إلى من فقدتهم لتأسرني برحيلهم العبرات
يارب قد عشت في حماي غريبا
تجرعت الأنين تشردا ونحيبا
عصف القنوط بهيكلي فتحجرت
في مقلتيا عواصفٌ ولهيبا
تكالبا عليّ الخالدان كمّا
ينكب جوعانٌ على الحمل ذيبا
أرنو بطرفي للسماء بحسرةٍ
كطائرٍ مكسور الجناح كئيبا
لا جشع ولم المال يسعدني ولا
زركشات الدور وحضن الحبيبا
ماذا يفيد المرء ثوبا أبيضا
والقلب فيه قاتمٌ وشحيبا
يامن يناقشني بقوة كفه
أنا قوتي بالصبر والتثريبا
إني تجاوزت الشباب ولم أزل
عندي المزيد من القريض عجيبا
يامن تحاول أن تقلل قيمتي
هل تستطع ردّ الشروق مغيبا
لا تعجبوا من شاعرٍ يتفردا
رغم الأسى بالشكر والترحيبا
لا فضل لي إن صفقت راحاتكم
الروض روض والجديب جديبا
بكت علياء بمسمعي حتى متى
الداء يجري مع دماك رهيبا
هلاّ ذهبت إلى الطبيب معالجا
داءً تفاقم أو نظرت خطيبا
ناديت يا علياء ويحك أسمعي
دائي تغرغر لا يشفه طبيبا
أن الدواء بكف من أحببتهم
والمرء يحشر معه كل حبيبا
عبثا أمني الروح لقاء أحبتي
أو ترجع الأرواح بعد المغيبا
لن نلتقي بعد الردى لو نلتقي
ماكان طعم الموت مرّا عصيبا