الترجمة الإيرانية لخطاب مرسي تشطب الخلفاء الراشدين وتستبدل بسورية «البحرين»!!
سبق- متابعة: وقع التلفزيون الايراني في فضيحة كبرى بارتكابه تزويراً كبيراً بكلمة الرئيس المصري محمد مرسي، إذ إن مضمون الخطاب الذي ألقاه في قمة عدم الانحياز في طهران، أمس، شكّل صدمة صاعقة على أكثر من مستوى، فقد تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن تلاعب هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (الرسمية) في الترجمة الفارسية الفورية لخطاب الرئيس المصري محمد مرسي في المؤتمر، وذلك خلال بث ترجمة خطابه بواسطة القناة الأولى باللغة الفارسية ليتطابق مع مفردات خطاب النظام الايراني.
وقالت صحيفة "الوطن" الكويتية، اليوم الجمعة، إن الترجمة الفارسية أدخلت إلى النص اسم البحرين ضمن حديث مرسي عن ثورات الربيع العربي، وحذفت الخلفاء الراشدين من الخطاب الأصلي الذي تضمن أبوبكر وعمر وعثمان وعليّ.
كما أكدت وسائل إعلام إيرانية تحريف خطاب كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز حول الأزمة السورية.
وعبّر الناشط الإعلامي الإيراني أميد مقدم في مقابلة له مع "العربية. نت"، عن استغرابه من هذا الأسلوب الذي وصفه بالتزوير المتعمد والفجّ والساذج.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية تقارير متطابقة تؤكّد تحريف خطاب الرئيس المصري من خلال إقحام عبارات لم يتطرق اليها مرسي، وحذف بعض كلامه عن سورية من قِبل المترجم الذي كان يترجم خطابه للقناة الأولى الإيرانية.
وكتب موقع «دجربان» المختص بشؤون وسائل الاعلام المحافظة الإيرانية بهذا الخصوص قائلاً: "قام مترجم الاذاعة والتلفزيون وفي إجراءٍ غير مسبوق بتحريف قسمٍ من خطاب الرئيس المصري، حيث امتنع عن ترجمة هجوم مرسي الحاد على نظام بشار الأسد".
ونشرت بعض وسائل الإعلام الإيرانية التي تتبنى التوجه الرسمي الايراني الخطاب المحرّف للرئيس المصري، حيث تعمد موقعا «جهان نيوز» و«عصر إيران» إبراز مقتطفات من كلمة مرسي دون ذكر الأهم فيها وهو ما يتعلق بموقفه من الوضع في سورية.
وذهب موقع «جهان نيوز» الأصولي المحافظ أبعد من ذلك فنعت مرسي بالرئيس الناشئ، ووصف حديثه عن سورية بالغريب وغير الناضج، واصفاً موقفه «بالمتشدد وغير المنطقي تجاه سورية».
وقال أميد مقدم الناشط الاعلامي الايراني إنه سمع ثلاث مرات اسم «البحرين» في الترجمة الفارسية الفورية لخطاب مرسي، والذي تم بثه من القناة الأولى للإذاعة والتلفزيون.
وأضاف «كان المترجم الفارسي مرتبكاً، ما يدل على أنه كان متعمداً إقحام بعض التعبيرات في خطاب مرسي، كما تعمّد استخدام مسمى «الصحوة الاسلامية» بدلاً من «الربيع العربي» التي قالها في الخطاب، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت هناك أوامر من جهات عُليا طلبت منه ذلك، لأنه تزوير واضح على خطاب علني ورسمي لرئيس دولة سمعه العالم مباشرة بلغته العربية دون أن تكون فيه أي من هذا التعبيرات الدخيلة.
وبخصوص إقحام اسم البحرين والذي لم يذكره د. مرسي بتاتاً في خطابه، قال موقع «بازتاب أمروز» إن المترجم غيّر كلمة مرسي عندما استبدل اسم البحرين بسورية، في حين لم يشر مرسي إلى البحرين إطلاقاً.
وكان د. مرسي قد ذكر في خطابه الثورات العربية في كل من تونس وليبيا ومصر وسورية، واستبدل المترجم الايراني بسورية البحرين.
ويرى موقع «بازتاب أمروز» أن السلطات كانت تتوقع مثل هذا الخطاب للرئيس المصري، فحاولت ترجمته للرأي العام الايراني بالطريقة التي تراها مناسبة.
وفسّر ذلك متهكماً بأن السلطات الإيرانية استطاعت أن تحل معضلة ما تناوله مرسي بتقنية الترجمة.
ووصف موقع «تابوشكني» الناطق بالفارسية تحريف خطاب الرئيس المصري بالإجراء السخيف، مضيفاً: "لقد استهل محمد مرسي كلامه بالصلاة والسلام على الرسول وآله وصحبه والخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، لكن المترجم امتنع بصورة مرتبكة عن ذكر أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة في الترجمة الفارسية التي كانت تبث مباشرة عبر القناة الأولى للتلفزيون الرسمي الايراني".
وبينما انتقد مرسي النظام السوري ووصفه بالظالم، قال المترجم الايراني على لسان مرسي: "هناك أزمة في سورية وعلينا جميعاً أن ندعم النظام الحاكم في سورية، وينبغي أن تستأنف الاصلاحات في سورية ومنع أي تدخل أجنبي. هذا هو موقفنا".
وكان الرئيس المصري محمد مرسي، قد أعلن دعم بلاده لكفاح الشعب السوري المناضل لنيل حريته وتوصله إلى نظام ديموقراطي يعكس رغبة الشعب، وتضامنها معه ضد النظام القمعي الذي فقد شرعيته. واتهم مرسي طهران صراحة بدعم النظام السوري الظالم.
وقال مرسي في كلمته خلال انعقاد القمة السادسة عشرة لدول عدم الانحياز، التي بدأت أعمالها أمس، في العاصمة الايرانية طهران، إن بلاده مستعدة للتعاون مع كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية لحقن الدماء، مشيراً إلى أن مبادرته التي طرحها في مكة قبل أسبوعين تستهدف إيجاد حل للأزمة في سورية.
وكان مرسي قد بدأ كلمته بالصلاة على رسول الله، وعلى آل بيته، وصحبه، والخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، والتابعين وتابعيهم إلى يوم الدين، مستشهداً بالآية الكريمة {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}.