تنتشر ظاهرة التشجيع الرياضي النسائي ومتابعة المباريات الرياضية بين الاندية والانتماء لناد معين واعطائه الولاء واظهار التشجيع علنا بين الكثير من سيدات المجتمع وفتياته فهل يعتبر هذا التشجيع ظاهرة صحية ام انه لا يليق بالمرأة? وهل التشجيع النسائي يولد الخلافات في المنزل? حول التشجيع ومدى تمسك المرأة به كان لنا هذا التحقيق مع بعض المهتمات بهذا الجانب.
التشجيع مرونة
الاخصائية الاجتماعية منال صالح تقول التشجيع الرياضي ظاهرة صحية ان انبثق من مرونة وتقبل للنتائج وعدم تعصب لأن التعصب الرياضي وخاصة من قبل بعض النساء والفتيات يعتبر غير محمود لما يحدثه من مشكلات معينة تصل لمرحلة المشاجرات, فالامر يحتاج لانتماء راق لا يخرج عن نطاق المعقول, اما ما يحدث بين الصديقات بعد نهاية المباريات من نقاشات حادة وتحاليل رياضية بينهن غير منطقية نابعة من آراء شخصية بعيدة عن تحيكم العقل فلا نحبذه وهذه المشكلات قد تحدث داخل البيت الواحد اذا اختلفت الميول لاندية متعددة فتنعدم الروح الرياضية الداعية الى التسامح والتقارب ومن المؤسف ان هذا الداء وهو التعصب مقترن بالرجال وكذلك النساء.
خلافات التشجيع
الاستاذة سلوى الظاهر تبدي رأيها حول التشجيع قائلة: كثيرا ما نسمع عن حدوث خلافات ومشاجرات زوجية بسبب اختلاف الانتماء فالزوجة تشجع ناديا مغايرا لما يشجعه الزوج وهذا قمة اللا وعي لأن الميل الى تشجيع ناد معين شيء طبيعي كالهوايات المتفاوتة بين الاشخاص ويمكن للمشجع او المشجعة دعم النادي ومشاهدة مبارياته والاطلاع ومتابعة ما يكتب عبر الصحف وما يتم تحليله عبر القنوات ليتم التعرف عن اخبار لعبة كرة القدم وما يقدم خلال المباريات فهذا ليس عيبا بل هو نوع من الولاء لناد معين واختلاف اتجاه التشجيع بين افراد الاسرة ظاهرة مألوفة ومقبولة, إلا ان غير المقبول هو المبالغة من بعض السيدات التي تصل الى حد الخصام والحدة في التعامل مع من حولها والتشبث بوضع الشعارات الملونة قبل المباريات وبعدها وخاصة عند الفوز ووضع الاوسمة فهذا السلوك اعتقد انه لا يتناسب مع النساء بل يتناسب مع الابناء الذكور الذين ينتمون بشكل اوسع وبصورة اكبر للرياضة ويميلون للاعبين بأنفسهم ويعتبرونهم قدوة لهم.
لا للتعصب
* الدكتورة نهاد حسين اخصائية نفسية تقول الانتماء المعقول العقلاني يعتبر امرا طبيعيا سواء كان انتماء نسائيا ام رجاليا اما اذا تجاوز الحد فيصل لمرحلة التعصب اي مرحلة عدم تقبل الحوار او المناقشة واغلاق جميع الابواب في وجه الآراء المتعددة هنا يجب الوقوف في وجه هذا التعصب بالنصح والارشاد لتسير الامور بمرونة وهذا هو المطلب, اما الحالات النفسية من توتر وشد اعصاب قبل المباريات وكذلك الحزن والغضب عند هزيمة النادي الذي يتم تشجيعه وكذلك الاكتئاب والمبالغة في الفرحة لدرجة تجعل الشخص يتصرف دون حساب كلها انطباعات بحاجة لضبط ولتحكيم للعقل حتى لا يدخل المشجع في انفاق مظلمة من المشاحنات والخلافات, وافضل تشجيع وخاصة بالنسبة للمرأة هو تشجيع المنتخب لانه انتماء وطني معروف ومرغوب فيه من قبل الجميع لأنه يمثل الوطن في المحافل الدولية ويرسم لوحة وطنية تحتاج لمزيد من الدعم والتشجيع الذي يعد ذا نكهة خاصة فالوطنية تعني الانتماء لكل ما هو وطني فهنا التشجيع الاكثر وقعا والاقرب لنفس المرأة التي تشجع بكل اخلاص وتفانٍ, وهنا تنبع الدعوات الصادقة بانتصاره لأنه انتصار للوطن, وهذا التشجيع سيكون موحدا من قبل جميع افراد المجتمع بعيدا عن اختلاف اتجاهات التشجيع في الاندية وما قد يحدثه من مشكلات وخلافات اسرية وصلت في بعض الحالات الى حد الضرب او الطلاق او التفكك والشتائم لاختلاف الانتماءات, ووكذلك تشجيع المنتخب يجب ان يتم في نطاق العقلانية كذلك والفرح عند فوزه تسير بكل ثقة وتفاعل بعيدا عن التزمت والتعصب كذلك لأن المرونة هي الاساس في جميع تصرفاتنا وهنا يكمن دور الوالدين في اهمية توعية الابناء بأهمية التروي والاخذ في الاعتبار ان التشجيع الرياضي ينبع من حضارة النفس وقدرتها على التحكم في مجريات الامور, ودفعهم الى المزيد من التزود بما يجعلهم متفهمين للآراء والمناقشات المتعددة, وهذا لا يعني طمس هويتهم بل اعطائهم حرية التعبير عن فرحتهم وتشجيعهم للاندية وللمنتخب في حدود لا تتعدى المعقول.