الحلقة الثانية عشرة
وبعد58دقيقة اتصلتْ (هي) وطلبت مني أن آتي وآخذها
وبعد أقل من ساعة
كنت عند بيتهم...
خرجت وكانت تسبقها رائحة عطرها الصارخ وتتدلى من كتفها تلك الحقيبة (الصفراء)....!!
ركبت وألقت السلام عليّ ورددت عليها بالمثل ...
بادرتها قائلاً اليوم الاثنين ودومنيز بتزا لديهم عرض اشتري واحدة والأخرى مجاناً..ما رأيك لونتعشى بتزا....؟
لم تمانع صاحبتنا في ذلك....وصلنا للمطعم.......
دخلنا ونحن نتناول البتزا بدأنا نتحدث حديث الأزواج ألا أزواج...!!
قالت : حبيبي تصدق إني اشتقت لك..!!
قلت لها: والله...!! سبحان الله العظيم نفس الشعور يا حياتي نتفارق بس أرواحنا تتلاقا (لاتصدقون يا اللي أنتم تقرؤون)....
قالت : حبيبي ماذا تتمنى أن يرزقنا الله بالبنات أم الأولاد...؟
قلت : أريد من يضع الله فيهم البركة سواءٌ كانوا أولاداً أو بناتاً...!! فبنت واحدة قد تكون ببركتها نافعة لأهلها وبارة بوالديها,,أقصد بركة الله هي الأهم..
قالت : كلامك صحيح لكن البنات أحسن...
قلت : يالله أحسن أحسن مفيش مشكلة..
قلت لها : محاولاً تغيير الموضوع أريد أن أسألك..هل تتناولين الحبوب بشكل منتظم كما اتفقنا...؟
قالت بعد أن رفعت حاجبيها : يووه الله يذكرك بالشهادة (كدت أن أقول في نفسي الله ينسيك الشهادة )
قلت : مالذي تذكرتيه...؟؟
قالت : آخر حبة تناولتها منذ يومين ألم أخبرك أنه لم يتبقى منها شيء...!
قلت لها بلهجة حادة : ماذا تقصدين هل أنت حامل الآن أم لا.....!!
قالت ببرود يكاد يقتلني: لا أعرف...وكيف لي أن أعرف...!!(عندما ترد على هكذا رد يداخلني شك بأني لم أتزوج امرأة ..أي شيء إلا أن تكون هذه امرأة)...!!
رميت بقطعة البتزا على الطبق..وقلت لها : انهضي بسرعة هيا انهضي...
قالت : إلى أين...ولم هذه السرعة هداك الله...!!
قلت: إلى الدكتورة فاطمة (سورية متمكنة من عملها تعمل في مستوصف )
أصلحت عباءتها وغطاء وجهها وخرجنا...ركبنا السيارة...أخرجت جوالي واتصلت بالطبيبة وأخبرتها بقدومنا....
أثناء سيرنا قالت : هل تريد أن تردَّ
قضاء الله...؟..ما كتبه الله علينا حتماً سنراه استغفر ربك الله لا يعاقبنا بسببك أعوذ بالله منكم يا الرجال...!!
كنت صامتاً ولم أرد عليها..فردي سيكون هذه المرة (بقدمي)....تعوذت من الشيطان الرجيم وقلت لها خيراً خيراً إن شاء الله...
أوقفت سيارتي..وترجلنا منها...دخلنا العيادة...سألت الممرضة...هل يوجد بالداخل أحد..؟؟
سألتني هل أنت من اتصل قبل قليل...أومأت لها برأسي قائلاً نعم...قالت: تفضل الدكتورة تنتظركم بالداخل...
استقبلتنا الطبيبة
لم أنتظرها تسأل....مباشرة طلبت منها..عمل كشف اختبار حمل...
دخلت هي وزوجتي لغرفة الكشف...
كنت واقفا انتظرً...وكان الدقائق تمر ببطء مقيت...
وبعد 21دقيقة بالضبط خرجت زوجتي متقدمة على الطبيبة...وقالت بلهجة بائسة...لايوجد حمل...!!
تنفست بعمق وجلست....استغفرت في نفسي وقلت يا ربي يا حبيي أنت تعلم ما في نفسي...فاغفر لي...
خرجنا من عند الطبيبة بعد أن شكرناها....
ركبنا السيارة متجهين إلى البيت...توقفت عند الصيدلية..واشتريت خمسة علب من تلك الحبوب المانعة للحمل......تناولتها مني بصمت المرغم...!!
دخلنا المنزل....كانت الساعة متأخرة...فالكل نائم على ما يبدو....دخلنا الغرفة غيرت ملابسي وألقيت بنفسي على السرير....طلبت منها أن تفتح العلبة و تتناول الحبة...
قالت : وهي تتناول الحبة
يووه لا أعرف لماذا لم يخترعوا لنساء مانعاً أسهل من تناول هذه الحبوب....!!
(أنا مش آآآدر خلاص نفوخي حينفقر)...!!
لقد قضت على آخر ماتبقى لديّ من رغبة في الاقتراب منها... أدرت لها ظهري وسحبت الغطاء على كامل جسمي ونمت مكرهاً...
لعلي أحلم بما يعوضني عن واقعي...!!
عند الصباح استيقظت على سماع صوت باب(ال...) يغلق.....عندها فهمتها من نفسي وذهبت(لل..) آخر..فانتظاري لها حتى تخرج يعد ضرباً من الجنون...!!
خرجت من (ال..)سمعت أصوات أهلي يتحدثون في الصالة...دخلت عليهم وهم يتناولن الإفطار كانت والدتي وأختي أم بدر...
وأخي مساعد وزوجته....والصغار حولهم..
أسدلت زوجة أخي خمارها على وجهها....وجلست معهم جانباً كي لاأحرج زوجة أخي...
اقترب مني أخي...وبدأنا نتناول الإفطار والأحاديث..
اتفقنا على الذهاب لمنتزه سلام عصر هذا اليوم...
جاء الموعد والجميع على أهبةِ الاستعداد...
اتفقنا على الالتقاء هناك في المنتزه...وصلنا في الموعد المحدد والجميع كان حاضراً وعلى رأسنا خالتي أم إبراهيم..(الأرملة) بداية الوقت جلس الجميع مع بعض رجالاً ونساءً...بعد قليل إستقلينا عن النساء
وتنحينا جانباً لكي تأخذ النساء راحتهن....
أمضينا في المنتزه وقتاً جميلاً إلى ما بعد العشاء...
انتهت نزهتنا وبدأنا في جمع أغراضنا ومناداة الصغار استعداداً للعودة لمنازلنا.....تم كل شيء وكلٌ ركب سيارته...كانت أمي مع أخي...حيث أصر كعادته أن يوصلها...إلى البيت..أول ما ركبت حرمنا المصون...بدأت تمارس هوايتها بلهفة المشتاق....قائلة..خالتك أم إبراهيم أليس لديها غير هذه الحقيبة الزرقاء...؟ وهذا التايير السماوي...؟؟..قلت لها : هل قرأت كفارة المجلس...؟؟ اصبري قليلاً حتى نبتعد عن الناس... وما دخلكِ أنتِ هل لبست سماوي أم أسود
لتلبس ما تشاء كما تلبسين ما تشائين...!!
أمرك غريب يا امرأة...!!
قالت : سبحان الله دائماً أكلمك في الشرق فتكلمني في الغرب...!! ألا يمكن أن تتجاوب معي ولو لمرةِ واحدة...
قلت : ولو لمرةٍ واحدة... حاولي أن تدخلي عقلي..!!
لحظة صمت أطبقت علينا وكأن على رؤسنا الطير
لم أعد أكترث لغضبها كما كنتُ سابقاً..أيام ما كنتُ حديثَ عهدِ بالزواج...!!فما كنت أريده منها وما كان جديداً علىّ أفقدتني متعته بتصرفاتها ...اللامسؤلة
وصلنا المنزل...ترجلنا من السيارة ودخلنا البيت...سبقتها ودخلتُ الغرفة...غيرت ملابسي استعداداً لنوم...
وألقيتُ بنفسي على السرير وأخذت أمسح بيدي على رأسي.....وأنظر إلى داخلي وواقعي بغرابة مشوبة بالشفقة......
قالت : بعد أن نظرت إلىّ لمدة قصيرة ثم وضعتْ يدها على يدي : تبدو شارد الذهن بماذا تفكر ......؟؟
قلت :لاشيء هذا حال الدنيا....
لابد أن نكون في دوامة متتابعة من التفكير.......
قالت :أنا أعرف ماالذي تفكر به وما الذي يشغل بالك.....(أوووف ياخطيرة)أنت غير مقتنع بي كزوجة وكربة بيت.. ....تفاجأتُ بكلامها كثيراً وتأثرت...
لكني يدوتُ متماسكاً أمامها وقلت: كلامك صحيح.... فبالرغم من مضي هذه المدة على زواجي ...لم أرى شيئاً يدلُ على أني متزوج...غير هذه الغرفة التي أنام فيها وهذا الماكياج الذي تضعينه وهذه الفساتين التي ضاقت بها غرفتنا...!!
أنتِ تمارسين الزواج بمفهوم شكلي لا يمت للواقع ولا لمجتمعي بأي بصلة وكأنه لابد لك من أن تنتصري في النهاية على شيء ما بداخلك ليتني أعرف نا هو...!!
حتى علاقتنا الخاصة...لم أعد أرغب بها معك ...أتعرفين لماذا..لأن الهم يطبق على نفسي في النهار فلا أجد أي متعة في الليل فضلاً عن الرغبة التي يبدو أنها اندثرت....