[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]أهم مفاتيح الإبداع في مجالات الحياة
مقدمة:
كثيرا ما نسمع عن الإبداع في الحياة، وعن التفكير الإبداعي وما يجنيه الإنسان من وراء ذلك من فوائد جمة. كما سمعنا عن أولائك المبدعون من الذي كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في خدمة البشرية، والنقلة الكبيرة للحضارات على مر السنين. وقد أطلقت على بعضهم ألقابا تتناسب مع ما ابتكره كل منهم وما تميز به وما كان له السبق العلمي الأول، مثل ابن سيرين، وجابر بن حيان، والحسن بن الهيثم، ابن سينا، وابن خلدون، واحمد بن ماجد، وآنشتاين، وأديسون، واستيفن هوكنز، ونوبل وغيرهم الكثير ممن نبغوا في حقول العلم والمعرفة وتميزوا عن غيرهم من البشر، بل ولمعوا بعقولهم من بين لآلاف من النجوم التي انطفأت واندثرت دون أن نرى بصيص علمها.
وهناك سؤال دائما ما يسأل ودائما ما يجاب عنه بجوابين أحدهما يحمل جزءاً من الصحة والآخر نسبة الصحة فيه كبيرة. فالجواب الأول يقول:" هؤلائك لديهم موهبة أنعم الله عليهم بها، ولذا هو تميزوا". والجواب الثاني يقول:" هم صقلوا مواهبهم بالجد والعمل، ولذا هم انتجوا". وهناك جواب يتناقله الناس كحكمة تردد لمجرد الترديد، تقول تلك الحكمة:" الحاجة أم الاختراع".
فمما سبق ذكره يمكننا أن نرى تلك القوالب التي وضعت بها عقول فئة من البشر وأهملت عقول السواد الأعظم من بني آدم. فماذا عن من لم يملك الموهبة؟ وماذا عن من لم تكن له حاجة؟ فهل عقول هؤلاء لا تصلح للإبداع والابتكار؟ أم أن هناك خلل في تركيبة جينات الدماغ، مما يعيقهم عن التفكير والإبداع؟ هل الإبداع مقتصر على الفقراء دون الأغنياء؟ أم هو من حظ المتعلمين دون الأميين؟ أم الحقيقة تكمن في دواع النفس البشرية لاكتشاف ما هو جديد ومفيد؟ أم الأمر يكمن في أن المبدع شخص فاضي وعنده وقت للتفكير، والبقية ليس لديهم وقت لحك رؤوسهم؟
فإذا كان علماء النفس يقولون:" لا يوجد طفل غبي طالما ولد بدماغ سليم" فلماذا يجعل البعض من أنفسهم أغبياء وبلداء؟ وقد قيل عن آنشتاين أنه غبي فأذهل العالم بنظرياته واكتشافاته. وإذا كانت بعض الأبحاث التي أجريت حول دماغ الإنسان تقول :" يولد الإنسان ودماغه قابل للتحدث بأي لغة وأن يؤدي أي مهارة (أي أن الدماغ مادة خامة قابلة للتشكيل)" ونجد البعض يقول:" لا استطيع"، و"لا أقدر" و"هذا صعب علي"؟
فإذا كان الله سبحانه وتعالى يقول:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " (المجادلة:11). والعلم يأتي بالتعلم ومجالسة العلماء والسعي في طلب العلم، فلماذا يطلب البعض أن يكون دون ذلك منزلة، ويرضون بالقليل؟ عجيبة كلمة أدسون تلك التي يقول فيها :" أصعب ما على الإنسان أن تقول له فكر ".
وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد ميز الإنسان عن الحيوان بأن جعل له عقلا يفكر به، ليهديه إلى ما فيه الخير والسداد، ولما فيه منفعة البشرية، فلماذا يتخلى البعض عن تفعيل تلك الميزة فيما ينفع؟ والشيء الغريب في الأمر أن البعض يقول :"أنا أتعب من التفكير"؛ لأنه اتخذ التفكير واجب، وشيء إلزامي ولم يعي بأن التفكير أمر طبيعي وصفة من صفات العقل، قال تعالى: "قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ" (آل عمران:137). فهي دعوة للتفكر والتدبر واتخاذ العبرة والحكمة.
الموضوع:
القارئ العزيز .. كثيرا ما يسألني البعض:" كيف يمكنني أن أطور مهارة الإبداع؟" وعندما أشرح لهم بعض الوسائل لا يعمل بها إلا من رحم ربي. هل تعرف لماذا؟ لأنهم يظنون الأمر "كن فيكون"، يعتقدون أنها حبة دواء سحرية في يوم ليلة تجعل منهم عباقرة العالم، وأسياد الإبداع.
ما أحب أن أقوله لك هو أن على الشخص الراغب في تطوير مهارة الإبداع وصقلها والخروج بنتائج وأفكار أفضل ألا يقيد نفسه ببعض المعتقدات البالية، والأفكار السوداوية، وألا يحجر عقله عن البحث عما هو جديد وغير مألوف طالما فيه خير ونفع. كما عليه البدء بالأمور الآتية كخطوة أولى:
(1) إيجاد الرغبة الصادقة والنية الحقيقية.
(2) القراءة في مجالات الإبداع والابتكار.
(3) النظر والملاحظة.
(4) البحث والتقصي وطرح الأسئلة.
(5) التركيز والتفكير فيما يراه ويلمسه ويتعامل معه.
(6) شغل الفكر في البحث عن الجديد، واستخدام أسئلة مثل :" ماذا لو ....؟" و" وكيف سيبدو إن ....؟" و" وهل هناك ....؟" (ماذا لو بدلنا هذا بذلك؟ وماذا لم لم يكن شكله كذا؟ وكيف سيبدو إن كان مصنوع من ...؟ وهل هناك طريقة أخرى لفعل كذا؟ .....)
(7) الاستمرار والمداومة. فرب ملاحظة اليوم تصبح فكرة بعد مدة.
(8) التدوين التدوين التدوين، فالعقل يستقبل من 30 إلى 60 ألف فكرة في اليوم.
هذا والله الموفق إلى سواء السبيل.
منقول من المدرب عبد اللطيف العزعزي[/grade]