مباراة نارية تلك التي تجمع بين عملاقي الكرة الإنجليزية, ولا تأتي إثارة المباراة وأهميتها في كونها واحدة من المباريات التي تجمع الفريقين في إحدى البطولات المحلية في إنجلترا مهد كرة القدم , ولكن لأنها مباراة في أهم بطولة أوروبية وهي دوري الأبطال الأوروبي بل وتزداد أهميتها في وضعيتها حيث تأتي في إطار دور نصف نهائي البطولة الذي حــُــدِد طرفاً لمباراة نهائي البطولة ذاتها حيث سيكون أحد أطراف نهائي البطولة علي ملعب أثينا الدولي إنجليزي وربما نري طرفي هذه المباراة إنجليزيين إذا ما تخطي مانشستر يونايتد عقبة الميلان الإيطالي .
بطاقة المباراة
نظرة علي التاريخ الأوروبي للناديين المتباريين
تشيلسي , التاريخ ليس ضخماً
يملك الزرق بطولتين أوروبيتين لبطولة الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس كان أولهما في عام 1971 حينما لعب مع ريال مدريد في المباراة النهائية علي ملعب كاريسكيكس بالعاصمة اليونانية أثينا حيث تعادلا 1-1 وألزمتهما اللوائح وقتها علي إعادة المباراة علي نفس الملعب ليفوز تشيلسي علي ريال مدريد 2-1 ويحرز باكورة ألقابه الأوروبية واحتاج تشيلسي أن ينتظر 27 عاماً ليكرر ما فعله في عام 1971 ففي عام 1998 أحرز تشيلسي ثاني ألقابه وفاز بالبطولة ذاتها التي كانت البطولة قبل الأخيرة قل أن تلغي هذه الكأس وتندمج مع بطولة كأس الإتحاد الأوروبي , وجاء هذا اللقب بعد الفوز علي شتوتجارت الألماني 1-0 لنجمه الإيطالي حينذاك زولا علي ملعب راسوندا بالعاصمة السويدية ستوكهولم , ونجح تشيلسي أن يحرز لقب كأس السوبر في العام ذاته حينما هزم فريق ريال مدريد 1-0 بهدف جوستافو بويت في المباراة التي أقيمت علي ملعب لويس الثاني بإمارة موناكو الفرنسية , ويسعي تشيلسي دائماً للحصول علي لقب دوري الأبطال الأوروبي في السنوات الأخيرة إلا أن سعيه باء بالفشل .
ليفربول , تاريخ مزدهر
يملك ليفربول ألقاباً أوروبية عديدة وضعته فريقاً للقرن الماضي خلف ريال مدريد الأسباني فهو لديه خمس ألقاب لبطولة الأندية أبطال الدوري الأوروبي واحدةٌ منها تحت مسمي البطولة الجديد دوري الأبطال الأوروبي ولديه ثلاث ألقاب لكأس الإتحاد الأوروبي وثلاث أخري لكأس السوبر الأوروبي , وجاءت أولي ألقاب ليفربول الأوروبية متأخرة بعامين عن اللقب الأول لتشيلسي حيث فاز في عام 1973 بلقب كأس الإتحاد الأوروبي حينما تغلب علي فريق مونشنجلادباخ الألماني في المباراة النهائية بنتيجة 3-2 بمجموع اللقاءين حيث سحق ليفربول أولاً فريق مونشنجلادباخ في إنجلترا 3-0 أحرز منها نجم ومدرب إنجلترا السابق كيفن كيجان هدفين وفي لقاء الإياب في ميونخ فاز مونشنجلادباخ بنتيجة 2-0 إلا أن هذا الفوز لم يشفع له في الفوز باللقب , ولم تمض ثلاث سنوات علي اللقب الأول حتى أحرز ليفربول لقبه الثاني وكان لبطولة كأس الإتحاد الأوروبي أيضاً حينما فاز بصعوبةٍ بالغة علي فريق كلوب بروج البلجيكي حيث فاز في المباراة الأولي علي ملعب أنفيلد 3-2 بعد أن ظل متأخراً بهدفين نظيفين قبل نصف ساعة من نهاية المباراة وفي ظل خمس دقائق فقط كان الريدز متقدماً علي بروج 3-2 و يذهب إلي بلجيكا حيث أقيمت مباراة الإياب علي الملعب الأولمبي ببروج وتأخر أيضاً الريدز بهدف إلا أن هدفاً أحرزه كيفن كيجان كان كفيلاً بالفوز باللقب الثاني بعد التعادل 1-1 , وترك ليفربول بطولة كأس الإتحاد لينغمس في بطولة الأندية أبطال الدوري ففي عام 1977 نجح ليفربول في إحراز البطولة وكما كانت أولي ألقابه لكأس الإتحاد أمام مونشنجلادباخ كان اللقب الأول له لبطولة الأندية أبطال الدوري أمام مونشنجلادباخ حينما فازوا بنتيجة 3-1 في المباراة التي أقيمت بينهما علي الملعب الأولمبي بروما , والطريف وكما كانت أولي ألقابه لبطولتي كأس الإتحاد والأندية أبطال الدوري أمام مونشنجلادباخ كانت ثانية ألقابه للبطولتين أمام كلوب بروح البلجيكي أيضاً حيث فاز عليه بهدفٍ نظيف في المباراة التي جمعهما فيه ملعب ويمبلي بلندن عام 1978 , وفي عام 1981 فاز ليفربول بلقبه الثالث للأندية أبطال الدوري حيث فاز في المباراة النهائية بهدفٍ نظيف علي فريق ريال مدريد في المباراة التي أقيمت بينهما علي ملعب بارك دي برنس بباريس , وفي عام 1984 نجح ليفربول في الفوز باللقب الرابع لنفس البطولة بعد تغلبه في المباراة النهائية علي فريق روما 4-2 بركلات الترجيح بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بنتيجة 1-1 علي الملعب الأولمبي بروما , وغاب طويلاً ليفربول عن الساحة الأوروبية حتى عاد عام 2001 ليفوز بلقب بطولة الإتحاد الأوروبي علي حساب ديبورتيفو ألفيس الأسباني في مباراة أكثر من مثيرة حيث فاز ليفربول 5-4 علي ملعب دورتموند بألمانيا , وجاءت أخر بطولاته في عام 2005 أمام فريق آي سي ميلان بعد الفوز بركلات الترجيح عقب انتهاء المباراة المثيرة بالتعادل 3-3 بعد أن كان ليفربول متأخراً بثلاثية نظيفة , و علي صعيد ألقاب السوبر فقد فاز باللقب ثلاث مرات أعوام 1977 , 2001 , 2005 علي حساب كلاً من هامبورج وبايرن ميونخ الألمانيين و تشيسكا موسكو الروسي علي الترتيب .
تشيلسي × ليفربول (تاريخياً)
للعام الثالث علي التوالي يلعب الفريقين معاً في دوري الأبطال , ويعد ليفربول مع برشلونه الأسباني هما الوحيدين اللذين يلعبا مع تشيلسي للعام الثالث علي التوالي , والعجيب أن من فاز في المرتين السابقتين علي تشيلسي قد فاز باللقب فعلها ليفربول أولاً ثم كررها برشلونه , فهل يأتي الدور علي تشيلسي هذه المرة أم سيعاد لليفربول أم أن كلاً من مانشستر أو ميلان سيكسرا هذه القاعدة مثل بورتو البرتغالي الذي فاز في 2004 علي موناكو الذي كان قد تخطي تشيلسي !؟.
ولعل تشيلسي قد سبق وأن واجه ليفربول في عام 2005 حينما قابله في نصف نهائي البطولة وتعادلا بدون أهداف علي ستامفورد بريدج قبل أن يفوز ليفربول في الإياب علي ملعبه الأنفيلد 1-0 ويصل لنهائي البطولة التي فاز بها , وفي عام 2006 تقابل الفريقين في دوري المجموعات وتعادلا سلباً في كلتا المباراتين ووصلا معاً إلي ثــُــمن نهائي البطولة .
وعلي صعيد المواجهات السابقة بين الفريقين في البطولات الأخرى فإن ليفربول يملك تفوقاً واضحاً علي نظيره تشيلسي حيث فاز ليفربول في 66 مواجهة وفاز تشيلسي في 50 وتعادلا في 29 من أصل 145 مباراة تقابلا فيها وستكون مباراة الأربعاء القادم هي المباراة رقم 146 بينهما و الخامسة علي الصعيد الأوروبي , وكان أكبر فوز قد حققه ليفربول علي نظيره تشيلسي موسم 1934-1935 في الدوري حينما سحقه بنتيجة 6-0 , بينما كان أكبر فوز حققه تشيلسي علي ليفربول في موسم 1937-1938 في الدوري أيضاً وفاز تشيلسي بنتيجة 6-1 , وتبقي نتيجة 7-4 هي أكبر نتيجة وأكثر عدد أهداف تشهدها مباريات الفريقين حيث فاز بهذه المباراة ليفربول علي ملعبه 1946-1947 في إطار منافسات الدوري الإنجليزي .
ولعل التاريخ يشير إلي أن أول وآخر مواجهة وقعت بين الفريقين كانتا في الدوري الإنجليزي , و أقيمت هاتين المباراتين علي ملعب ليفربول حيث انتهت المباراة الأولي في 25-12-1907 بفوز تشيلسي علي ليفربول 4-1 بينما كانت آخر مباراة انتهت بفوز ليفربول علي تشيلسي 2-0 في 20-1-2007 .
ثنائيات الملعب & Man 2 Man
المتشابهين
يشترك مورينهو و بينيتيز في كثيرٍ من السمات لعل أبرزها أنهما من أبناء دولة الأندلس العربية القديمة قبل أن تسقط أمام الغزو الصليبي فـ مورينهو من البرتغال و رافائيل من أسبانيا , أيضاً هما متقاربين في العمر حيث أن مورينهو أتم الرابعة والأربعين بينما بينيتيز يكبره بعامين فقط حيث يبلغ 46 سنة , وكلاهما يعتبر تدريبهما لتشيلسي وليفربول هما التجربة الأولي خارج بلديهما حيث أتي مورينهو من بورتو البرتغالي وأتي رافائيل من فالنسيا الأسباني , كما أن كلا المدربين قد فازا بلقبين لبطولة دوري الأبطال الأوروبي فالأول فاز بها مع بورتو والثاني مع فريقه الحالي ليفربول .
حراس العرين
بيتر تشك و خوزيه رينا الأسباني هما حارسي مرمي فريقيهما , ونجد أن تشك هو أحد أبرز حراس العالم وله الفضل في كثيرٍ من المباريات التي حسمها تشيلسي وهو حارس عملاق يكاد يترائي لخصومه من المهاجمين أن مجرد وجوده في المرمي سيكون طريقهم إلي شباكه موصداً لوجود العملاق التشيكي الأبرز في العالم حالياً , وعلي جانب الريدز فإنهم يملكون حارساً طالما يتمناه أي فريق فيمتاز بمرونة فائقة وقدرة علي استيعاب أي رد فعل كما أنه يجيد التمركز كثيراً ويريح دائماً خط دفاعه في الكرات العرضية.
الفدائيين
يعتبر جون تييري و جيمي كارجير قلبي دفاع المنتخب الإنجليزي من أبرز مدافعي العالم , فتييري يمتاز بشخصية قيادية فريدة مكنته من تقلد شارة القيادة لمنتخبه ولناديه ويتميز بالحنكة الشديدة في مواجهة الخصوم ويجيد التهديف وصناعة الأهداف عبر ضربات رأسه المتقنة , في حين نري كارجير علي الجانب الآخر وقد بزغ نجمه في السنوات الأخيرة وكان عاملاً قوياً في فوز ناديه بلقب دوري الأبطال 2005 ويمتاز بالفدائية الشديدة وبالإصرار وخلق مواقف جيدة مع خصومه .
المدفعجية
ثنائي خط الوسط الإنجليزي ويلعب جيرارد و لامبارد بصفة منتظمة مع منتخب بلادهما في وسط الملعب , ويتميزا بالتسديد المحكم والقوة في التسديد كما أنهما يجيدا قيادة وسط فريقيهما , ولعل جيرارد لاعب ذو شخصية قيادية كبيرة ولذلك فلا غرو في أن يتقلد شارة الكابتن المساعد لمنتخب إنجلترا بعد جون تييري , ويعتبر لامبارد وجيرارد مفتاح الفوز دائماً لفريقيهما .
الجلاد والعملاق
يعول تشيلسي وليفربول علي دروجبا وبيتر كراوتش في إحراز الأهداف حيث أنهما هدافي فريقيهما في دوري الأبطال فـ دروجبا أحرز من الأهداف 6 و كراوتش أحرز 7 أهداف وأصبح هدافاً للبطولة , وأصبح الفيل الإيفواري الذي يمضي أفضل مواسمه الكروية هدافاً لفريقه في كل البطولات وساهم بشكلٍ كبير في العديد من انتصارات فريقه وفي وضعية فريقه بالمنافسة علي كل ألقاب الموسم وإذا ما تحققت الرباعية للبلوز هذا العام فهذا يعود جزٌ كبيرٌ منه إلي الفيل الإيفواري ديديه دروجبا , وعلي جانبٍ آخر فإن العملاق الإنجليزي الذي نضج بقوة هذا الموسم وأصبح هدافاً لا يشق له غبار وهو يجيد التحرك بشكلٍ جيد داخل مناطق جزاء الخصوم ويجيد التعامل مع الكرات العرضية بمهارة شديدة ويملك قدرة كبيرة علي توجيه الرأسيات بدقة نحو المرمي .
الكونكورد والأشقر
يتشابه كلا اللاعبين في طريقة الأداء حيث يميلا إلي اللعب علي الأطراف واستغلال سرعاتهم الفائقة للانطلاق نحو المرمي علاوة علي قوة التسديد الذي يمتاز به كليهما , ويعتبر شيفا الأوكراني هو الأخطر علي المرمي بينما يعتبر كويت هو الأنشط أداءً.
تشيلسي × ليفربول فنياً
تشيلسي
يعتمد أداء تشيلسي غالباً علي طريقة اللعب 4-3-3 التي قد تتحول في بعض الأحيان إلي 4-4-2 حيث يدفع مورينهو برباعي دفاعي وأمامه لاعبي ارتكاز وأمامه صانع لعب وفي الهجوم ثلاث لاعبين , اثنان منهما في قلب الهجوم والمهاجم الثالث علي أحد الطرفين الأيمن أو الأيسر , وتعتمد تشكيلة مورينهو دائماً علي الحارس بيتر تشك وقلبي الدفاع كارفاليو و تييري و علي الجانب الأيمن أياً من فيرارا أو ديارا أو جيريمي وقد يشارك إيسيان في جزء من بعض المباريات التي يحتاجها تشيلسي للفوز بها في هذا المركز وفي الجهة اليسري أياً من أشلي كول أو واين بريدج , وفي الوسط يعتمد مورينهو علي إيسيان كلاعب ارتكاز الغئاب عن المباراة وبجواره أياً من ديارا أو ميكيل الأقرب للمشاركة أو مكاليلي أو بالاك إذا لم يشارك بجوار لامبارد مع الاستغناء عن جهود المهاجم الثالث , وفي قلب الوسط يشارك بصفة دائمة لامبارد كصانع لعب و بجواره بالاك في بعض الأحيان , وفي الهجوم دروجبا و شيفتشنكو و شون رايت فيليبس أو جو كول .
ليفربول
يلعب ليفربول بطريقة 4-4-2 حيث يتواجد في حراسة المرمي ريينا وأمامه رباعي خط الظهر دانيال أجير وكارجير وعلي الجانبين كلاً من ستيف فينان وفابيو أوريليو , وفي خط الوسط من المنظر أن يدفع بينيتز بالأرجنتيني ماسكيرانو في ظل إصابة سيسوكو و بجواره زافي ألونسو وأمامهما ستيفن جيرارد وعلي الناحية اليسري اللاعب النرويجي جون آرني ريزه , وفي الهجوم دريك كويت وبيتر كراوتش.
والآن أترككم مع توقعاتكم لتشكيلة المباراة مع العلم أن تشيلسي وليفربول قد يغيب عنهما نجمي وسطهما إيسيان وسيسوكو علي الترتيب !
وهل تتوقعون التفوق للمدافعين علي المهاجمين أم أن المهاجمين سيكون لهم اليد العليا في المباراة؟!
- - - - منقووووووووووول - - - -
ودمتم ...