خاطرة بعد التشغيب على فتوى اللجنة الدائمة بشأن الكاشيرات ..
هاهم أهل الأهواء من أغيلمة الصحافة قد طاشت عقولهم وسُلت أقلامهم بعد الفتوى التي أصدرتها اللجنة الدئمة للإفتاء _ أقوى جهة شرعية رسمية قي مملكة الإنسانية _ حول عمل الكاشيرات في المحلات المختلطة وبينت الحكم الشرعي فيها وأن العمل فيها محرم للأسباب المفضية التي تؤدي إليها ولو لم يكن منها إلا فتنتها للرجال أو افتتانها هي بالرجال لكفى به مفسدة .. فكيف وقد يصحبها غير هذه المفسدة مفاسد أعظم ومخازي أشد ولقد كان فيمن حولنا وقبلنا في مضمار العمل المختلط دولٌ لا تحترم شعوبها محارم دينية ولا تعترف بأعراف اجتماعية فذاقت من ويلات الاختلاط ماذاقت ، وعانت من شؤمه ما عانت فأخذت ترجع إلى ما كانت عليه _ قبل الثورة الفرنسية واستيلاء العلمانية وتشويهها لكل معاني الطهر والعفة في العالم أجمع ، وحرفت معاني الحشمة التي جائت جميع الشرائع السماوية بحفظها _ فأخذت هذه الدول ترجع إلى جدار الفصل بين النقيضين ، والحجر على الغريزتين في محاضن الدراسة ، ومواطن العمل بكل فطنة وكياسة ...
لن نتحدث عن هذه المفاسد الحاصلة التي يعلمها أكثر من يطالب بعمل المرأة كاشير في محلات مختلطة قبل غيره ولو حلفت على هذا لم أكن حانثا لكن كما قال أبو صلاح : مؤامرة وراء الأكمة ما ورائها .
لكن دعونا نرى التناقض الذي يقع فيه من يزعمون أنهم مثقفين في أغيلمة الصحافة ، أهل الفجور في الخصومة والكذب عند الكتابة من فضحتهم صحفهم يوم أن نشرت لهم استبشارهم بقصر الفتوى على هذه المؤسسة الشرعية الرسمية التي وثق بها البعيد قبل القريب والأقصى فبل الأدنى هيئة كبار العلماء في بلاد الإنسانية المملكة العربية السعودية ... فوصفوا هذا القرار بأنه سيقطع على من جعلنا أضحوكة بين الدول ببعض الفتوى الشاذة التي هم من روج لها وأعلن عنها .. فيا سبحان الله على سرعة التناقض ما أعجلها وخسة الطباع ما أقبحها هاهم اليوم ينشرون التسفيه لهذه المؤسسة في فتواها الأولى بعد القرار الذي طاروا به فرحا ، واستبشروا به ردحا .. فجعلوا من أنفسهم أضحوكة بين الدول ومسخرة بين مثقفي الفكر .. فهذه الفتوى ليست ملزمة حتى تتطبق في المستشفيات وتطبق على الممرضين والممرضات فيا عجبا لهم كيف يحكمون ؟ّ!!! ألم تكن حلقة الكاشيرات في أحد البرامج الحوارية قد قطعت وبترت الحديث عن كشف الأطباء لعورات النساء التي هي أجدى بأن يُغار عليها من بيع العمالة للملابس الداخلية للنساء ... فلماذا السكوت وكتم الحقائق عن هذا الأمر والنظر بعين واحدة ..
يقول أحد المُعارضين على فتوى هيئة كبار العلماء في تحريم عمل الكاشيرات في المحلات المختلطة : هم بينوا الحكم ولم يُوجدوا حلا لقضية البطالة الحاصلة في أطناب البلد في صفوف النساء .. ونسي أو تناسى أن هذه الهيئة هي لجنة دائمة للأفتاء والبحوث العلمية جعلها ولي الأمر لهذه المُهمة وليست وزارة للتخطيط التي هي المعنية للنظر في اقتراح هذا المعترض على هذه الفتوى ..
العجيب أن أحد هؤلاء المعترضين يقول : حرام أن تعمل المرأة داخل المحل ، وحلال لها أن تشحذ في الشارع ، ثم يأتي بعد ذلك ليقوم بدغدغة المشاعر ويلامس العواطف بأن العامل الذي يبيع للمرأة ملابسها الداخلية الخاصة ويسأل عن مقاساتها بدون حياء ، وأخذ يضرب لنا أمثالا أخرى غير أنه لم يذكر لنا ما هو أشد وأشنع وأقبح وأخنع من ذلك كله ألا وهو الطبيب الذي يكشف ويرى عورات النساء في مستشفياتنا الخاصة والعامة وينظر إليها فأين هؤلاء المعترضين عن الغيرة على هذه الأوضاع ؟!
أم أن بيع ما يستر هذه العورات والنظر إليه هو أشد وأنكى وأفضع وأخزى ؟ّ!!! عجبا لهم كيف يكتبون وبعدها يشككون في أن وراء الأكمة ما وراءها ..
لسنا هنا في مجال لأن نذكر الأدلة من الكتاب والسنة لهؤلاء الكتبة المتطفلين لأنهم لا يرعون لها بالا ولا يُقدرِون لها وزنا .. ولسنا في مجال تبيين حكما شرعيا فاللجنة الدائمة للإفتاء قد بينت الحكم وهي جهة رسمية شرعية .
ثم إذا كان هؤلاء المُعترضين على هذه الفتوى يقولون : بأن هناك اختلاطا حاصلا في المستشفيات بين الممرضين والممرضات وفي غيرها من وظائف الدولة فنقول لهم : هذه صحفكم بين أيديكم فاكتبوا عنها وأنكروها وطالبوا بتحسيين حالها لتكون موافقة للفتوى مضمونا وحالا .. ثم نقول لهم : إن التي أخذت تشحذ وتسأل المال في الطرقات وعند الإشارات أين أنتم لتكتبوا عن الأسباب الحقيقية التي جعلتها تقف هذا الموقف المُذل وتثيرونها بدل السعي الحثيث على الزج ببنات المسلمين الطاهرات العفيفات في واطن الفتن حتى صار حالهم : كمن ألقاه في اليم مكتوفا وقال له ... إياك إياك أن تبتل بالماء .أما مُجرد التشغيب والتدليس فهذا من سفه الصبيان وأهل الإفتتان وقبل أن أختم كلامي هذا أود من كل من قرأه أن يتأمل في سورة النور التي جائت لتبين أحكام الأسرة وطرق الحفاظ عليها وشؤونها وأداب الاستئذان وكيف أن الله توعد الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا ، وأن يتنبهوا لحال من يعترض على طرق العفة والطهر والحصانة والستر من المعترضين على شعائر الله وخاصة هذه الآيات البينات يوم أن قال ربنا سبحانه : " وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ّوَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَّّوَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ّأَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ّإِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ّوَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ّوَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ّقُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ " وليت الأحبة يُقارنون بين هذه الأيات وبين حال هؤلاء المعترضين على الفتوى وكيف أنهم استبشروا ثم نكصوا ..
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..
كتبه : فرحان الدهمشي ..