1. كثيرون أولئك القوم الذين يستطيعون الوصول إلى الحق ولكن القلة القليلة منهم هي التي تستطيع الجهر به والثبات عليه والصبر على الأذى فيه وهؤلاء هم القادرون على تغيير مسيرة التاريخ وتجديد واقع الأمة .
2. لن تنجح دعوة إذا كان رجالها هواة يشتغلون بها وقت فراغهم !! ولن تنجح دعوة إذا كانت نزوة طارئة تغدو وتروح وتتحكم فيها التقلبات النفسية والتغيرات الاجتماعية .. إن الدعوة عند أبنائها المخلصين البررة هي الهم الأكبر والشغل الشاغل وكل ما سواها يجب أن يسخر لخدمتها ويصب في قناتها .
3. إن الإنسان مهما بلغ فساده وطغيانه في المعاصي فإن في قلبه بذرة من خير إذا استطعنا الوصول إليها ثم قمنا باستنباتها ورعايتها أثمرت وأينعت بإذن الله تعالى .
4. يقول عباس محمود العقاد ( كثيراً ما يكون الباطل أهلاً للهزيمة ولكنه لا يجد من هو أهل للانتصار عليه ) .
5. المصارحة في بيان الأخطاء تعني : التناصح وتسديد المعايب بمحبة ورحمة وإشفاق ولا تنعني التفاضح والتراشق بالتهم للتشفي والانتقام وتتبع الهفوات للتقليل من أقدار الناس وإسقاطهم وبين الحالين خيط رفيع لا يحسنه إلا من هداه الله تعالى إلى نور الحكمة وزكاة النفس والإنصاف من الأخلاق النبيلة العزيزة .
6. من الخطأ الجسيم الذي قد يرتكبه بعض الدعاة أن يتغافلوا عن مشكلات جمهور الأمة وأن يهمشوا قضايا رجل الشارع واحتياجاته اليومية فليس من فضول البرامج الدعوية أن تؤسس الجمعيات الخيرية التي ترعى العجزة والأرامل والأيتام وليس من العبث أن نسعى في حاجات الفقراء والمستضعفين والمرضى وليس من الفقه والسياسة الشرعية أن نتعامى عن التصدع النفسي والاجتماعي الذي ينخر في ديار المسلمين وليس من المروءة أن قصر الجهد عن مواساة المنكوبين وإغاثة الملهوفين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ] .. ولا تكون تلك الأعمال استهلاكاً لطاقات الدعاة إلا إذا كانت هي البرامج الإصلاحية الوحيدة التي نقدمها للناس .
المرجع : في البناء الدعوي ( المجموعة الأولى ) للصويان .
--------------------------------------------------------------------------------
إضاءة دعوية
إن طبيعة هذا الدين ترفض اختزال المعارف الباردة في ثلاجات الأذهان الجامدة ... !!!
إن المعرفة في هذا الدين تتحول لتوها ( حركة ) وإلا فهي ليست من جنس هذا الدين ! وحين كان القرآن يتنزل ، لم يتنزل بتوجيه ، أو حكم إلا لتنفيذه لساعته ...أي ليكون عنصراً حركياً في المجتمع الحي .. إن كل نص قرآني يمثل استجابة حية لحالة واقعة، أو دفعة حية لإنشاء حالة مطلوبة .. ومن ذلك تنزلت الأحكام التشريعية كلها في المدينة كحركة في المجتمع المسلم الذي قام هناك، ولم يتنزل حكم واحد منها في مكة ليختزن – كمعرفة مجردة – حتى يجئ وقت التنفيذ في المدينة .. ! إن المعرفة للمعرفة ليست منهجاً إسلاميا .. في الإسلام المعرفة للحركة والعلم للعمل والعقيدة للحياة .
مقومات التصور الإسلامي ( 24 )
سيد قطب رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------