بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها الأخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
المسيح الدجال :
سمي بالمسيح لأنه ممسوح العين وهذه التسمية بهذه الصيغة مشتقة من أسم المفعول أي الممسوح بخلاف المسيح ابن مريم الذي اشتق اسمه من اسم الفاعل الماسح لأنه كان يمسح على المريض فيبرأ وقيل لأن دجل معناها غطى وموه ولذلك يقال دجل الاناء بالذهب أي غطاه وذلك لأن هذا الدجال سيغطي الأرض بكفره وقيل لأنه سيشمل الأرض ويغطيها برحلته الطويلة التي سيقطعها في زمن قصير أما عن الدجال وأنه شرط من أشراط الساعة فإنه واقع ولا بد وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "أن الساعة لا تقوم حتى تكون عشر ايات الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس … الى آخر الحديث " فالدجال ظهوره من أشراط الساعه وأشراط الساعة منها صغرى ومنها كبرى وأشراط الساعة ابتدأت بموت الرسول صلى الله عليه وسلم فإن أول علامات الساعة الصغرى موت الرسول صلى الله عليه وسلم وهناك علامات الساعة الكبرى ومنها الدجال وقد قال صلى الله عليه وسلم " ثلاث اذا خرجن لا ينفع نفس ايمانها لم تكن آمنت وكسبت في ايمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض " فإذا كان الناس في ذلك الزمان مستعدين لخروجه ومؤمنين فإنه لا ينفع ايمانهم اذا خرج ذلك الدجال من الفتن التي تقع منه وهذا الحديث يشير الى آية موجودة في كتاب الله وهي قوله عز وجل (.. . يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ..) (الأنعام:158) فالمقصود بقول الله عز وجل بعض ايات ربك منها الدجال وهذا الذي يجاب به على بعض الناس الذين يقولون لماذا لم يذكر الدجال في القرآن فنقول أنه قد ذكر ضمنا وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حذر الأمة وقال بادروا بالأعمال ستا وذكر منها الدجال أي انتهزوا الفرصة بالأعمال الصالحة قبل أن يظهر الدجال فقد لا تستطيعون أن تعملوا شيئا إن ظهر وعلموا أيها الأخوة أن الدجال أكبر فتنة موجودة على ظهر الأرض على الإطلاق فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ونحن سننقل أحاديث صحيحه بإذن الله في هذا الدرس وروى حديث الدجال عدد من العلماء ومن أوسع من روى له الامام مسلم رحمه الله في صحيحه والامام أحمد رحمه الله في مسنده وكثير من الأحاديث التي وردت في الدجال صحيحة وثابته وهذا ما سنعتمد عليه في هذا البحث " ما بين خلق آدم الى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال " وفي روايه " أمر أكبر من الدجال " من خلق آدم الى يوم القيامة لا توجد فتنة أكبر من فتنة الدجال وقد روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال : إني لأنذركموه وما من نبي الا أنذر قومه ولكني سأقول لكم فيه قول لم يقله نبي لقومه إنه أعور إن الله ليس بأعور " وقال صلى الله عليه وسلم " إني لأنذركموه وما من نبي الا أنذر قومه وقد أنذره نوح قومه ولكني سأقول فيه قول لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور " وقال عليه الصلاة والسلام " غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجكم دونكم (أي أن النبي كان يتوقع أن يخرج وهو فيهم فإذا خرج والرسول صلى الله عليه وسلم حي فسيتولى الرسول صلى الله عليه وسلم محاجة الدجال وافحامه وإقامة الحجة عليه وتبيين باطله من دون الأمة ) وإن يخرج ولست فيكم فمرؤ حجيج نفسه " أي أن كل واحد سيتولى المدافعة بنفسه وإقامة الحجة بنفسه ودفع شر الدجال عن نفسه بنفسه وذلك بأن يكذب الدجال وأن يلقي بنفسه في النار التي مع الدجال كما سيرد في شأن هذا الدجال ثم قال عليه الصلاة والسلام " ولست فيكم فمرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم " أي أن الله ولي كل مسلم وحافظ ومعين لكل مسلم على هذه الفتنة ثم قال صلى الله عليه وسلم " فأما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي الا حذر أمته وسأحذركموه بحديث لم يحذره نبي أمته" درس لنا أن الدعاة الى الله عز وجل ينبغي أن يحذروا الناس من الدجال وينبغي أن يصفوا للناس الفتن وينبغي أن يعلموا الناس كيف يكون موقفهم من الفتن نأتسي بالرسول صلى الله عليه وسلم كيف حذرنا من فتنة الدجال وكيف وصف لنا الدجال وصفا دقيقا كأننا نراه فإذا مهمة الدعاة الى الله أن يحذروا الناس من الشر وأن يبينوا لهم ما هو الشر وكيف يكون الموقف وكيف يحذر من هذا الشر .
الأحداث قبل خروج الدجال :
أما عن الأحداث التي ستكون قبل خروج الدجال فإنها كثيرة قال عليه الصلاة والسلام "تغزون جزيرة العرب سيفتحها الله ثم تغزون فارس ويفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحها الله " أي المكان الذي فيه الدجال والقوم الذين معه وقال صلى الله عليه وسلم " عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال " هذه أزواج من الأشياء كل حدث مرتبط بالثاني ولكن يحتمل أن يكون بين كل زوج والآخر فترة زمنية طويلة فإذا عمر بيت المقدس بالمال والرجال والعقار واتسع بناؤه وزاد عن الحد المعروف فإن ذلك سيكون سببا في خراب يثرب ومعنى ذلك أن الكفار سيستولون وسيكون لهم صوله بحيث يحدث خراب فيها فإذا حدث عمران بيت المقدس وخراب يثرب فإنه سيكون بعد ذلك خروج الملحمة وهي الحرب العظيمة التي ستكون بين المسلمين والنصارى وهي الموقعة التي ستكون بين أهل الشام والروم كما ذكر شراح الحديث وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وسيعقب ذلك فتح هذه المدينة التي هي من مدن الكفار وسيعقب ذلك خروج الدجال وكل واحد من هذه الأمور أمارة لما سيحدث بعده وقال عليه الصلاة والسلام "فتنة الأحلاف هرب وحرب " هرب لأن الناس يهربون منها من القتل والعداوة والحرب هو نهب الأموال وقتل الأهل بحيث لا يبقى لأحد لا مال ولا أهل "ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما اوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع " والورك هو أعلى الفخذ والضلع معروف والمقصود أن الناس سيصطلحون على رجل يبايعونه ويملكونه عليهم ولا يصلح أن يكون ملك لأنه جاهل ولا تستقيم له الأمور ولكن هذا الذي سيحدث كورك على ضلع كما أن هذا الورك الكبير لا يثبت على ضلع لأن الضلع دقيق وكذلك لن يثبت أمر هذا الرجل ولن يكون مناسبا نظرا لجهله " ثم فتنة الدهيماء (والدهيماء تعني العظيمة الكبيره ) لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت وزادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط ايمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا ايمان فيه " وهذا يكون نتيجة التدافع بين الحق والباطل ونتيجة معترك الأمور وقيام الأحداث بين أهل الحق وأهل الباطل ويتميز أهل الحق عن أهل الباطل وهذا من فوائد التدافع الذي ذكره الله عز وجل في كتابه (..وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ..) "فاذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غد" وهذه فتن تقع قبل الدجال ومرة أخرى نقول لا يصلح لأحد الآن أن يقول أن ما يقع الآن من الأحداث والأشياء التي وقعت وهذه الحرب وهروب الناس ونهب الأموال هذه فتنة ويفسر الحديث بالواقع وبهواه بجهله ولا يجوز ذلك وإنما ناخذ من الفتن كيف نواجهها ونتعلم منها دروسا وقد تمر بنا بعض هذه الفتن فنعرف الموقف منها وقد تمر بنا فتن أصغر من الفتن المذكوره في الحديث فنعرف كيف نواجهها وهذا الحديث يبين لنا أن الصحة والرخاء قد تقع فيها فتن عظيمة ويبين لنا أهمية تميز أهل الايمان عن أهل النفاق ثم أنه صلى الله عليه وسلم بين أيضا الحال التي سيكون عليها المسلمين عند ظهور الدجال وهذه الحال ستكون عبارة عن حروب بين المسلمين والنصارى وسيكون فيها النصر في النهاية لأهل الاسلام ثم يظهر الدجال فقال عليه الصلاة والسلام : " ستصالحون الروم صلحا آمنا، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم، فتنصرون وتغنمون، وتسلمون، ثم ترجعون، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب، فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين، فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة وزاد بعضهم فيثور المسلمون الى أسلحتهم فيغتسلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة " أي أنه في آخر الزمان قبيل الدجال سيحصل هناك صلح آمن ولكن الروم النصارى سيغدرون وسيقوم رجل يتحدى المسلمين بالصليب فيقوم أحد المسلمين فيكسره فتقع بعد ذلك معركة يكون المسلمين في أول الأمر قلة فيكرم الله القلة من المسلمين التي تواجه النصارى فيكرمهم الله في أول الأمر بالشهادة ثم بعد ذلك يستعد الفريقان لمعركة كبيرة وملحمة عظيمة يكون النصر فيها للمسلمين وقد جاء في صحيح الامام مسلم رحمه الله تفصيل لهذه الموقعة " لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق (وهذا موضع قرب حلب في بلاد الشام فيكون هناك موضع الملحمة ) فيخرج له جيش من المدينة المنورة من المسلمين من خيار الأرض يومئذ فإذا تصافوا أمام بعض قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم (ومعنى هذا أن من المسلمين في السابق قد أخذوا سبي من الروم وان هؤلاء السبي من الروم قد أسلموا وانضموا الى المسلمين وأن الروم يقولون هاتوا أقرباءنا من الروم الذين أسلموا معكم فردوهم الينا ) فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فيهزم ثلث (من جيش المسلمين ) لا يتوب الله عليهم أبدا (لماذا ؟؟ لأنهم لم يتوبوا من الفرار من الزحف ) ويقتل ثلث (من المسلمين ) أفضل الشهداء عن الله ويفتتح الثلث (الأخير البلاد ويغنم )لا يفتنون أبدا فيفتتحون قسطنطينية وبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح (أي الدجال ) قد خلفكم في أهليكم (يريد افزاعهم وتخويفهم ) فيخرجون (المسلمين يخرجون الى جهة خروج الدجال ) وذلك باطل ( يكون كلام الشيطان هذا باطل) فإذا جاؤوا الشام خرج المسيح الدجال فعلا فبينما هم يعدون لقتال الدجال بعد أن قاتلوا الروم وما استطاعوا ان يقتسموا الغنائم يسوون الصفوف اذ اقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم فأمهم .. الى آخر الحديث " ثم أنه ورد لهذه الغزوة تفاصيل أخرى فقد قال صلى الله عليه وسلم " إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام فقال عدو يجمعون لأهل الاسلام ويجمع لهم أهل الاسلام يقول الراوي عن ابن مسعود قال : الروم تعني قال وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة ، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل" ملخص الحديث أن هؤلاء الفدائيون من المسلمون الذين يخرجون من جيش المسلمين يقتلون شهداء ومرة ثانية وثالثة لأنهم قلة "ثم بعد ذلك نهد لهم أهل الإسلام (يجتمع أهل الإسلام من الاماكن المختلفة )فيجعل الله الدبرة على الكفار فيقتل المسلمين من الكفار مقتلة لا يرى مثلها حتى أن الطائر لا يمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا" بعض السدج من الناس عندما قرأ هذا الحديث قال هذه اشارة على الأسلحة الكيماوية وهذا من الظلال الذي ذكرته منذ قليل وهذا تفسير النصوص الشرعية بأشياء من الواقع حسب الهوى وليس بالرجوع الى كلام أهل العلم " فيتعاد بنو الأب كانوا مائة ، فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد ، فبأي غنيمة يفرح ؟! أو أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك ! فجاءهم الصريخ : أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم" فإذا يكون خروج الدجال بعد معركة كبيرة جدا تحدث بين المسلمين والنصارى "فيرفضون ما في أيديهم ، ويقبلون ، فيبعثون عشرة فوارس طليعة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم ، وألوان خيولهم ، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ _ أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ _ " هذا ما سيحدث قبيل خروج الدجال وهذا يبين أن المسلمين في ذلك الوقت في حركة مدافعة ضد الكفار وحركة جهادية مستمرة أما العداوة بيننا وبين النصارى باقية الى ذاك الزمان وأن النصارى سيصالحون المسلمين ثم سينغضون الصلح ويغدرون بالمسلمين وأن المسلمين الخلص في ذلك الوقت لن يكتفوا بهزيمة النصارى بل سيواصلون المشوار وهذا درس على أن جهاد هذه الأمة مستمر الى قيام الساعة وان جهاد هذه الأمة متتابع وأن المخلصين من المسلمين لا يقفون عند حد معين ولا يكتفون بتحقيق هدف معين ولكن لابد من إكمال المشوار لاقتلاع الشرك من الأرض (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ..) (لأنفال:39) هم لم يكتفوا بهزيمة النصارى فلما سمعوا بالدجال توجهوا نحو الدجال ولم يشتغلوا بتقسيم الغنائم وهذا درس في عدم الانشغال بالدنيا وأن من الأحداث الأخرى التي ستحدث قبل خروج الدجال قوله صلى الله عليه وسلم "إن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله تعالى السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلثي نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظل الا هلكت الا ماشاء الله قيل يا رسول فما يعيش الناس في ذلك الزمان قال :التهليل والتكبير والتحميد ويجزؤ ذلك عليهم مجزأت الطعام " كرامة للمسلمين من الله في ذلك الوقت أن يعيشوا على ذكر الله فقط وهذا يثبت أن للأذكار قوة في البدن ويجوز عليه حديث علي وفاطمة عندما اشتكت فاطمة تريد خادم قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ألا أدلكما على امر هو خير لكما من خادم إذا أويتما الى فراشكما تسبحان الله ثلاث وثلاثين وتحمدان الله ثلاث وثلاثين وتكبران ثلاث وثلاثين " فبين أن هذا الذكر فيه فائدة في تقوية البدن حتى المرأة المسلمة التي تريد خادمة نقول من الحلول إكثار ذكر الله عز وجل ولذلك دل الرسول صلىالله عليه وسلم ابنته فاطمة علىالاكثار من الذكر وأخبر أن فيه قوة للبدن .
صفات الدجال :
للدجال صفات عامة فيقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح "إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا (أي اني حدثتكم كثيرا عن الدجال حتى خشيت أن ينسي حديثي بعضه بعضا فتنسونه أو أنه مع اشتباك الأحداث في أمور الدجال تلتبس عليكم الأمور فلا تفهموا ) فاعقلوا الحديث وتبصروا فيه إن المسيح الدجال
1- رجل قصير
2- أفحج (أي أنه يمشي مشية معيبة فيه عرج بسبب تباعد بين ساقيه مثل الرجل الذي بين ساقيه مرض فهو يسير بهذه المشية المتعرجة )
3- جعد (أي أن شعره ليس أملس )
4- مطموس العين ليست بناتئة (لا هي ظاهرة )حجراء وفي رواية حجراء (أي ليست داخله للداخل )
فإن ألبس عليكم فأعلموا أن ربكم ليس بأعور وأنكم لن تروا ربكم (أي أن الدجال سيظهر ويقول أنا ربكم ونحن نعلم أنه لا يمكن أن نرى الله في الدنيا فلو ظهر الدجال وقال لكم أنا ربكم فلا يلتبس عليكم الأمر أولا الله ليس بأعور وثانيا أنكم لن تروا الله حتى تموتوا ) ثم قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر " الدجال أعور
5- هجان (أي أبيض) أزهر وفي رواية أقمر (أي أنه أبيض )
6- كأن رأسه أصله (مثل رأس الحية العظيمة ) أشبة الناس بعبد العزى بن قطن (وهذا الرجل من خزاعة كان في الجاهلية مات كافر) فإما هلك الهله (لو هلك الناس الذين سيرونه فإن ربكم ليس بأعور ) ثم قال " ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية وأراني الليلة عند الكعبة في المنام (أي أنه رآه في المنام ) أما مسيح الظلاله فإنه أعور العين
7- أجلى الجبهه ( واسع الجبهه )
8- عريض النحر
9- فيه جفأ (فيه انحناء )
10- الدجال أعور العين اليسرى
11- جفال الشعر (شعره كثيف )
وكذلك أخبر عن هذه العلامة المهمة جدا في الدجال وهي العور إحدى عينيه ممسوحه تماما والعين الأخرى فيها علة يشببها كأنها نخاعة في حائط .. فالاولى ممسوحه والثانية ظاهرة وناتئة كأنها عنبة طافية فإن عينيه كلتاهما معيبة فواحدة ممسوحة تماما والاخرى معيبة بنتوئها ولها لون أخضر كما قال كالزجاجة الخضراء وكذلك فإن على هذه العين لحمة تنبت قال عليه الصلاة والسلام "عليها ظفرة (والظفرة لحمة تنبت عند طرف العين القريب من الانف ) تنبت حتى تغطي جزءا من عينه " وهذا الوصف الدقيق يريد عليه الصلاة والسلام أن لا تظل الأمة وأن تعرف صفة المسيح الدجال بالاضافة الى ذلك يقول عليه الصلاة والسلام
12- "أنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن " وفي رواية أخرى "يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب " سواء يعرف القراءة والكتابة أو لا يعرف أي أن كل المؤمنون يستطيعون أن يقرؤوا هذه الحروف بين أعيني الدجال ( ك ف ر ) كافر والألف طبعا في الماضي لا يكتبونها في الخط لكن تنطق "والكفار يحجبهم عنها بحوله وقوته ".
المكان الذي يخرج منه الدجال :
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :"ان الدجال يخرج من أرض في الشرق أو المشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم ال…." ثم ورد تحديد آخر "إنه خارج خلة بين العراق والشام فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله فاثبتوا " ثم ورد ايضا تحديد آخر "إن الدجال يخرج من قبل المشرق من مدينة يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة " وقال أيضا "يخرج الدجال من يهودية أصبهان معه سبعون ألفا من اليهود " قال بعض المؤرخين أن هذه المدينة مدينة أصبهان فيها جزء تعرف بحارة أو حلة اليهود هذا الجزء من المدينة أصبهان في قطاع خراسان في جهة المشرق سيخرج منه المسيح الدجال وهذا تأكيد على ما ذكره عليه الصلاة والسلام أن الفتن ستكون في جهة المشرق وجهة المشرق هي جهة العراق وايران الآن وما وراءهما لذلك لو نظرت الى فتنة الرافضة وفتنة الخوارج وما حصل من قدوم التتار من جهة المشرق وما حصل من الحروب في العصر الحاضر في هذه الجهة لوجدت أن هذه الجهة بؤرة فتن وأن سكان هذه الجهة يتميزون بحب العنف والدم والثورة والحروب ولا تزال المشاكل موجودة فيها ولو تتبعت التاريخ الاسلامي لوجدت منطقة خراسان مليئة بالفتن والحروب والمشاكل وحتى الآن ونحن نرى بأعيننا ونسمع مصداق قوله صلى الله عليه وسلم (الفتن من جهة المشرق )
كيف يخرج المسيح :
ان المسيح الدجال كما هو معروف من الحديث الذي ورد في صحيح الامام مسلم أنه محبوس الى الآن في جزيرة من جزائر البحر وأنه كان حيا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه رجل عظيم الخلقة رآه تميم الداري ومن معه من الناس ثلاثون رجلا رأوه وحدثوا الرسول صلى الله عليه وسلم لأن سفينتهم لعب بها الموج وألجأهم الموج الى جزيرة ولما نزلوا الجزيرة رأوا الجساسة وهي الدابة كثيرة الشعر فخاطبتهم وقادتهم الى الرجل العظيم الموثق بالسلاسل داخل الكهف ودخلوا ورأوه رجلا عظيما موثقا بالسلاسل وحصلت محاوره بينهم وبينه وأخبرهم أنه الدجال وانه سيخرج من غضبة يغضبها فستتحطم السلاسل ويخرج يعيث فسادا في الأرض ويخرج من جهة المشرق وهنا اقول قضية مهمة جدا بعض ضعاف الايمان سيقولون أن الأقمار الصناعية ما تركت مكان إلا ومسحته بهذه الأجهزة المعقدة الدقيقة جدا وأنه لا يمكن أن يوجد دجال وأن هذا كله خرافات أقول أيها الأخوة أن هؤلاء المساكين ضعاف الايمان المفتونين بالتقدم العلمي بحيث أنهم جعلوه صنما هل فعلا أن هذه الحضارة الغربية كشفت كل شبر في الأرض ألا يزال هناك مواضع على اليابسه ما وطئتها قدم حتى الآن أليس هناك مغارات وكهوف لا يدرى ما فيها حتى الآن أليس هناك في قاع المحيطان لا يدرى ما فيها حتى الآن فلماذا اذا تقديس التقدم العلمي والتكنولوجي لدرجة أن ننفي أحاديث الدجال كما يفعل بعض الناس هؤلاء الناس مفتونين فعلا يكذبون النصوص الشرعية فما زال العلماء الى الآن يكتشوف ما على الأرض فالقضية ما انتهت ثم الله الله عز وجل قادر على أن يعمي عليهم وجود الدجال في جزيرة من جزر الأرض .
خروج الدجال :
يقول الدجال للناس أنا ربكم يدعي الربوبية وهنا يعلم المؤمنون أن ربهم ليس بأعور ولو أن هذا الدجال لو كان ربا لعالج نفسه ولأذهب العور عن نفسه ثم أن الله جعل لهذا الدجال امكانات كثيرة وبسببها تحصل الفتنة ومنها كما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن اسراع الدجال في الأرض فقال : "كالغيث استدبرته الريح " كذلك تكون سرعة الدجال سيتجول في أقطار الأرض كلها وقال صلى الله عليه وسلم "ليس من بلد الا سيطؤه الدجال الا مكة والمدينة " ومن فتنة الدجال قوله صلى الله عليه وسلم "معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار " وقال "إن معه ماءا ونارا فناره ماء بارد وماؤه نار " وقال" وأنا لأعلم بما مع الدجال منه معه نهران يجيران أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج فاما أدركن أحد فلياتي الذي يراه نارا فالمسلم لو راى هذا المثل ماذا سيفعل يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " فلياتي الذي يراه نارا وليغمر ثم ليطاطا راسه في النار هذه فيشرب منه فانه ماء بارد لكن من الذي سيفعل؟؟ إنه أعور وإنه ليجا معه سلسال الجنة والنار فالذي يقول إنها الجنه هي النار " وقال صلى الله عليه وسلم " فاما الذي يراه الناس ماءا فنار تحرق فاما الذي يراه الناس نارا فماء بارد عذب فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه نارا فإنه ماء عذب طيب فلذلك قال عليه الصلاة والسلام يخرج الدجال ومعه نهر ونار فمن دخل نهره وجب وزره وحط أجره ضاع أجره ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره ثم إنما هي قيام الساعة وكذلك ورد أن معه جبل من خبز وطعام وأن الدنيا فيها مجاعة وأن الناس سيتبعونه من المجاعة لكي يحصلوا هذا الطعام الذي عندهم وأن هذه الفتنه لن تضر المؤمنين بأذن الله وكذلك أخبر أن الجمادات ستستجيب لهم والحيوانات قال عليه الصلاة والسلام " سيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به أنه هو الله ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر بأذن الله والارض ستنبت وتخرج الكلأ فتروح عليهم سارحتهم (ماشيتهم على هؤلاء الناس الذين أمنوا بالدجال) أطول ما كانت يرل قامه و ارتفاعا وأسبغه ضروعا (ممتلئة بالحليب) وأمده خواطر (من السمن ) ثم يأت القوم فيدعوهم فيردون عليه حوله (أي يكفرون به )فينصرف عنهم فيصبحون موحلين (قحط ) ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها …. النحل "وأن من فتنته أنه يقول للأعرابي أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك فيقول نعم فيتمثل له شيطان في صورة أبيه وأمه فيقولان يا بني إتبعه فإنه ربك "وأن من فتنته أيضا أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقول الدجال للناس : أنظروا الى عبدي هذا فإني أبعثه ثم يزعم أن له ربا غيري فيبعثه الله وليس الدجال لكن يري الدجال انه بعثه وفعلا يلتئم الشقان فيقول الخبيث من ربك فيقول ربي الله وأنت عدو الله أنت الدجال وهنا نأخذ درسا أيها الأخوة أن الدجال اذا كان يتعاون مع الشياطين في ذلك الوقت لاضلال الناس أفلا يكون حري بالدعاة الى الله عز وجل أن يتعاونوا مع بعضهم لهداية الناس اذا كان الدجال والشياطين يسخرون قدراتهم وامكاناتهم مجتمعة لكي يضلوا الناس افلا يكون حريا بنا معشر الدعاة الى الله أن نتعاون معا ونتكاتف معا وتتعاضد جهودنا معا لتصب في مصب واحد وهو ارشاد الناس الى الله عز وجل .
اتباع الدجال :
أما اتباع الدجال فإنهم أصناف قال عليه الصلاة والسلام : أكثر اتباع الدجال اليهود والنساء وقال : ينزل الدجال في هذه السبخة بمر قناة (واد قرب المدينة ) فيكون أكثر من يخرج اليه النساء حتى أن الرجل ليرجع الى حنينه والى أمه وابنته واخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج اليه (أي ان الرجل المسلم العاقل يذهب الى نساء بيته يربطم مخافة أن النساء يخرجون للدجال ) فيؤمنون به ويقعون في فتنته وقال صلى الله عليه وسلم يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسه (نوع من اللباس على الكتف يزين البدن كله ) اذا الدجال يتبعه يهود ويتبعه رجال ونساء ولكن النساء أكثر وكذلك يتبعه من العجو أقوام كثيرون ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (يتبعه أقوام كأن وجوهم المجان المطرقة أو المطّرقة (والمجان جمع مجن والمجن هو الترس والمطرقة أو المطّرقة )هي صفة لهذه التروس أي أن وجوه هؤلاء الأقوام الذين يتبعون الدجال عريضة وأنها مكتنزة لحما شببها بهذه التروس وهؤلاء منهم عجم ومنهم ترك ولكن منهم أيضا من العرب من يتبع الدجال وهنا أيها الأخوة نلاحظ أمرا وهو تواطؤ اليهود مع الدجال الذي جاء أنه يهودي أيضا وهذا يبين أن دور اليهود لا ينتهي الى قيام الساعة وانهم يريدون أن يهيمنوا على العالم ويسيطرون عليه ولذلك اليهود في عقيدتهم أن المسيح الدجال أسمه المسيح بن داوود كما اننا نحن نؤمن أن المسيح كافر اليهود يؤمنون أن المسيح الدجال اسمه المسيح ابن داوود وانه يخرج في آخر الزمان وأنه يرد اليهم الملك ولذلك ينبغي أن نحذر من اليهود في كل عصر وفي كل وقت وأن نعلم بأن اليهود هم أعداؤنا دائما وابدا وأن اليهود كما وضعوا السم للرسول صلى الله عليه وسلم فمات مسموما في ذراع الشاة التي قدمها اليهود له فإن مؤامراتهم على الاسلام لا تنتهي وأنه سيكون من آخر مؤامراتهم أنه سيخرج منهم فقط سبعون ألفا يتبعون الدجال ويقاتلون مع الدجال وهذا شأنهم لأنهم أعداء الله عز وجل الذين أعرضوا عن دين الله فأضلهم الله تعالى ومن أتباع الشيطان أيضا الأعراب وهم من عوام الناس وجهلة الناس ويدل عليهم حديث الأعرابي الذي ذكرنا في احياء الدجال لابيه وأمه بقدرة الله عزوجل وهنا نقف وقفات ونقول
أولا : أن النساء لابد أن يكون لهم نصيب عظيم من الاهتمام بالتربية والتعليم وأنه نتيجة فشو الجهل من النساء وغلبة العاطفة لديهن أنه يحدث منهم انجرافات وانحرافات كثيرة ولذلك على المرأة المسلمة أن تتقي الله عز وجل وأن تحرص على تعليم نفسها وتربية نفسها على الاسلام ونحن علينا أن نحرص على نسائنا أخوات وأمهات وعمات وخالات وجدات ونربيهن ولأنه بسبب عدم تربية النساء تحصل شرور كثيرة ومنها على سبيل المثال الشرور التي ستحدث من اتباع كثير من النساء للدجال وذلك لأنها تعيش في جهل وغفلة ولذلك تفتن به ولكن لا شك أنه ستصمد من النساء خيرات كثيرات وكذلك إننا نعلم درسا من هذه القصة وهي أن عوام الناس الذين يغلب عليهم الجهل والغفلة يسهل خداعهم بشكل كبير لأن العوام مشكلتهم أنهم لم يتربوا على الاسلام ولذلك ينبغي الدعاة الى الله عز وجل تضبيط توجيه كثيفين نحو العوام فإنه يحصل من العوام اذا لم يضبطوا فتن كثيرة ولذلك لا بد أن يقوم العلماء ليلتف العوام حولهم ولابد أن يقوم طلبة العلم والخطباء وأئمة المساجد والناس الأخيار وأهل الدين والدعاة والمربون لابد أن يظهرون بين الناس لابد من وجود قدوات يلتف حولها العوام وكذلك لابد من وجود تكثيف للاعلام الاسلامي لتوجيه العوام وضبطهم ولذلك لابد من وضع خطط اسلامية لاحتواء العوام وتوجيههم وتوضيح القدوات لهم وتربيتهم على الاسلام وكلما تربى الشعب أكثر كلما حصل الهدوء والطمأنينة في البلد أكثر.
والدجال لن يسمح له بدخول مكة والمدينة قال الرسول صلى الله عليه وسلم "على انقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال " وقال " لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان وأنه يمكث في الأرض ولا يقرب أربعة مساجد المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى ومسجد الطور " وقال صلى الله عليه وسلم يأتي المسيح من قبل المشرق وهمته المدينة حتى اذا جاء دبر أحد (وفي رواية انه يصعد أحد ويرى من بعيد ويقول لمن حوله أترون القصر الأبيض ويقصد المسجد النبوي ) حتى اذا جاء دبر أحد تلقته الملائكة فضربت وجهه قبل الشام هناك يهلك هناك يهلك " وقال "ليس من بلد الا سيطؤه الدجال الا مكة والمدينة وليس نقب من انقابها الا عليه الملائكة حافين تحرسها فينزل في السبخة (وفي رواية يأتي سبخة الجرب ) فيضرب رواقه (أي ينزل ويعسكر هناك) وفي رواية حتى ينزل عند الضريب الأحمر (موضع قرب المدينة ) عند منقطع السبخة (وهي الأرض المالحة التي لا تنبت نباتا ) فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ويخرج اليه منها كل كافر ومنافق (أي ان المدينة ومكة فيها كفرة فيها ملحدين فيها سراق صلاة فيها مستهزئين بالدين اذا عندما يأتي الدجال فلا يدخل مكة والمدينة فترجف الأرض فيخرجون الى الدجال لابد أن يفتنوا لانهم كفار ومنافقون فيبقى صلحاء الناس في المدينة ومكة كالحصن الحصين لا يستطيع الدجال أن يدخلها ) ولذلك جاء في حديث تميم الداري لما وجدوا الدجال مربوط موثق وحدثوه فحدثهم فقال لهم إني يوشك أن يؤذن لي بالخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية في الأرض الا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة وهما محرمتان علي كلتاهما كلما اردت أن ادخل واحد منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإنه على كل نقب منها ملائكة يحرسونها وهذا يعتبر ايضا من فضائل مكة والمدينة وهذا يدل على أهمية الأماكن المقدسة في صد أعداء الاسلام والرسول صلى الله عليه وسلم وضح ان لمكة والمدينة مناقب وأن لها أدوار في صد أعداء الاسلام لذلك لابد من العناية بالاماكن المقدسة وحمايتها وصيانتها عن كل كافر وعدو وعن كل شر وفتنة وعن كل شيء مخالف للدين وأن الحجاز أرض مباركة جعل الله الايمان يأوي اليها لذلك فإن الاجرام في مكة والمدينة ليس كغيرهما من البلدان.