استأذنت من والدتي وسبقتها إلى الغرفة
ثم دخلت ورائي...
وسألتها وأنا أهم بتبديل ملابسي....
هناء: مالذي حصل ألم تكوني تأخذي حبوب منع الحمل....؟!
قالت: بل كنت آخذها في موعدها ولكن بما أني مرضت قليلاً
فقد أخذت مضاداً حيويا دون أن يصفه لي الطبيب..
وقد قالت لي وكيلتنا
بأنه يؤثر في فاعلية موانع الحمل...!!
قلت سبحان الله لاراد لقضاء الله....!!
ثم سألتها: هناء ليه ما تصبغين شعرك كم مرة وأنا أقولك لكن ...!!
قاطعتني وقالت: والله يا سعد ما يناسبني صدقني ما يناسبني.....!!
كل صديقاتي وحتى أخواتي يقولون لي إنه ما راح يناسبني...!!!!!!!!!
قلت: طيب أيهم أهم الناس أو زوجك...؟
(بعد صمت قصير وبعد أن مدت براطمها إلى الأمام قليلاً)
قالت: بصراحة أكيد زوجي...لكن لايعني إن أكون نسخة من كل شيء يريده...!!
أمسكت بيدها...وأجلستها على الأريكة....
وقلت : هناء بعد أشهر معدودة سيربطنا طفل
وألا تلاحظين بأننا إلى الآن كأننا أغراب عن بعضنا
فكلما حاولت أن أتقرب منك تبتعدين عني...!!
قالت ببلاهة لم يسبق لها مثيل) ..!!
هذه أنا بقربك ولم أبتعد عنك ......!!
مرت الأيام تلو الأيام على حمل زوجتي وكانت كئيبة ومملة..
فما إن أخرج من مشكلة حتى أقع في براثن مشكلة
غيرها مع حرمي المصون...فتارة تتظاهر بأن بها ألم حاد في بطنها...
وتارة تصر على أن تكون ملابس المولود من محل معين....
وتارة أخرى تصر على أن تفصلَ لها طقماً خاصاً بها وبالمولود القادم
لكي تكون مثل صديقتها هنادي أو بدرية أو عبير.......!!
وبما أني أبُ ُ حديثُ عهد بأمور حمل الزوجة فلم أكن أعرف هل بها ألم فعلاً أم هي تتظاهر....
ولهذا كنت مرتبكاً جداً وخائف من مفاجئات لا يعلمها إلا الله...
ولهذا لم أكن أريد أن أضايقها بأي شيء...وكنت أحاول أن أراضيها بأية طريقة كانت...
فخوفي على ما في بطن زوجتي جعلني أدفع ثمناً باهظا
لكي يخرج إلى الحياة ويبدو أنه كتب عليَ أن أدفع الثمن
حتى قبل أن يولد...!!
في إحدى جلساتنا الرومانسية...
قالت سعد...
مستشفى (####) خدماته التي يقدمها للمرضى والمراجعين راقية جداً.....!!
ما رأيك لو أن تكون ولادتي فيه...؟!
قلت : تصدقين لم أسمع أحدا من قبل يثني على خدمات ذلك المستشفى
وما يتميز به هو أسعاره المرتفعه على لا شيء...!
لكن مستشفى الحمادي خدماته ممتازة وسعره معقول نسبياً......
وفيه طبيبة ممتازة.....
نهضتْ (هي) وتركتني وجلست على السرير....
ثم فجأة قالت: أي أأأه أي بطني جنبي....يؤلمني (لدرجة أني تذكرت سيارة الإسعاف)....!!
فنهضت مسرعاً وقلت لها سلامات ليه عسى ما شر ما الذي يؤلمك....؟؟
أوديك للمستشفى....؟
قالت: لا...لا…لا داعي لذلك لكن أحس إن نفسي مكتومة شوي...!!
وتكررت مثل هذه المواقف كثيراً جدا..
وتمرُ أشهر الحمل بطيئة وكئيبة جداً علي
بسبب تصرفاتها ومواقفها اليومية معي وسعيها الدائم في الضغط علي
من خلال تظاهرها بالألم.....!!
كنت أفكر خلالها كثيراً بأن هذه المرأة لايمكن أن تكون أماً مهما حصل...!
فهي غير قادرة على مسئوليتها تجاه نفسها وزوجها وطالباتها فكيف ستتعامل مع
طفلنا القادم...إنه منظر يصعب علي تخيله ورغم تأكدي بأنها حامل الآن إلى أني
لاأصدق بأنها ستكونُ أما لطفلي....
في الأيام الأولى من بداية الحمل
ذهبت إلى مكتبة قريبة وأخذت منها بعض الكتب
والمجلات الطبية المتخصصة في الحديث عن الحمل وعن كيفية الاستعداد للمولود الأول....
وقرأت معها بعض صفحات من هذه الكتب والمجلات...
لكي أثير فيها نوع من الاهتمام المفقود بطفلنا القادم...فمن ينظر إليها وهي تمشي أو تتصرف
سيقسم بأنها ابنة العاشرة لا أكثر من ذلك....!!
ففي أحد الأيام
دخلت إلى غرفة النوم
ووجدتها جالسة وأمامها فشار+ ببسي....!!
قلت هناء ما هذا هل دخل أحد الأطفال إلى الغرفة.....؟
قالت أطفال: بسم الله عليك ومن أين سيأتون الأطفال....!!
قلت: إذن ما هذا الفشار وما هذا الببسي...؟
قالت: أنا حابة أتسلى شوي...!!
قلت: ( يا آآآدر يا كريم تقيب العوائب سليمة يا رب )..!!
يا امرأة هل أنتِ حامل أم لا...؟
قالت: ضاحكةً ...أنت ما رأيك........؟
قلت: فيه وحدة عاقلة وحامل تأكل مثل هذه الأشياء...
أنتِ خلاص تجاوزتي مرحلة الوحام.....
ارحمي وأشفقي على هذا الذي في بطنك..!!
أتوقع مولودنا القادم سيصبح موزعاً للببسي أو للفشار...!!
من كثرة ما تأكلين منها........!!
قالت: ما عليك,,,ماعليك... لا تهتم
خواله سيكونون له بالمرصاد...!!
قلت في نفسي (حرام تكونين مدرسة)...!!
ثم أردفتُ قائلاً:
على الأقل تناولي فواكه وأشياء أخرى نافعة....؟
ثم أخذت ما أمامها من (###) وأبعدتها عنها...
وهي تتذمر....
لم أنتظر طويلا حتى سمعت إقامة الصلاة فخرجتُ
على عجل متجهاً إلى المسجد
أديت الصلاة
وبعد أن خرجت من المسجد التفت على صوت جارنا أبو عبدالله
وبعد السلام همس إليً بصوت خافت..
قائلاً: أريدك في موضوع خاص....!!
أشرت إليه قائلاً أنا تحت أمرك يا أبو عبد الله تفضل قل ماذا تريد...!!
بعد أن أمسك بيدي وتنحى بي جانباً قال:والله ما فيه ألا سلامتك..
والكلمة اللي تستحي منها بدها...
ولد أخوي توفت زوجته من ستة أشهر وتركت له ابنتان صغيرتان....
وهو يبحث الآن عن زوجة تناسبه وتكون أماً لبناته
وقد ذكرت له خالتك أم إبراهيم فهي والله نعم المرأة
وأرى بأنها هي التي تناسبه...فما رأيك لو تقدم وطلبها منكم هل ستوافقون.....؟
قلت له: تقصد خالد ولد أخوك عبد الله...؟
قال نعم...
قلت : أعتقد هو يعمل في شركة سابك..؟
قال: أبوك في الجنة.....نعم يعمل في شركة سابك...
قلت له والله والنعم فيك وفي ابن أخيك...
لكن كما تعرف مثل هذه الأمور لابد أن تأخذ حقها في التفكير...
فأمهلني بعضاً الوقت وأنا سوف أتصل بك
وأخبرك بما سوف يكون عليه الحال وبإذن الله لن يكون إلا كل خير...
ودعته وأنا أفكر في كلامه...
اتصلت بعدد من الأصدقاء والمعارف وسألتهم عن الرجل زيادة في التأكد عنه
فأثنوا عليه ولم يعيبوا عليه في شيء...
اتصلت بخالتي وأخبرتها برغبتي في زيارتها..
فتحت جواهر لي الباب
ودخلتُ واستقبلتني خالتي ورحبت بي..
وأحضرت القهوة وجلست
أشرت إلى خالتي بأن تخرج الأطفال بعيداً عنّا...
وحالما ابتعدوا...أخبرتها بموضوع الخاطب...
وقلت لها يا خالتي لو طلبتِ رأيي لما ترددت لحظة في قبوله
فسمعته طيبة ومستواه جيد....
وأرى بأنه مناسب لك جداً....
أطالت خالتي في الصمت ولم تقل شيئاً
قلت : إذا كان ترددك هذا من أجل موقف خالي من زواجك
فلا عليك منه ولن يستطيع أن يقف في وجهك أبداً
ما دامت أنت راضية فاتركي أمر خالي لي...
والاتكال على الله من قبل ومن بعد
قالت وكأنها مجبرة على الكلام:
أمهلني بعض الوقت لكي أستخيرالله في أمري...
قلت لك ما تريدين...وسوف أعطيك مهلة لثلاثة أيام...
وتذكري أن الفرص الجيدة لا تتكرر...
خرجت من عند خالتي بعد أن ودعتها تاركاً في عينيها نظرة حائرة ومترقبة للمجهول...
بعدها مباشرة ذهبت إلى منزل خالي محمد لكي أخبره بالموضوع
فهو الأخ الأكبر لخالتي وإن كان لا يهمه أمرها كثيراً
استقبلني كعادته استقبالاً عادياً..!!
بعد أن أخذت مكاني في الجلوس
قلت له : يا خال:لقد جاءني رجل كفؤ يريد أن يخطب
خالتي أم إبراهيم..
ابتسم خالي ابتسامة صفراء مصطنعة....!!
ثم قال: يالله لك الحمد....عجوز وتريد أن تتزوج بعد والله شيء...!!
قلت مستغرباً: أي عجوز يا خال...!! أم إبراهيم لم تكمل السابعة والثلاثين بعد
قال: إيه ولو...عجوز...والعجوز عندنا ما تتزوج أبد...!!
قلت: كيف....؟ أنت جاد يا خال...؟؟
قال: ومن متى وأنا ألعب معك....؟
ورأيي معروف في مسألة زواج نورة....خلها تقعد على عيالها أبرك لها.....
قلت: الكلام هذا لا يجوز منك يا خال... ولا أرضاه على خالتي وكيف ترضاه أنت لأختك...!!
قال: ومن طلب رأيك أنت حتى ترضى أو ترفض ومن أنت حتى يكون لك رأي على أختي...
قلت : والآن أصبحت أختك ياخال وأصبح لك رأيي عليها...أين أنت منها وهي تبحث عن وظيفة تريد أن تسد حاجتها وحاجة أولادها...؟؟
وسواء كانت في نظرك عجوز أو بنت فليس لك حق أن تمنعها من الزواج...!!
(عندها وفجأة وقف خالي ثم أشار إلى الباب وقال...اطلع برى بيتي لا بارك الله فيك من ولد....[ونوير ] والله ما تتزوج ولو على قص رقبتي...!!
نظرت إليه وقلت : وأنا أهم بالوقوف...
صدقني يا خالي موقفك هذا....لن تجني من وراءه إلا المشاكل...
وخالتي إذا مكتوب لها أن تتزوج فلن يمنعها كلامك ولا موقفك هذا أبداً ....!!
ولا راد لقضاء الله...
خرجت من عنده وأنا أسمعه يتلفظ بألفاظ لا تليق برجل في مثل سنه
خرجت من عنده وأغلقت الباب ورائي
وأغلقت معها الصفحة التاسعة عشرة من صفحات حياة زواجي