التصوير أثناء الفرح
وهذا موضوع شائك وله عواقب عديدة هذه الأيام لأنه انتشرت الموبايلات مع الكاميرات والكاميرات الإلكترونية والرقمية التي تأخذ مئات الصور وبوضوح فما أحب أن أنبه عليه وبشدة أن التصوير في الأفراح وبالذات في وجود النساء يعتبر من الخصوصيات والمفروض أن لا أحد يصور بدون إذن فمن الذي أعطاه الإذن أن يأخذ هذه الصور بكاميرته ولا بالموبايل الخاص به ؟ و تظل الصور في موبايله وفيها هذه النسوة والبنات وغيرهن ولماذا تبقى موجودة عنده؟ وهمسه في آذانكم حتى لو النساء يرقصن مع النساء وكان فيه تصوير لهن أو فيديو من سيرى هذا كله؟ طبعاً الفيلم عند العروسين فكل هؤلاء النساء اللاتي سيرقصن سيتفرج عليهن العريس وأهله رجالاً ونساءاً يعنى لما يكون هناك تصوير فكل واحدة ترقص أو تأخذ راحتها في الرقص لكي تجامل العروسة فلتعرف إنه سيراها غرباء وهى ترقص في الفيلم أو الصور ونجمل فنقول : التصوير والأفلام لا بد أن يكون لها ضوابط وروابط ولا تكون مسموحة لأي أحد وفى أي مكان بالفرح ولا يصح لأحد أن يعطى الإذن لنفسه ويصور في الفرح كما يريد وهناك مشكلة أخرى في حياتنا ولها أيضاً علاقة بالأفراح لأن الكثيرين منا لا يعطون أي اهتمام للوقت تجد أن كارت الفرح الحضور فيه الساعة التاسعة مساءاً وتلاقى
العروس تحضر الساعة الحادية عشر مساءاً افرض أنت عندك مصالح وعندك شغل أو ارتباطات وغير فاضي والناس تمتعض لو استأذنت المفروض الالتزام بالوقت وحسن الترتيب لكل شئون الفرح نحن كمسلمين لا بد أن نكون أناس نلتزم بالوقت أنت تحدد الوقت وتلتزم به لأن الإسلام يرى أن أعطى فرصة للناس تجامل وترعى مصالحها ومن عنده وقت من الشباب ويريد أن يجلس ساعة اثنين ثلاثة وغير مرتبط بشيء من الشباب فلا مانع إذاً ينبغي الالتزام بالوقت أمر آخر انتشر في الأوقات الأخيرة وبالذات في الأرياف أن المأذون يقول تعالوا وأحضروا العريس والعروسة هنا (أي في منزله أو مكتبه) لأن العروسة تبصم بالعشرة أصابع وتوقع أمامي ويعقدوا القرآن ثم بعد ذلك يقول المأذون لهم اجعلوا أي أحد يشهره في الجامع أو في القاعة يشهره يقصد يعني يعيد صيغة الزواج من الأول بالقبول وكذا وكذا كيف ذلك ؟ هل كان العقد الأول باطلاً فنعيده؟ شرعاً لا يصح الإعادة بهذه الطريقة الإشهار لكي يكون صحيحاً سيقول: قد تم عقد قران فلان الفلاني على فلانة بنت فلان الناس تقول: لا، نريد أن نعيد الصيغة نفسها مع القبول والإيجاب لماذا إذاً لا يعقدوا القران في القاعة والكل يشهد هذا والعريس والعروس يوقعون الأوراق أمام الحضور ويكون الكل شهد وخلصنا
مراسم العقد ومن ورائهم أعمال وأشغال حضروا عقد القران وممكن أن ينصرفوا بعد ذلك ويظل الشباب ومن لديهم وقت لباقي الحفل وكذلك بالطبع أهل العروسين وفي مقابل ذلك ترك الناس سنة الوليمة ورسول الله سنَّها بنفسه وصنعها بنفسه عند الزواج، وهي سنة مؤكدة وقال فيها {أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ}[1] الوليمة لمن يا رسول الله؟ قال{شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لَها الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ المَسَاكِينُ}[2] يعنى الوليمة للأغنياء لأنني عاملها في الفندق إذاً أين الفقراء؟ لا يوجد وأنا أريده زواجاً مباركاً فلابد أن يكون هناك وليمة ويحضرها الفقراء وإذا حدث أن الفرح أو العرس لأسباب ما لم يمكن إقامته بالنادي أو قاعات الأفراح وتمت إقامته أمام المنزل أو على السطح مثلا أو بالبيت فلابد أن نراعى شدة الأصوات والضوضاء وأن نعلم أنه ربما هناك مرضى بالقرب منا أو محتاجون للراحة أو طلبة يذاكرون بالإضافة إلى عدم تأخير الانصراف إلى وقت متأخر فيتأذى الجيران وقد يطلبوا الشرطة لهم ويقعون في بعضهم، وما ذلك إلا لترك مراعاة الآداب الشرعية من حقوق الجيرة المتبادلة ومما تناساه الناس جميعاً في عصرنا الحنَّاء مع أن رسول الله كان يأمر نساء المؤمنات بها والحنَّاء ليست مكروهة ولا ممنوعة في الشرع فلماذا تناسيناها ؟بل أن كان النبي لما يأتيه الوحي ينتابه الصداع كثيراً فكان يضع الحنَّاء على رأسه قبل النوم وعند الاستيقاظ يجد الصداع قد ذهب وهذا من
أحسن علاجات الصداع ومعروف طبيا أنها من مضادات الفطريات الطبيعية ويستخرج منها دواء فكان النظام الإسلامي أن العروس يوم الحنَّاء تكون مع أمها أو مع بعض الناصحات المؤمنات من أهلها ليعرفوها واجبها الشرعي نحو زوجها ونحو أهل زوجها من أمه وأبيه وأخواته وما يجب عليها فعله ليدوم عليهم الوفاء والهناء غير النصائح التي تبدلت اليوم وأصبحت قاصرة على النصائح الجنسية فقط وهذه أشياء يعلمها كل إنسان بالفطرة أين اليوم هذه الوصايا الشرعية التي يقدمها الأبوان ؟وأين العريس والعروس اللذان يأتيان بكتاب فيه هذه الوصايا مثل حق الزوج على زوجته وحق الزوجة على زوجها وحق الأهل؟لكي يعرفوا ما يرضى الله فهذه هي كانت الحنة ولذلك إخواننا كانوا إلى عهد قريب في جنوب الصعيد كانت الحنة عندهم عبارة عن قارئ يقرأ القرآن الكريم وعلماء يتحدثون في هذه الأمور أثناء ما هم يأكلون الوليمة ويستمعون للقارئ والعلماء وللأسف أصبحت الحنة فرق وموسيقى وغناء وانتهى ولم يعد هناك قرآن ولا نصائح ولا وصايا فلا بد من العودة للإسلوب الإسلامي ولا ننسى أن ننبِّه أبنائنا أنه ظهر ما هو أسوأ مما ذكرنا وذلك أن أصحاب العريس يأتون له بهدية أفلام جنسية ويقولوا له تعلم منها لكي تنفذ مالنا وما لهؤلاء الجماعة الذين صاروا في
مرتبة أدنى من الحيوانات التي تستتر في مثل هذه الحالات وهم لا..ديننا مبنى على الحياء والحياء لا يأتي إلا بخير بل وقد يأتي أحد له ببرشام أو حبوب أو دهانات ويقول له علشان تصير حالتك كذا وكذا من قال ذلك ؟ وكيف يسمع هو كلامهم ؟ وأنتم لا يخفى عليكن أنه في كثير من الأحيان أصيب أبنائنا بمشاكل عديدة نتيجة سماع مثل هذه النصائح أو قبول مثل هذه الهدايا الضارة ولكن انظروا إلى الشرع الحنيف ونبينا نبي الرحمة بماذا ينصح الابن المسلم إذا خلا بزوجته لأول مرة وهذا ما يجب علينا و على الصاحب الناصح لصاحبه أو الصديق المسلم النافع لصديقه أن ينصح به أخاه أول عمل يقومون به عند دخولهم إلى بيت الزوجية أن يبدأ أولاً بصلاة ركعتين مع زوجته في مكان معيشته ليتبارك بالصلاة لله ثم بعد ذلك يضع يده على ناصيتها أي جبهتها ويسمِّ الله ويدعو ويقول كما علمنا الرسول {اللهمَّ إنِّـي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جُبِلَتْ علـيهِ وأعوذُ بِكَ من شَرِّهَا وشَرِّ ما جُبِلَتْ علـيهِ}[3] وبهذا تحل البركة عليهما ويكون حفظ الله نصيبهما وتوفيقه حليفهما من أول ليلة وإلى ما شاء الله ومدَّ في عمرهما وأما ما بعد ذلك فمشهور وفيه عشرات الكتب الدينية الذاخرة بالنصائح للعروسين وبالإسلوب النبوي الأرفق في هذه الليلة وفى كل ليلة حتى يدوم الأنس والمحبة وحتى يتمتعوا بما أحل الله لنا في أمان واطمئنان وتصبح أسرة إسلامية حقا وتنبيه أخير للبنات وأمهاتهن
وهذا التنبيه يخص اليوم التالي للزفاف أو " الصباحية " تأتى الأم بعد الزواج أو ثاني يوم وتقول لبنتها : ماذا عمل معك ؟ وأنت ماذا فعلت ؟إن الحديث في هذه الأمور الجنسية بين الأم وابنتها وبين الأخ وأخته لا ينبغي كيف ذلك؟ هذا أمر لا يليق قال النبي {أَلاَ عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يَخْلُوَ بِاهْلِهِ يُغْلِقُ بَاباً ثُمَّ يُرْخِيَ سِتْراً ثُمَّ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ ثُمَّ إِذَا خَرَجَ حَدَّثَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ أَلاَ عَسَى إِحْدَاكُنَّ أَنْ تُغْلِقَ بَابَهَا وَتُرْخِيَ سِتْرَهَا فًّاذَا قَضَتْ حَاجَتَهَا حَدَّثَتْ صَوَاحِبَهَا؟» فَقَالَتْ امرأة سَفْعَاء الخَدَّين: والله يا رسول الله إنهنَّ ليفعلن وإنهم ليفعلون قال: «فَلاَ تَفْعَلُوا فًّانَّمَا مَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ شَيْطَانٍ لَقِيَ شَيْطَانَةً عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا ثُمَّ انْصَرَفَ وَتَرَكَهَا}[4] لأن هذه أمور سترها الستار لا ينبغي أن تذاع ولا أن تشاع ولكن طبعا لو فرضا حدثت مشكلة زوجية أو جنسية بين الزوجين لأي سبب ففي المعتاد أنها تنتهي خلال أيام بلا أي تدخل ولكن لو احتاج الأمر إلى تدخل فليكن من أقرب الأقربين العقلاء وعلى أضيق الحدود ولا يعلن ولكن بالقدر اللازم لحل المشكلة فإذا ما احتجنا إلى الطب فليكن من أبوابه السليمة وأهل الاختصاص
[1] عن أنسٍ «أن النبي رأى على عبدِ الرحمن بن عوفٍ أثرَ صُفرة، فقال: ما هذا؟ قال: إني تزوجت امرأةً على وَزنِ نواةٍ من ذَهَب. قال: باركَ الله لك. أوْلمْ ولو بشاةٍ».( صحيح البخاري )
[2] وتكملة الحديث لتدوم المحبة ويترابط الناس ولا يتعزَّز أحد على وليمة أحد {وَمَنْ لَمْ يَأْتِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى الله وَرَسُولَهُ}. (عن أَبي هُرَيْرَةَ رواه الإمام البخاري في صحيحه )
[3] (سنن البيهقي الكبرى) عن عمرِو بنِ شعيبٍ عن أبـيه عن جَدِّهِ.
[4] رواه البزار عن روح بن حاتم
منقول من كتاب [المؤمنات القانتات]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...ات&id=12&cat=2