بسم الله الرحمن الرحيم
كلنّا يعلم أيها الأحبه أهمية هذه المضغة الصغيره ألا وهي القلب
وأنها محطُ نظر الله جل وعلا ..
كما جاء في الحديث الصحيح
( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم
وأعمالكم)
ففي هذه المضغه يكون الإيمان والصدق والإخلاص لله جل وعلا
وفيها أيضاً يكون الكذب والنفاق والغش والخداع
(( وكُل إناء ٍ بما فيه ينضح ))
وليس الكلام هُنا عن رجل يصلي ويعمل بعض الطاعات
و عنده بعض التقصير الواضح
وإذا نُصح أنتصح وإذا ذُكّر تذكّر وقال جزاك الله خيراً
(فكلنّا ذوو خطأ )
من الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط
ولكن الكلام عن رجل يرتكب المحظورات ويعمل بالكبائر والسيئات
ويترك الطاعات وهاجر للمساجد والصلوات
وعندما تكلمه وتناصحه يأتيك الرد على الفور:
( الإيمان بالقلب)
فأصبح هذا القلب[ شمّاعة ً ]عند الكثير من الناس يبررون بها تركهم
للأوامر وفعل المحرمات!!
وهل هذا القول يكفي بأن الإيمان في القلب ؟!
لا والله لا يكفي ومردود على قائله باتفاق علماء أهل السنة والجماعه
ومخالف للإعتقاد الصحيح للإيمان
بأن الإيمان ( إعتقادٌ بالقلب وقولٌ باللسان وعملٌ بالجوارح والأركان)
فأصل الإيمان في القلب ولابد أن يظهر على الجوارح كما قال الرسول
صلى الله عليه وسلّم :
(ألا وإن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت
فسد سائر الجسد ألا وهي القلب )
وأيضاً إذا صلح القلب صلح معه العمل
والإيمان بدون عمل لاينفع كما قال الله عن أهل الفوز والنجاة من
الخساره كما في سورة العصر
( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
وقال في آية أخرى :
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)
والآيات والأحاديث كثيرة جداً
ويكفي في إبطال هذا القول وردّه ما جاء من الوعيد الشديد لمن وقع
في المحرمات من أعمال سيئة ومعاصي
ولو كان الإيمان بالقلب يكفي لم يأتي الزجر والوعيد والعقوبةلمن قام بالفعل
ولو كان يكفي بالقلب لم يأتي الحث والأمر بفعل الطاعات والأعمال بالجوارح وأنها مع الإيمان
بعد رحمة الله هي ثمن الجنة ومهرها
كما قال الله: ( أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون )
م/ن