التوحيد تفعيل من الواحد، يقال: وحّد الشيء: أي جعله واعتقده واحداً، وتوحيد الله باعتقاد تفردّه في ربوبيته وأسمائه وصفاته واعتقاد أنه الرب المالك المستحق للعبادة، فالتوحيد هو إفراد الله بكل ما يختص به من عبادة قوليه أو فعلية. وهو أساس الإسلام، منه تنبثق سائر نظمه وأحكامه وأوامره ونواهيه.
فضل التوحيد
1 - التوحيد سبب دخول الجنة والخروج من النار قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْن ُمَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيح ُيَا بَنِيَ إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبّي وَرَبّكُمْ إِنّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرّم َاللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (المائدة: 72). وفي صحيح مسلم: «من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار» وفي حديث عتبان مرفوعاً «فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي وجه الله».
2 - التوحيد شرط لقبول العمل، والشرك سبب لحبوطه، قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنّ عَمَلُك َوَلَتَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الزمر: 65). وقال تعالى {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبّه ِفَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّه ِأَحَدَا} (الكهف: 110).
قال الإمام أبو عبد الله التستري رحمه الله: "الإيمان قول وعمل ونية وسنة، فإن كان قولاً بلا عمل فهو كفر، وإن كان قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق، وإن كان قولاً ونية وعملاً بلا سنة فهو بدعة".
3 - التوحيد يكفر الخطايا ويحط السيئات لقوله تعالى في الحديث القدسي: {يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة}.
أقسام التوحيد
1 - توحيد الربوبية:
وهو اعتقاد أن الله سبحانه وتعالى خالق العباد ورازقـهم، محييهم ومميتهم.
أو نقول: إفراد الله بأفعاله، مثل اعتقاد أنه الخالق والرازق.
وهذا قد أقر به المشركون السالفون، وجميع أهل الملل من اليهود والنصارى والصابئين والمجوس. ولم ينكر هذا التوحيد إلا الدهرية (1) فيما سلف.
الدليل على توحيد الربوبية:
يقال لهؤلاء الجهلاء المنكرين للرب الكريم: أنه لا يقبل ذو عقل أن يكون أثر بلا مؤثر، وفعل بلا فاعل وخلق بلا خالق.
ومما لا خلاف فيه أنك إذا رأيت إبـرة، أيقنت أن لها صانعا، فكيف بهذا الكون العظيم الذي يبهر العقول ويحير الألباب قد وجد بلا موجد؟! ونظم بلا منظم، وكأن كل ما فيه من نجـوم وغيوم، و بروق ورعـود وقفار وبحار، وليل ونهار، وظلمات وأنوار، وأشجار وأزهار، وجن وإنس، وملك وحيـوان، إلى أنـواع لا يحصيها العد، ولا يأتي عليها الحصر، قد وجدت بلا موجد خرجها من العدم!. اللهم لا يقول هذا من كان عنده مسكة من عقل، أو ذرة من فهم.
وبالجملة: فالبراهين على ربوبيته لا يأتي عليها العد، وصدق الله، إذ قال: {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُم ُالْخَالِقُونَ} (الطور: 35). وقوله: {اللّهُ خَالِقُ كُـلّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (الزمر: 62).
ومن الأدلة العقلية ما يحكى عن أبي حنيفة رحمه الله، أن قوما من أهل الكلام أرادوا البحث معه في تقرير توحيد الربوبية. فقال لهم أخبروني قبل أن نتكلم في هذه المسألة عن سفينة في دجلة، تذهب فتمتلئ من الطعام والمتاع وغيره بنفسها، وتعود بنفسها، فترسي بنفسها، وتفرغ وترجع، كل ذلك من غير أن يدبرها أحد؟! فقالوا هذا محال لا يمكن أبدا! فقال لهم: إذا كان هذا محالا في سفينة، فكيف في هذا العالم كله علوه وسفله !! (وتحكى هذه الحكاية أيضاً عن غير أبي حنيفة).
الدليل على إقرار المشركين بتوحيد الربوبية:
قال الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مّنْ خَلَق َالسّمَاوَاتِ وَالأرْض َلَيَقُولُنّ اللّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَيَعْلَمُونَ} (لقمان: 25).
وقوله تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مّنَ السّمَآء ِوَالأرْضِ أَمّن يَمْلِكُ السّمْع َوالأبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيّ مِنَ الْمَيّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيّتَ مِنَ الْحَيّ وَمَن يُدَبّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُون َاللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبّكُمُ الْحَق ّفَمَاذَا بَعْدَ الْحَقّ إِلاّ الضّلاَلُ فَأَنّىَ تُصْرَفُونَ} (يونس: 31-32). وقوله تعالى {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مّنْ خَلَق َالسّمَاوَاتِ وَالأرْض َلَيَقُولُنّ خَلَقَهُنّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (الزخرف: 9)
ملاحظة: توحيد الربوبية لا يدخل الإنسان في دين الإسلام إلا إذا أتى معه بتوحيد الألوهية.
2- توحيد الألوهية:
ويقال له توحيد العبادة: وهو إفراد الله بالعبادة، لأنه المستحق لأن يعبد، لا سواه، مهما سمت درجته وعلت منزلته. وهو التوحيد الذي جاءت به الـرسل إلى أممهم. لأن الرسل- عليهم السلام-جاءوا بتقرير توحيد الربوبية الذي كانت أممهم تعتقده، ودعوهم إلى توحيد الألوهية كما أخبر الله عنهم في كتابه المجيد.
قال الله مخبراً عن نوح صلى الله عليه وسلم {وَلَقَدْأَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىَ قَوْمِهِ إِنّي لَكُمْ نَذِيرٌ مّبِينٌ * أَن لاّ تَعْبُدُوَاْ إِلاّ اللّهَ إِنّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} (هود: 25-26).
وقال الله مخبراً عن موسى صلى الله عليه وسلم في محاجته مع فرعون: {قَال َفِرْعَوْنُ وَمَا رَبّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَابَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ مّوقِنِينَ} (الشعراء: 23-24).
وقال عن عيسى صلى الله عليه وسلم: {إِنّ اللّهَ رَبّي وَرَبّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـَذَا صِرَاطٌ مّسْتَقِيمٌ} (آل عمران: 51). وأمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقول لأهل الكتاب: {قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىَ كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاّ اللّهَ وَلاَنُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَيَتّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مّن دُونِ اللّهِ} (آل عمران: 64).
وقال تعالى مناديا جميع البشر: {يَاأَيّهَا النّاس ُاعْبُدُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ وَالّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ} (البقرة: 21).
وبالجملة: فالرسل كلهم بعثوا لتوحيد الألوهية ودعوة أقوامهم إلى إفراد الله بالعبادة، واجتناب عبادة الطواغيت والأصنام. كما قال الله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمّةٍ رّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ} (النحل: 36). فقـد سمعت دعوة كل رسول لقومه، فكان أول ما يقرع أسماع قومه: {قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَالَكُمْ مّنْ إِلَـَهٍ غَيْرُهُ} (الأعراف: 65).
تفسير العبادة:
العبادة في اللغة معناها: التذلل والخضوع، يقال طريق معبد أي مذلل. وفي الشرع، معنى العبادة كما قال شيخ الإسلام: "هي طاعة الله، بامتثال ما أمر الله به على ألسنة الرسل". وقال أيضا: "العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة". فعلى المسلم أن يفرد ربه بجميع أنواع العبادات مخلصا لله فيها، وأن يأتيها على الوجه الذي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً أو عملاً.
شمول العبادة للأنواع الآتية:
واعلم أن العبـادة تشمل الصلاة، والطواف، والحـج، والصوم، والنذر، والاعتكاف، والذبح، والسجود، والركوع، والخـوف، والـرهبة، والرغبة، والخشية، والتوكـل، والاستغاثة، والرجاء، إلى غير ذلك من أنواع العبادات التي شرعها الله في قرآنه المجيد، أو شرعها رسول الله بالسنة الصحيحة القولية أو العملية. فمن صرف شيئا منها لغير الله يكون مشركا، لقوله تعالى: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبّهِ إِنّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (المؤمنون: 117). وقوله: {وَأَنّ الْمَسَاجِدَ لِلّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللّهِ أَحَداً} (الجن: 18). فأحد تعم كل مخلوق رسولاً كان أو ملكاً أو صالحاً.
أول حدوث الشرك:
إذا ثبت هذا، فاعلم أن أول ما حدث الشرك في قوم نوح، ولما أرسل الله إليهم نوحا يدعوهم إلى عباده الله وحده وترك عبادة تلك الأصنام، عاندوا وأصروا على أمرِهم وقابلوا نوحا بالكفر والتكذيب. وقالوا كما في القران الكريم: {وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنّ وَدّا ًوَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} (نوح: 23).
في الصحيح عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- في هذه الآية، قال: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا أي صوروهم على صور أولئك الصالحين وسموها بأسمائهم ففعلوا، و لم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت". قال الحافظ ابن القيم- رحمه الله-: قال غير واحد من السلف: "لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم".
سبب الشرك الغلو في الصالحين:
ومن هنا نعلم إن الشرك إنما حدث في بني آدم بسبب الغلو في الصالحين. ومعنى الغلو: الإفراط بالتعظيم بالقول والاعتقاد. ولهذا قال الله تعالى: {يَأَهْل َالْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاّ الْحَقّ إِنّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُه ُأَلْقَاهَا إِلَىَ مَرْيَمَ وَرُوح ٌمّنْهُ}.
وقد ورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "لما نزل (2) برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق(3) يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال- وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». يحذر ما صنعوا ولولا ذلك ابرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا" أخرجه الشيخان.
وجرى منهم الغلو في الشعر والنثر ما يطول عده، حتى جوزوا الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم وسائر الصالحين، في كل ما يستغاث فيه بالله، ونسبوا إليه علم الغيب، حتى قال بعض الغلاة: لم يفارق الرسول صلى الله عليه وسلم الدنيا حتى علم ما كان وما يكون، وخالفوا صريح القرآن: {وَعِندَهُ مَفَاتِح ُالْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاّ هُوَ} (الأنعام: 59).
وقال تعالى: {إِنّ اللّهَ عِندَهُ عِلْمُ السّاعَة ِوَيُنَزّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَم ُمَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيّ أَرْض ٍتَمُوتُ إِنّ اللّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ} (لقمان: 34). وقال تعالى مخبراً عن رسوله صلى الله عليه وسلم: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسّنِيَ السّوَءُ} (الأعراف: 188). وقوله: {قُل لاّ يَعْلَمُ مَن فِي السّمَاواتِ والأرْض ِالْغَيْبَ إِلاّ اللّهُ} (النمل: 65).
ويدخل في معنى الطاغوت " كل ما تجاوز العبد به حده في العبادة والطاعة والإتباع". فالغلو في العبادة وكذا في الطاعة والإتباع يؤدي إلى الشرك.
3- توحيد الأسماء والصفات:
توحيد الأسماء والصفات: هو إفراد الله تعالى بأسمائه وصفاته وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. وفيما يلي ذكر قواعد الأسماء والصفات.
القاعدة الأولى: أسماء الله حسنى وصفاته عليا كاملة قال تعالى {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأعْلَىَ} (النحل: 60) وقال تعالى: {وَللّه ِالأسْمَآءُ الْحُسْنَىَ فَادْعُوه ُبِهَا} (الأعراف: 180).
القاعدة الثانية: أسماء الله وصفاته توقيفيه، المرجع فيها الكتاب والسنة فقط وأنها ليست مقصورة بعدد معين بل لم تعرف منها إلا بعضها. قال الله تعالى: {قُلْ إِنّمَا حَرّمَ رَبّيَ الْفَوَاحِش َمَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن َوَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَالاَ تَعْلَمُونَ} (الأعراف: 33). وقال: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْس َلَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنّ السّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلّ أُولـَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (الإسراء: 36).
القاعدة الثالثة: لا يجوز إثبات اسم أو صفة لله تعالى مع التمثيل لقوله تعالى: {لَيْس َكَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى: 11). وقوله: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّه ِالأمْثَالَ إِنّ اللّهَ يَعْلَم ُوَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (النحل: 74). كما لا يجوز نفي اسم أو صفة لله جاءت في الكتاب أو السنة لأن ذلك إشراك بالله تعالى وتعطيل لأسمائه وصفاته يستلزم تحريف النصوص، أو تكذيبها مع تنقص الله تعالى وتمثيله بالمخلوق الناقص.
القاعدة الرابعة:معاني أسماء الله وصفاته معلومة وكيفيتها مجهولة لا يعلمها إلا الله. قال تعالى: {وَلا َيُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} (طه: 110).
القاعدة الخامسة: لا يلزم من اتحاد الاسمين اتحاد مسماهما فإن الله سمى نفسه بأسماء تسمى بها بعض خلقه وكذلك وصف نفسه بصفات وصف بها بعض خلقه كالسمع والبصر، فليس السميع كالسميع وليس البصير كالبصير.
إعداد: معهد الإمام البخاري للشريعة الإسلامية