ما إن أنهت المطربة الناشئة وصلتها حتى صاح أحد أعضاء لجنة التحكيم الموقرة "دي صاروخ أرض جو"، وعقب آخر: "إمكانياتها تؤهلها لاكتساح الأخريات بلا ريب"، وكان ثالثهم أكثر صراحة حين قال بنظرة لا يمكن وصفها بالبراءة: الـ body language عندها غير معقول.
هكذا كان تعقيب لجنة التحكيم في واحد من البرامج " الموضة " التي تسعى لاكتشاف الموهوبين في الغناء، والتي ضمت عددا من الملحنين الذين يوصفون بأنهم "كبار"، وأحدهم - تصوروا- لحّن للراحلة أم كلثوم!
لم يحدثنا واحد منهم عن قدرات المطربة الصوتية، ولا خصوصيتها في التعاطي مع اللحن، ولا مخارج ألفاظها أوفهمها للتنويعات الموسيقية ودلالات الكلمات، وإنما فقط حدثونا عن جسدها وسطوته التي أطاحت برؤوسهم كما ألهبت مشاعر الجمهور الذي أدمى التصفيق كفوفه.
قبلها بأيام كان المطرب المصري الذي وصف بأنه " رائد" الموجة الغنائية الجديدة يتحدث إلى واحد من البرامج - المدفوعة إن كنتم لا تعرفون - عن الصرعات الجديدة في الغناء وعن ضرورة الاستفادة من الموسيقى الغربية، هازئا - من طرف خفي - من المقامات الموسيقية الشرقية بوصفها " متخلفة لم تعد تساير العصر".
ولاحظت أن المطرب "الرائد" صبغ شعره باللون الأصفر ووضع عدة قلادات حول عنقه وأساور تزين معصمه، كما بدا فمه معوجا بطريقة غريبة ولكنته المصرية عجيبة منفرة .
كان المطرب الشاب كما بدا لي يتحدث أيضا بلغة الجسد. سؤال لن يمنح مجيبه قطعا أية جائزة: لماذا انحدر الفن وهوى سوق الطرب؟!
تحياتي