلي أبعد من ذلك. وهناك من العلماء الذين يعتقدون باستمرارية هذا الإشعاع وتواصله بين البيت العتيق والبيت المعمور، وذلك اعتماداً علي تلك المؤشرات العلمية التي تتحدث عن الخاصية الممتدة لهذا الإشعاع.
يلقي الدكتور عبد الباسط مزيداً من الضوء حول الكعبة، مشيرًا إلي أن تلك المنطقة هي منطقة الزوال المغناطيسي، حيث يقل بها تأثير الجاذبية الأرضية. مما يعني علميا استزادة من يدور حول الكعبة بحجم كبير من الطاقة المتجددة.
أما عن الحجر الأسود، فبحسب إشارات الدكتور عبد الباسط، فهناك دراسات علمية تشير إلي أن الحجر الأسود من أقدم الأحجار في العالم وأنهي لم يأت من صخور مجموعتنا الشمسية.
ظلت الكعبة رمزاً للعبادة الإنسانية عبر العصور ورمزًا لكسر كل أشكال الأصنام والعبودية والتحرر، تحرر الذهن والنفس. فحين يقول المرء «لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله»، فإنه يخضع لله وحده، لا لأي إنسان كائن ما كان. هناك من البشر الذين وجدوا في طريق كل منا ليمدوا لنا أيديهم ويعطونا من خبراتهم دون صكوك غفران. فـ«لله العزة» جميعاً.
كل عام وأنتم بخير ورمضان شهر فرج ورحمة. أعاده الله علينا جميعًا باليمن والبركات
منقول من جريدة الدستور المصرية