قبل أن يُغلَق ملف «رزان»
الطفلة «نورة» تودع الحياة شاهدة على أخطاء المستشفيات
في الوقت الذي لم تظهر بعد نتائج التحقيق في حادثة الخطأ الطبي الذي فارقت على إثره الطفلة «رزان» الحياة بعد أن تركت قطعة من الشاش داخل بطنها نتيجة للعملية الجراحية التي أجريت لها صعق من استمع لحادثة مأساوية جديدة لطفلة أخرى في عامها الثالث فارقت الحياة جرّاء الإهمال الذي قوبلت به الطفلة «نورة» في طوارئ أحد مستشفيات العاصمة حين دخلت تسير على قدميها لقسم الطوارئ بعد أن لاحظ طبيب إحدى عيادات المستشفى الذي تراجعه نورة لإزالة لحمية في واحدة من الزيارات الاعتيادية لاحظ ارتفاع حرارتها فأحالها إلى الطوارئ لتعود إليه لكن خرجت من المستشفى جثة هامدة بعد أقل من 48 ساعة قضت معظمها في ممرات قسم الطوارئ بالمستشفى. والدها علي بن سالم الغامدي حضر ل«الرياض» مثقلاً بالحزن والألم لفراق ابنته نورة قائلاً: أما ألمي وحسرتي فهو لفراق فلذة كبدي بشكل مأساوي ولا راد لقضاء الله وقدره، وأما ما يؤنب ضميري أنني عندما كنت أؤدي عملي في استلام عسكري يشرفني من خلاله خدمة وطني في الوقت نفسه كنت كلي ثقة في أن هناك من يتحمل الأمانة ويؤدي عمله وواجبه باقتدار ويستقبل ابنتي ويعتني بها لا أن يتركها تتألم في ممرات المستشفى بحجة أن الأسرة مشغولة ولا مكان لاستقبالها.
بداية مأساة نورة
والد الطفلة نورة يروي بداية مأساة ابنته ونهايتها قائلاً: في يوم الأحد 16/4/1427ه كان لدى طفلتي نورة موعد لدى طبيب الأنف والأذن والحنجرة لمتابعة لحمية تعاني منها في واحد من المواعيد الروتينية وقبل الموعد بيومين أصيبت بكدمة في رجلها أثناء اللعب مع اخوتها، ولذلك قررنا أن نحضر للمستشفى مبكرين لأخذ أشعة والاطمئنان على الطفلة من خلال العيادات الخارجية للمستشفى، وخلال ذلك حان موعد طبيب الأنف والأذن والحنجرة عند الواحدة والنصف ظهراً قبل دخولنا للعيادات الخارجية ولاحظ الطبيب ارتفاع حرارة نورة وأصر على تحويلها لقسم الطوارئ، لتخفيف حرارتها، دخلت نورة القسم مع أمها وأخوها وهي تسير على قدميها، وعند الكشف المبدئي تبين أن حرارتها 40 وأعطيت خافض حرارة وطلب منهم الانتظار حتى يتم مناداتهم، وحاول الطبيب في عيادة الأنف والأذن والحنجرة عدة مرات الاتصال لسرعة عودة الطفلة بعد الكشف لمواصلة معاينتها للحالة الأساسية إلا أن المسؤول الإداري لم يحرك ساكناً، وانخفضت الحرارة قليلاً لكن طال الانتظار للدخول على طبيب الطوارئ وبقيت الطفلة في ممر القسم ووالدتها تناشد العاملين فيه الكشف على ابنتها دون جدوى، والسبب كما يقولون لها إن الإدارة تمنع إجراء أي كشف على مريض ما لم يشغر سرير، ولأن القسم مزدحم جداً بشكل عشوائي دون تصنيف للحالات لم يصلها الدور وبقيت الطفلة تتألم وبدأت الحرارة في الارتفاع من جديد والأم لا تزال تلح على الطبيبة المقيمة المناوبة وتنبهها لحالة ابنتها التي ترتفع حرارتها بشكل ملحوظ، ولذلك تلطفت الطبيبة بتوجيه الأم لأخذ تحميلة والذهاب لدورة المياه لإعطائها ابنتها لأن الأسرة مشغولة وبقي الحال كذلك حتى التاسعة مساء عندما غادرت الطبيبة المقيمة واستلمت طبيبة أخرى (سعودية) نوبتها والأم لم تيأس بدأت تتوسل الطبيبة لعلها تلطف بحال ابنتها لكن كررت ما قالته زميلتها أن النظام لا يسمح بالكشف حتى يخلو أحد الأسرة ولم يكن ذلك إلا عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل أي بعد (12) ساعة من دخول القسم حيث تم تنويم الطفلة على سرير الطوارئ
- المعاينة السريرية المتأخرة -.
ويواصل والد الطفلة نورة حديثه ل«الرياض» يقول: بدأت معاينة ابنتي من قبل الأطباء وأعطيت نورة الجلوكوز والمضادات الحيوية وظهرت أشعة لرجل نورة كانت قد أجرتها في بداية الكشف المبدئي عصر ذلك اليوم الذي دخلت فيه القسم وبقيت الطفلة من الساعة الثانية حتى الثامنة صباحاً من اليوم التالي وهي تتألم والأطباء يؤكدون أنها سليمة وجميع الفحوصات سالبة بينما والدتها تؤكد أن ابنتها في وضع صحي غير طبيعي بعد أن استفرغت ومازالت الحرارة مرتفعة.
هذا ملف سارة!!
نعم هذا ما اكتشفه الطبيب الذي بدأ دوامه عند الثامنة صباحاً حين سأل الأم عن اسم ابنتها فأجابت «نورة» لكن الاسم الموجود في الملف سارة!! والوزن مختلف!! كيف غاب هذا الأمر على أطباء أربعة ترددوا على نورة وصرفت لها مضادات حيوية وأعطيت أدوية من خلال ملف سارة (الطفلة التي لم يعرف مصيرها حتى الآن..) عند ذلك طلب الطبيب الملف الصحيح لنورة ونقلها لسرير آخر بعد أن ساءت حالتها ووضع الأكسجين على فمها وبعد جولة سريعة للطبيب على بقية مرضاه عاد سريعاً ل«نورة» ليجد حالتها تشتد سوءاً طلب نقلها للعناية المركزة عند الساعة العاشرة صباحاً ولم تصل الغرفة إلا عند الواحدة بعد الظهر، لأن معظم التحاليل التي كان من المفترض أن تؤخذ للطفلة ليلاً لم تتم إلا بعد أن وجّه الطبيب في الصباح بنقلها للعناية وتردد موظف نقل المرضى للعناية مرتين على قسم الطوارئ لنقلها للعناية المركزة لكن الممرضات أجلن ذلك لحين الانتهاء من الفحوصات التي لم تجر بعد.
نورة في العناية المركزة
وصلت نورة للعناية المركزة في حالة صحية سيئة جداً نسبة الأكسجين في الدم ضعيفة جداً، قام الطاقم الطبي بإجراءات طبية حسنت حالتها نوعاً ما إلى أن حضر والد نورة بعد أن انتهى من عمله يواصل قائلاً: شاهدت نورة على سرير العناية المركزة فتحت عينيها بنظرات توديعية ووالله أنني كنت أرى الموت في عينيها لكن لا زال الأمل بالله قائماً، دخلت في غيبوبة وعند الساعة الثانية فجراً من اليوم التالي فارقت نورة الحياة مخلفة لي ولأمها واخوانها الحسرة والألم والحمد لله على قضاء الله وقدره.
المصدر/جريدة الرياض
ماهو راي الشرع او مالحكم الشرعي في من يستهتر بحياة المرضى؟ويضعها على المحك؟