[align=right]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تعريف المرض
فما هو مرض التصلب العصبي المتعدد؟
حركة الإشارات العصبية في عصب سليم وعصب تالف.يعد مرض التصلب العصبي المتعدد من اكثر الأمراض شيوعا التي تصيب الجهاز العصبي المركزي – المكون من الدماغ والحبل الشوكي. وهو مرض التهابي مزيل لصفائح الميلانين (النخاعين ) المغطية للأعصاب. وهي عبارة عن مادة دهنيه تحمي وتساعد على سرعة إيصال الإشارات العصبية من المخ إلى أجزاء الجسم . مما يساعد على تحرك الجسم بشكل طبيعي. ويمكن تمثيلها بالغلاف البلاستيكي الواقي لأسلاك الكهرباء. واستجابة لمستضدات غير معروفه تبدأ كريات دم بيضاء لمفاوية بمهاجمة صفائح الميلانين مسببة زواله. وذلك يصعب ويعيق حركة الإشارات العصبية وينتج الالتهاب. وسبب تسميتها هو التكوين المستديم لِلويحات(البقع البيضاء التي ظهر في صورة الرنين المغناطيسي- MRI) زوال الميلانين في الجهاز العصبي المركزي , و هذه اللويحات المتصلبة التي تُشكل آفة المرض.
ما هي أسباب مرض التصلب العصبي المتعدد ؟
حتى يومنا هذا لم يعرف السبب وراء المرض ويعمل الباحثون من حول العالم لكشف السر. يحتمل أن الضرر الذي يحدث للميلانين في مرض التصلب العصبي المُتعدد سببه ردة فعل غير طبيعية لمناعة الجسم التي هي تحمي الجسم من الأجسام الغريبة (البكتريا و الفيروسات).
العديد من صفات مرض التصلب العصبي المتعدد تدل على أنه مرض ذاتيّ المناعة حيث الجسم يهجم على خلاياه وأنسجته متمثلة في الميلانين في حالة التصلب العصبي المُتعدد.
الباحثون لا يعلمون سبب هجوم مناعة الجسم على الميلانين ولكن يعتقد أن هناك مجموعة عوامل.
إحدى النظريات تقول أن فيروس – قد يكون كامنا في الجسم – له دور فعال في تطور المرض ويسبب خلل في المناعة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. عدة أبحاث قائمة لتحديد هذا الفيروس إلا انه من المحتمل أن يكون أي فيروس شائع –كالحصبة - محفز لنشوء المرض. هذا المحفز ينشط خلايا الدم البيضاء (اللمفاويه) التي تعمل على أضعاف دفاعات الدماغ وبالتالي الوصول إليه. وفي الدماغ تعمل هذه الخلايا على تنشيط عناصر أخرى من الجهاز المناعي بطريقة تدفعها للهجوم على الميلانين.
ما هي أعراض التصلب العصبي المتعدد؟
إن مرض التصلب العصبي المتعدد حالة متقلبة والأعراض التي تظهر تعتمد على المنطقة المصابة في الجهاز العصبي المركزي. كل مصاب يعتبر حالة خاصة وليس هناك نمط معين للمرض فالاختلاف يكون في مدى شدة الالتهاب ومدته.
مشاكل بصرية
* رؤية غير واضح (ضبابي)
* ازدواجية في الرؤية
* التهاب العصب البصري
* حركات العين السريعة اللا إرادية
* فقدان البصر (نادر جداَ)
مشاكل التوازن و تناسق الحركات
* فقدان التوازن
* رعاش (رجفان لا إرادي)
* ترنّح (اللا انتظام) في المشي
* دُوار
* عدم التناسق في الحركات (خاصةً في الأطراف)
* ضعف: خاصةً في الساقين عند المشي
* تشنجات عضلية
* تغيرات في طبيعة العضلة (ارتخائها وتقلصها) وتصلب العضلة يمكن أن يؤثر على الحركة والمشي
* تشنجات
تغيرات في الحس العصبي
* إحساس بالوخز
* تنمل
* إحساس بالحرقان
* يحتمل أن بعض الآلام لها علاقة بالتصلب المتعدد مثل آلام في الوجه (ألم العصب الثلاثي) و آلام في العضلات
تصعوبات في النطق
* النطق البطيء
* التلعثم والنطق بغير وضوح (تتداخل الكلمات والحروف بعضها ببعض)
* ختلاف في اتزان/تواتر النطق
* عسر البلع
الإرهاق
* إرهاق عام يضعف الجسم ويكون غير متوقع وغير مناسب للنشاط الذي قام به الشخص. يعتبر الإرهاق من أكثر الأعراض شيوعا ومن أكثرها ازعاجا للمريض.
مشاكل البول والبراز
* من مشاكل البول: الحاجة للتبول بين فترات قصيرة
* الحاجة الفورية للتبول
* عدم تفريغ المثانة كاملا
* التبول اللاإرادي
* من مشاكل البراز: الإمساك
* التفريغ اللاإرادي (نادر)
المشاكل الجنسية
* العجز الجنسي
* فقدان الإحساس
الحساسية الزائدة من الحرارة
* هذا العارض عادة يسبب تدهور مؤقت للأعراض.
اضطرابات إدراكية وعاطفية
* ضعف في الذاكرة المؤقتة
* فقدان القدرة على التركيز أو الحكم الصحيح أو المنطق
تكون بعض الأعراض واضحة جدا والبعض الآخر كالإرهاق والحساسية للحرارة والاضطرابات الإدراكية والعاطفية تكون مخفية. ويواجه المريض صعوبة في وصفها للآخرين. أفراد العائلة والأصدقاء أحينا لا يقدرون أثر تلك الأعراض على الشخص المصاب وحياته العملية والاجتماعية وعلى جودة الحياة.
ما هو علاج التصلب اللويحي؟
صحيح أنه لا يوجد علاج شاف تماما للتصلب اللويحي حتى اليوم، و لكن هذا لا يعنى أبدا أنه لا يوجد تدابير جيدة تخفف من المرض و تعين المريض على أعراضه، و بخاصة في آخر عشر سنوات بعد توفر الأدوية المعدلة للمناعة.
ينقسم العلاج إلى ثلاثة أنواع:
علاج الهجمة
علاج المرض
علاج الاختلاطات
علاج الهجمة
* إذا كانت الهجمة خفيفة الوطأة، وأعراضها محتملة، فقد تستجيب للراحة لمدة يوم أو يومين، مع شرب السوائل الكافية الباردة، و تبريد جو الغرفة، و كثير من المرضى إذا اتبعوا ذلك في بداية الهجمة تتحسن أعراضهم.
* إذا لم ينفع ما سبق، أو كانت الهجمة شديدة الوطأة فيعطى الكورتيزون، وتختلف طريقة إعطائه حسب الطبيب المعالج ، ولكن غالب الأطباء يعطونه لمده 3-5 أيام بالوريد.والكورتيزون يسرع من شفاء الهجمة ، ويخفف من حدتها.
* لا يسبب إعطاء الكورتيزون أي مضاعفات ذات بال، كالتي قد تحدث من تعاطي الكورتيزون المديد المزمن.
علاج المرض
* وهي أدوية تدعى (معدلات المناعة)، وهي تعمل على تغيير في طبيعة التركيب المناعي، وبذلك تخفف من عدد الهجمات، و تخفف من حدتها، وقد تخفف من سوء الآفات في صور الدماغ المغناطيسية، ومن حدة الإعاقة التي قد تحدث من المرض في مراحله المتقدمة.
* ويؤخذ واحد من هذه الأدوية على الدوام, وهي كلها متقاربة في التأثير، ولكن بعضها يؤخذ في العضل مرة واحدة كل أ سبوع، و بعضها تحت الجلد عدة مرات في الأسبوع حسب نوع الدواء.
* عموما ليس لهذه الأدوية من مشكلات، ولكن قد يشعر المريض بعد الحقن بأعراض مشابهة لأعراض الزكام من حرارة وتعب ، ويعالج ذلك عادة بإعطاء دواء مثل البندول قبل الحقن.
* تعطى هذه الأدوية عادة في النوع الانتيابي (الناكس الهادىء).
* لا تعطى الأدوية المعدلة للمناعة خلال الحمل والإرضاع.
الأدوية المستخدمة في علاج المرض
* ريبيف: (Rebif® = Interferon beta 1a)
إبرة تحت الجلد ثلاث مرات في الأسبوع.
* بيتاسيرون: (Betaseron® = Interferon beta 1b)
إبرة تحت الجلد كل يومين.
* أفونكس: (Avonex® = Interferon beta 1a)
إبرة في العضل كل أسبوع، و يستخدم بحذر إذا كان المريض مصاباً بداء الصرع.
* كوباكسون: (Copaxone® = Glatiramer acetate)
إبرة تحت الجلد كل يوم.
* نوفانترون: (Novantrone® = Mitoxantron)
و هو دواء مضاد للسرطان في الأصل، و لكن له فائدة في النوع المترقي الانتيابي، أو الحالات الشديدة جداً من النوع الانتيابي.و يعطى كل ثلاثة أشهر مع مراقبة شديدة لحالة القلب، و له محاذير أخرى، ومنها العقم.
* تايسابري: (Tysabri® = Natalizumab)
وهو دواء جديد، و يعطى مرة واحدة بالوريد كل شهر، و ليس هناك خبرة عملية به بعد في الممارسة الطبية العامة.
علاج المضاعفات
قد يحدث عند المرضى عدة مضاعفات، و لكل منها تدبيره و علاجه.
* تشنج العضلات
و قد يسبب مشكلة كبيرة بسبب اليبوسة والألم، ويعالج عادة بالمرخيات العضلية مثل حبوب باكلوفين و غيرها.
*الرجفان
و يعالج بدواء إندرال ، أو البيريميدون، و غيرهما.
* الألم
قد يصاب بعض المرضى بألم العصب المثلث التوائم، ويدعى كذلك العصب الخامس، وهو عصب الإحساس في الوجه، و الألم شديد بارق خاطف، مثل تيار الكهرباء، ولكن بحمد الله يستجيب لدواء (كاربامازيبين) وغيره.
* اضطراب التبول
وعادة ما يستشار طبيب الأمراض البولية لتحديد نوع الاضطراب و معالجته بالدواء المناسب، و قد يضطر المريض لتفريغ البول بنفسه بالقثطرة يوميا.
* الوهن والتعب
يشكو كثير من المرضى من الوهن العام، وقد يعطى دواء الأمانتادين، أو دواء البروفيجل لمساعدة ذلك.
* الاكتئاب
ويعالج بمضادات الاكتئاب المعروفة (سيبرام, زولفت....)
ولا يخفى على أحد ما للعلاج الفيزيائي الطبيعي من أثر جيد في مساعدة أعراض المرض.
تنويه هام
يعتبر ماسبق بيانه دليلاً عاماً لما يتبع عادةً في علاج التصلب اللويحي، ولكنه أبداً لايغني عن رؤية الطبيب واتباع نصائحه العلاجية الخاصة بكل مريض على حدة.
كيف تتعايش مع التصلب اللويحي
اجعل حياتك أسهل!!!
العوامل المؤثرة :
عوامل نفسية
عوامل فيزيائية
عوامل خارجية
العوامل النفسية
أثبتت الدراسات أن الضغط النفسي يزيد من احتمالات التعرض للانتكاسات المرضية بمقدار الضعف! في عام 2004 تم جمع 293 دراسة على مدى ثلاثين عاما أثبتت أن الضغوطات النفسية المستمرة تؤثر بشكل سلبي وملحوظ على جهاز المناعة. أقل الضغوطات النفسية تأثيرا كانت تلك التي تتعلق بفقدان الأقارب أو التعرض لمشاكل من المعروف انها ستحل على المدى القريب.
كيف أتعايش مع الضغط النفسي؟
عالج المشاكل واحدة تلو الأخرى ، لا تدعها تتراكم! استشر من حولك.. هناك دائما من يتلهف لمساعدتك! اشترك في جمعيات بها دعم ومساعدة. تفاعل مع هذه المجتمعات وستجد من يتفهم ان شاء الله. من المهم أن تعرف أعراض الاكتئاب! لا تتردد في استشارة طبيبك! كون علاقة ثقة متبادلة مع طبيبك!
عوامل فيزيائية
كيف تتعايش مع التصلب جسديا؟!
تمتع باللياقة البدنية:
شد العضلات: يوميا لمدة 30 ثانية للمرة الواحدة.
تقوية العضلات: 3 مرات في الأسبوع
رياضة مفيدة للقلب: (الجري , السباحة ) 20 إلى 30 دقيقة 3-4 مرات في الاسبوع.
تمارين التوازن.
ارتدي أجهزة التبريد.
اتبع نظام غذائي متوازن.
اكثر من الطعام المحتوي على الألياف والخضروات. قلل من اللحوم الحمراء.
تناول الفيتامينات (A, D) بجرعات يومية معتدلة.
تجنب التعرض لأشعة الشمس مباشرة.
تجنب التعرض للحر الشديد اشرب الكثير من السوائل الباردة أثناء قيامك بنشاطاتك.
حاول سكب الماء البارد على رأسك من آونة لأخرى.
تجنب الارهاق, خذ قسطا وافيا من الراحة يوميا.
حاول تقسيم مهامك على دفعات.
مارس نشاطاتك الاعتيادية ( الطبخ , تنظيف الملابس, اصلاح الأجهزة ) في وضع الجلوس قدر الامكان.
حاول الاحتفاظ بالطاقة حين يتسنى لك الاختيار.
مارس جلسات الاسترخاء بشكل منتظم.
استخدم أجهزة السيرالمساعدة في المسافات الطويلة لتساعدك على حفظ توازنك.
عوامل خارجية
كيف تتعايش مع من حولك؟!
تقبل نفسك كما أنت! يسهل على الآخرين تقبل شخصيتك!
في العلاقات الشخصية: كن صادقا من البداية!!
لا يتعارض التصلب اللويحي مع الحمل.
في العمل: في دراسة نشرتها جمعية التصلب اللويحي المحلية (National MS Society) وجدت أن 43% من البالغين الذين أصيبوا بالتصلب اللويحي لأكثر من 12 عاما مازالوا على رأس العمل.
ناقش وضعك الصحي مع رئيسك.
حاول اختيار ساعات عمل قليلة أو متقطعة.
احرص على أن تكون درجة حرارة الغرفة مناسبة.
حاول اختيار الموارد التي تسهل عملك دائما.
من تجاربهم!!
"أعتقد أن التصلب اللويحي قد ساعدني لأكون أما أفضل، لأقدر الأشياء الصغيرة، وأن لا آخذ الأشياء على أنها أمور مسلم بها" - جنيفر، زوجة و أم
"لقد أجبرني التصلب اللويحي على تغيير أمور كثيرة في حياتي، لكنه لن يستطيع اجباري على تغيير شيء واحد.. أحلامي.. أمور مسلم بها" - جوردان سيغالت ، لاعب هوكي
أرجو ان تكونوا استفدتوا ولو القليل من الموضوع عن هذا المرض .. واتمنى ان يشفي الله جميع مرضى المسلمين[/align]