مجتمع
الأربعاء 15/3/2006
ميساء الجردي
(طرق التعامل مع المراهق) هو موضوع الندوة الشهرية الثالثة والثلاثين ضمن سلسلة الندوات التي تقيمها المستشارية الثقافية الإيرانية. وهي قصة تتحدث عن سن المراهقة بطريقة مختلفة,
يرويها المحاضر الدكتورمسلم تسابحجي الأستاذ في علم النفس يقول: بدأت القصة عندما سئل أحد العلماء كيف بدأت خبرتك في موضوع المراهقة? فأجاب: منذ نحو عشرين سنة, كان أولادي بعضهم صغاراً, وبعضهم يقترب من المراهقة, وكنت أحاول السيطرة على الأمور, إلى أن دعيت يوماً لحضور استعراض للحيتان وكان المدرب قادراً على جعل الحيوانات الضخمة تطيعه وتقدم أفضل ما عندها فقلت لنفسي إذا كان هذا المدرب استطاع أن يفعل ذلك مع الحيتان التي لا تعقل, أفليس من الأولى بنا نحن المربين أن نصل إلى مثل ذلك مع أولادنا. ومنذ ذلك الحين قررت التخلي عن بعض الطرق التربوية التقليدية, وأفسحت مكاناً في عقلي لأفكار جديدة تنطلق من حكمة لا إكراه ولا عنف ولا عقوبات. فقط إزالة الخوف حتى يقتنعوا بأننا أهلاً لثقتهم, تماماً كما حدث مع الحيتان.
من خلال مضامين هذه القصة مضافاً إليها عدد من التجارب المستمدة من الواقع أوصلنا الدكتور تسابحجي إلى استراتيجية مثلى للتربية ووضعها ضمن ثلاث خطوات أساسية أولاً: بناء الثقة وهي إزالة الخوف الذي يشكل العلاقة بين الآباء والأبناء, وهي إزالة التحكم والسيطرة فكثيراً ما نسمع شكوى الأهل من عدم قدرتهم على السيطرة على أولادهم. غير مدركين أن هذا الطفل يكبر وينتقل إلى مرحلة الفطام في القرارات, وأن الاستمرار في السيطرة حتى سن المراهقة تؤدي إما إلى التمرد والطيش وأما الخضوع الكامل. والجانب الآخر من بناء الثقة هي أن نلعب مع أولادنا ونحبهم دون أن يقترن حبنا لهم بشروط, ونصادقهم حتى إذا وصلنا معهم إلى سن المراهقة نكون أقرب الأصدقاء لهم.
أما الخطوة الثانية لهذه الاستراتيجية في التركيز على الإيجابيات والسلوكيات الحسنة ونساعدهم مادياً ومعنوياً, لأن استمرار التركيز على السلبيات يدفعهم لمزيد من الكسل أو الإحباط, فلماذا لا نربي أولادنا تربية النسور ونتركهم يحلقون عالياً.
وفي الخطوة الثالثة يضعنا المحاضر أمام أفكار مختلفة عما اعتدنا عليه في مناقشة أخطاء أولادنا. وهي أن نقيس درجة الخطأ إذا كان كبيراً أو صغيراً, وأن نقيس نوعه كان إذا متعمداً أو وراءه هدفاً إيجابياً, وإذا كان الأمر على هذا النحو فعلينا مساعدتهم والبحث معهم عن خيارات أخرى توصله إلى هدفه الإيجابي وعلينا الفصل بين الابن والخطأ, فقد يكون سلوك الابن جيداً إذاً لماذا حدث الخطأ, وهل يمكن اعتبار خطئه فرصة للتعلم.. وعلى كل حال من الجيد أن نتذكر كم تعثرنا حتى مشينا ومن لا يتحرك لا يتعثر.
ويختم المحاضر ندوته بالإجابة عن سؤال طرحه الكثيرون هو ألا يوجد عقوبة أبداً? في الحقيقة هناك عقوبة لأنفسنا إذا فشلنا في التعامل مع أولادنا وعقوبة أخرى مقننة هي أن نعرّف الابن بخطئه ونتركه يختار بنفسه