النجوى من اللطائف القرآنية
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وبعد:-
عندما تقرأ في كتاب الله -أحيانا-يستوقفك تعبير معين، وتجد في نفسك إشكالا يلح على ذهنك :لِمَ جاء هذا التعبير بهذا التركيب؟ وما الغرض من ذلك؟؟
وهنا تبدأ في البحث عن تفسير لتزيل به ذلك الإشكال. ومن الآيات التي استوقفتني قوله تعالى:- [أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ] المجادلة:(7)
-نبدأ بذكر الإشكال:ألا وهو:لِمَ بٌدئ الكلام عن النجوى بذكر الثلاثة؛حيث إن تعريف النجوى:أنها الإسرار بالقول بين اثنين فأكثر؟
-وعند التأمل في نفس الآية تجد –بفضل من الله-حلا للإشكال-الذي ما وُجد عندي إلا لقلة علمي وقلة إلمامي باللغة-- وكان قوله تعالى:( وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ) هو الرافع للإشكال.
كيــــــف؟؟
-ذكرتْ الآيات الكريمات: أنه ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم [ولا أدنى] من ذلك أي:أدنى من نجوى الثلاثة
الذي لا بد أن يكون نجوى الاثنين؛ لأنه لا يمكن أن يكون نجوى مع الواحد، فإذا ما أسر الإنسان لنفسه كان حديث نفس-وهذا أيضا يعلمه الله ولكنه أفرده بالذكر[وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ] الواقعة:(16)
لكنه لا يدخل في النجوى-؛وبذا يتضح سبب البدء بقوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة)حتى يوجد أدنى من المذكور ؛فيصح أن يعود عليه قوله فيما بعد: (وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ).
____________
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا؛ إنك بكل جميل كفيل أنت مولانا ونعم الوكيل.
آخر تعديل رواء الروح يوم 14-06-2012 في 09:06 AM.
|