ـــــــــــــــــــــــــ
أغضبتهـا لست أدري ربما زلقت .... منّـي اللسـان بقول غير محتشـم
وبان من صمتهـا هجري وأنّبنـي ... وخـز الضمير فلـم أهنأ ولـم أنــم ِ
وهبّ قلـبي كالمذعـور مضطربا ... من شدة الحزن بل من شدة الألم ِ
وصـدقته دمـوعـي إذ هـمـت مطـرا... كــماء غــاديـة ســكّابة الــدّيـــم ِ
أحببتهـا مـذ بلغنا سـن ّ سابعة ... نجـري علىالعشب في شوق وفي نهـمِ
ونختـفي خلـف أشجــار لـنا سنحـت ... كثعـلبيـن وراء البـهــم والـغــنمِ
والدهــر أغمض عينيه فلم ُيرنا ... إلا السعادة جلّ الربُّ ذو النعـم
إن الشروق ليوري في عزائمنا ... حب النشاط كخيل مطلق اللـُّـجــم ِ
حـتـى كـبـرنـا وقال الأهل معذرة ... إياك تقـرب منهـا الآن أوتحُـم ِ
ِ
فقلت من ذا سيمنعني ويمنعهـا ... قالوا الحفـاظ فلاتقرب ولاترم
صدمت من قولهم هذا وأرّقني ... ماقال والدهـا من منطق خصم ِ
أخـذت أرقب من بعد تحركهـا ... حبُّ الطفولة يدمي القلب بالسدم ِ
فـلـم أر وجههـــا يومـا ولم ترن ... وصـرت أكـتم عشـقا غـير منكــتم ِ
وصـرت أحيا حياة لاحيـاة بها ... أنـأى بنفسـي فـي صـمت وفـي سـأمِ
وطوّل الهجر فا زددت هوى وجوى... وصرت أشبه بالمجنون ذي الجذم ِ
جمعت أهل الهوى أبغي مشورتهم ؟ ... قالوا الخطوبة قد تشفي من السقم
خـطبتهـا فسعى الواشي بأنّ لنا ... ماض فقلت ودادي غير منصـــرم ِ
إن كان حبّي لها طفـلا يعيبني ... رضـيت بالعيب من رأسي إلى قدمي
هل يفهم الناس أنـّا قد خلقنا معا ...أم قد نسوا ما عليه الخلق من شيم ِ
لكـن والدها أبدى لنا حنقــا ... وسكـّـر الأذن بـعد الأذن بالصـمم ِ
يامـنقذي من أبيها إنه صـلف ... لــو شفـّـه الوجد لم يعذل ولم يلـم
لقد قضاها لغيري وابتلاني بهـا ... مـا قدر الناس أهل الفضل والكرم
مـاحيلــة المـرء والأقـدار فاعـلة ... مـا قدّر الله مـن خـير ومن نقـم
يـاربُّ ستـرا عليها أينمـا رحلت ... واغفــر لوالـدهـا من زلة الــقدم
وامسح هواهـا ولاتبقي له أثرا ... لولا ك ياربّ لم يحمل هواهـا دمي.